مقالات

اﻹمارات تخلط اﻷوراق ونظام اﻷسد متخبط… وماذا عن تصفية القضية؟

فراس العبيد – رسالة بوست

يبدو أن قطار اﻻستسلام والتحول في الخطاب الرسمي دخل مرحلة جديدة من التخبط في مناطق سيطرة اﻷسد، وعلى أعلى المستويات، على خلفية قيام “دويلة المؤامرات/اﻹمارات المتحدة” بخلط اﻷوراق، على مستوى اﻻتفاق مع “الصهاينة”.

الخارجية تتفرج:

وبدا التخبط على لسان الصحف والمواقع الموالية، التي لم تملك إﻻ أن تنكر صمت وزارة خارجية اﻷسد، عن إدانة التطبيع بين اﻹمارات والكيان الصهيوني. والواضح أن المأزق السياسي الذي وضعتهم بهم دويلة بن زايد، كبير، فالتطبيع سيكون على حساب “إيران” حليف اﻷسد، بالتالي؛ ﻻ يمكن أن يمر اﻷمر بسهولة، ودون إحراج.

الخطاب المهترئ:

ولعل الخطاب “المقاوم والممانع” الذي صدع أذن السوريين، بدا في أضعف حالاته ويحتاج إلى تدوير في أقرب مركز “قمامة”، وسبب حرجًا للنظام، على اﻷقل أمام بعض مواليه، الذين اندفعوا للترقيع. حيث أعلنت القيادة المركزية لحزب “البعث” الحاكم في “سوريا” موقفها من اتفاق التطبيع بين “الإمارات” قبل أيام.

واعتبر البيان الصادر عن قيادة “البعث” أن قطار الاستسلام والخنوع وصل إلى “الإمارات” بعد أن انطلق من “كامب ديفيد” منذ 40 عاماً مروراً بـ”وادي عربة” و “أوسلو” وسيصل إلى محطات أخرى قريبًا.

ووفق البيان فإن الكيان الصهيوني لا يقدم أي خطوة تجاه حل القضية الفلسطينية وفق القانون الدولي وقرارات “الأمم المتحدة” وإنما تأتيه خطوات التطبيع من دون مقابل، وهذا الوضع العبثي يبعد المنطقة عن السلام العادل والشامل.

دع الخلق للخالق:

ويشير البيان الصادر عن “حزب البعث” الذي يتزعمه اﻷسد، إلى أنّ القرار اتخذ في الوقوف إلى جانب “إيران”، إﻻ أنه أعطى هامشًا للتحرك الدبلوماسي، من خلال صمت “الخارجية”.

ويمكن تسمية تلك الفعلة بـ”الرقص على الحبلين”، لحين إتمام صفقة “بقاء اﻷسد”.

ومن جانبٍ آخر؛ فإن اختيار النظام الوقوف إلى الصف اﻹيراني، ينطلق من منطلقين؛ اﻷول؛ طائفي بحت، واﻵخر؛ فرضه الخطاب المهترئ مدعي الممانعة والمقاومة. ولعل خلع تلك العباءة بات ضرورة في مرحلة تدوير النظام وتعويمه، أو على اﻷقل الخروج به بصيغة أقل حدّة في العداء للصهاينة، وعلى مبدأ “دع الخلق للخالق.

موقع موالٍ يضع علامة استفهام:

وعلّق موقع “سناك سوري” الموالي؛ على بيان البعث وصمت خارجية اﻷسد بالقول؛ إن بيان الحزب جاء في وقت لم يصدر خلاله أي بيان بشأن الاتفاق عن الخارجية السورية حتى لحظة إعداد الخبر. وتكشف هذه النقلة التاريخية أنّ نظام اﻷسد، رغم محاوﻻت التحالف الصليبي تدويره، إﻻ أنها أسقطته في ذات اللحظة، على اﻷقل أمام بعض من سيصحو من مواليه.

وتركته تلك الحالة في جانبٍ مهمش من المعادلة السياسية، يمكن طرحه، بعض جمع الرقم اﻷساس في المنطقة “إسرائيل” مع باقي “التيجان الطغاة”، ومن ثم سحبه من عنقه، بعد “تعديل موقفه”.

تصفية القضية:

أمّا ما يتداول عن تصفية القضية الفلسطينية فهو “حلم الضالين” و”عشم إبليس في الجنة”، بل هذه المرحلة هي تعرية “الخونة البائعين الجوالين”. واﻷيام حبلى بالمفاجآت… فهي عودة القضية للصف اﻹسلامي، ﻻ التيارات المهزومة بغض النظر عن مسمياتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى