بحوث ودراسات

فتح القسطنطينية – 6 من 11

أ.د. أحمد رشاد

أكاديمي مصري
عرض مقالات الكاتب

المشهد الخامس:

تحويل اليابسة إلى بحــر

لقد أدرك السلطان محمد الثاني أهمية فرض حصار بحري على القسطنطينية داخل الميناء وخاصة أن هذه الجهة ـ جهة القسطنطينية الواقعة على الخليج الذهبي ـ كانت أضعف جهات البيزنطيين . ولكن كيف السبيل للدخول إليه وهو مغلق بسلسلة ضخمة من الحديد التي تحرسها من جانب غلطة السفن الجنوية بالإضافة إلى أن الدولة البيزنطية التي أعدت من جانبها بقوات مدافعة ذات قدرات قتالية عالية جدا، فلم يضعف الفاتح إزاء هذا الموقف الصعب ولم تفتر عزيمته حتى بعد أن نجحت القوات البحرية المعادية في توجيه ضربات شديدة للسفن الإسلامية. فأخذ يفكر ويقدح فكره من أجل التغلب على هذه العقبة  .

         وجدير بالذكر هنا من يقول كان من الأولى والأيسر من نقل السفن عبر اليابسة للدخول في القرن الذهبي من خلال احتلال غلطة واقتحامها وبالتالي تيسر له تحطيم السلسلة الحديدة الضخمة  ويدخل ما شاء من السفن في الميناء  ، لكن هناك بعد نظر وأولويات في فكر الفاتح العسكري ، فكانت العلاقة بين الفاتح ودولة ميلان علاقة سلام ـ كانت غلطة تحت حماية دوق ميلان آنذاك ـ  ، وإن كان أهل غلطة يميلون بعواطفهم إلى الروم ويتمنون لهم النصر والغلبة على المسلمين ، ولو اقتحمها يخلق لنفسه أعداء جددا وهو أحوج ما يكون إلى تجميع قواته ضد القسطنطينية .

وهنا يتجلى فكر السلطان محمد الفاتح  بفكرة بارعة تدل على العبقرية العسكرية التي تمتع بها والتصميم الرائع والثابت للوصول إلى هدفه ، ويتفتق ذهنه عن فكرة تبدو خيالية ومستحيلة وفوق مستوى أداء وفكر البشر آنذاك ،  وهي نقل السفن من مرساها في بشكطاش إلى القرن الذهبي حتى يتفادى السلسلة التي عوَّقت سفنه وحالت بينها وبين الدخول في القرن الذهبي مباشرة وذلك بجر السفن على اليابسة الواقعة بين الميناءين ـ بشكطاش والقرن الذهبي ـ مبتعدًا عن حي غلطة خوفًا على سفنه من الجنويين وكان يبلغ طول هذا الطريق فرسخ واحد  ولم تكن أرضًا سهلة مبسوطة ولكنها كانت عبارة عن مجموعة من التلال والوهاد التي تعلو وتنخفض وتتعرج بصورة يبدو من الصعب تسيير السفن فيها   .

وفي 21 أبريل 1453 م  بدأ السلطان في تنفيذ خطته العبقرية التي تعتبر معجزة من المعجزات في زمانة  وسجل التاريخ له موقفا من الصعب تصديقه لولا أنه محل إجماع من المؤرخين العرب والأوربيين وشهود العيان ، فأصدر الفاتح أوامره بإعداد سبعين سفينة ، وفى الوقت نفسه كانت معاول المجاهدين تعمل في تسوية الأرض وتعبيدها ، فمهدت الطرق وسويت في ساعات قليلة  ، وفريق ثالث يعمل في دهان ألواح من الخشب بالزيت والشحم ووضعت على الطريق الممهد بطريقة يسهل بها انزلاق السفن وجرها وكان أصعب جزء من المشروع هو نقل السفن على انحدار التلال المرتفعة ، إلا أن السفن العثمانية بصفة عامة كانت صغيرة الحجم .

وجرَّت السفن من البسفور إلى البر حيث سحبت على تلك الأخشاب المدهونة بالزيت مسافة ثلاثة أميال فسارت كأنها على اليم حتى وصلت إلى نقطة آمنة فأنزلت في القرن الذهبي  وتمكــن العثمانيون في تلك الليلــة من سحب أكثـر من سبعين سفينة وإنزالها في القرن الذهبي على حين غفلة من العدو وكان السلطان يشرف بنفسه على العملية التي جرت في الليل بعيدًا عن أنظار العدو ومراقبته   .

 والمدهش حقا في هذا العمل الضخم المتعدد الجوانب أنه تم في ليلة واحدة فقط  ودون أن ينتبه إليه أحد سواء من الروم في القسطنطينية أو الجنويين في غلطة وهم بالقرب من هذا العمل الضخم الذى يجرى تحت أسوار مدينتهم  وكانت حيلة الفاتح المدهشة  لكى يمَّوه على هذه العملية  أن نصب عددا كبيرا من المدافع في أعالي الهضاب الواقعة  خلف أسوار غلطة التي ظلت طوال اليوم الحادي والعشرين من أبريل تطلق قذائفها باتجاه الأسوار المطلة على القرن الذهبي بصورة مستمرة ، وقد أصيبت إحدى السفن النصرانية فغرقت وجنحت بقية السفن الى أسوار غلطة واحتمت تحتها ـ فتملك أهل غلطة الفزع والرعب والخوف وهم يرون القذائف الحجرية الضخمة تمر فوق رؤوسهم وهى تصفر صفيرا مخيفا وشغلهم ذلك عن كل شيء إلا عن طلب النجاة لأنفسهم ، وفى نفس الوقت قامت بعض السفن التركية المرابطة في البسفور بمحاولة اقتحام السلسلة عند مدخل القرن الذهبى ، وضاعفت المدافع القائمة تجاه السور البرى للقسطنطينية قوتها في إطلاق قذائفها ليلا ونهارا ، وقد نجحت هذه الخطة في صرف انتباه البيزنطيين والجنويين الذين دهشوا عندما شاهدوا السفن العثمانية داخل القرن الذهبي  ، واستيقظ أهل المدينة البائسة في صبيحة 22 أبريل 1453 م على تكبيرات المسلمين المدوية المتصاعدة ( الله أكبر ) وهتافاتهم المتصاعدة وأناشيدهم القوية وموسيقاهم العسكرية العالية وأطلوا من فوق أسوارهم ففوجئوا بسبعين سفينة تركية في القرن الذهبي فانتابهم الخوف والفزع والهلع وتمكنت  السفن العثمانية من السيطرة على ذلك القرن الذهبي وبالتالي فقدت بيزنطة الحاجز المائي الذى كان حاجزا مائيا عظيما بين المدافعين عن القسطنطينية وبين الجنود العثمانيين   ولقد عبر الأمير فوكاس أحد المؤرخين البيزنطيين المعاصر لفتح القسطنطينية عن إعجابه بهذا العمل فقـال : ” ما رأينا ولا سمعنا من قبل بمثل هذا الشيء الخارق ، محمد الفاتح يحول الأرض إلى بحار وتعبر سفنه فوق قمم الجبال بدلاً من الأمواج ، لقد فاق محمد الثاني بهذا العمل الإسكندر الأكبر ”  

         ولما علم قسطنطين الحادي عشر بوجود سفن المسلمين داخل القرن الذهبي اشتد خوفا وفزعا ورفع يده إلى السماء وقال : أيها الإله القادر ، لا ملجأ لنا من هذا البلاء إلا إليك ،  وظهر اليأس في أهل القسطنطينية وكثرت الإشاعات والتنبؤات بينهم وانتشرت نبوءة  تقول ” ستسقط القسطنطينية عندما ترى سفن تمخر اليابس ”   . مما جعل أحد المؤرخين يؤكد معانى هذه العبارة بتعجب فيقول : لقد تحقق نصف النبوءة فهل تتحقق النبوءة بتمامها    .

         ودفعت السفن العثمانية إلى أعلى ميناء القرن الذهبي حيث الماء ضحضاح وتحميها القوات البرية من الضفتين فلا تجرؤ السفن النصرانية الراسية في الميناء الدنو منها ، فأصبحت السفن الإسلامية في القرن الذهبي أعلى الميناء وجزء أخر خارج الميناء بجوار السلسلة الضخمة والسفن النصرانية بينهما محصورة لا تستطيع أن تفعل شيئا إلا أن تكون في حالة من الخوف والتوجس والحذر إلى آخر الحصار ولا تستطيع أن تفعل شيئا إلا مشاهدة ما يفعله جنود السفن التي في أعلى القرن الذهبي    وهم يمتثلون بأمر سلطانهم في بناء جسر عائم من البراميل والصناديق الخشبية وشد بعضها إلى بعض بالكلاليب والحبال الضخمة وثبت عليها ألواح من الخشب ثم نصبت عليها المدافع لقذف الأسوار الضعيفة للقسطنطينية ، والسفن الإسلامية التي خارج القرن الذهبي وهى تحاول تكرارا ومرارا تحطيم السلسلة الضخمة

         وفي واقع الأمر فإن هذه العملية أحدثت انهيارا في معنويات البيزنطيين لأن الأسوار الواقعة على القرن الذهبي كانت أضعف الأسوار وكانت المياه بمثابة حاجز أو سور طبيعي تحمي المدينة ، لذلك اضطر الإمبراطور قسطنطين  إلى سحب القوات من على الأسوار الأخرى لكي يتولوا الدفاع عن الأسوار الواقعة على القرن الذهبي مما أوقــع الخلل في الأسوار الأخرى . وفعلاً دافع الإمبراطور البيزنطي بعزم عن المدينة وكان يتفقد باستمرار استعدادات الحصار والتحصينات ويشجع الجند أثناء قيامهم بواجباتهم ولا ينام إلا لحظات خاطفة ومع ذلك فإن الأسوار القديمة أخذت تتداعى وتنهار تحت وطأة المدفعية   مما جعل الإمبراطور قسطنطين أن يضع فى هذا الجانب من السور عددا هائلا من الجند لحمايته ثم عقد اجتماعا في كنيسة سانت ماري  وبعض كبار قادة الجيش للتشاور في أمر السفن الإسلامية الموجودة بالقرن الذهبي فاجتمعوا على ضرورة التخلص من هذه السفن بإحراقها ليلا ، وتحركت السفن النصرانية بقيادة جاكومو كوكو القائد البحري البندقي من ميناء غلطة فى ليل كان حالك السواد في الثامن والعشرين من أبريل 1453 م لصب النار على السفن الإسلامية ، وعند تحرك السفن أشعل أهل غلطة نارا في قمة برجهم وكأنها إشارة للسلطان الفاتـح لتحرك سفن جاكومو كوكو الذى لم يعبأ بهذه النيران بل امتلأ قلبه وجنوده ثقة بنجاح خطتهم وحرق سفن المسلمين وقال لمن حوله : لاشك أننا سنشعل النار في الأتراك ونشويهم شيا. ولثقته الكبيرة أسرع بسفينته لكى يفوز بالسبق في الحرق وتدمير السفن الإسلامية ولكن حيل بينه وبين ما يشتهى فقد قذفت السفن الإسلامية قذيفة  ضخمة  أعقبتها قذيفة أخرى ففلقتها وابتلعها البحر في لمح البصر بمن فيها وما فيها ومن حسن القدر ـ والقدر كله حسن ـ وفى الظلام الدامس ظنت بقية السفن أن كوكو هو الذى ألق القذائف على السفن الإسلامية ، فتقدمت سفينة نصرانية أخرى إلى الأمام فدهمتها هي الأخرى قذيفة شديدة فخرقتها وحاول رجالها إصلاحها ليعودوا بها هاربين ولكنها مالت إلى الغرق ،   وباءت محاولات بقية السفن كلها بالفشل لأن العثمانيين كانوا لها بالمرصاد ، مما اضطرها إلى الفرار مذعورة تنشد لنفسها النجاة ، واستطاع الأسطول الإسلامي أن يقبض على بعض البحارة السفينة البندقية الغارقة وقتلوهم بينما انتقم الإمبراطور قسطنطين بأن علق على أسوار القسطنطينية مئتين وستين من الأسرى المسلمين الذين كانوا في القسطنطينية ، ولكن اليأس والهم قد تملك قلوب البيزنطيين ومن قبلهم إمبراطورهم الذى عجز أمام إصرار وإبداع وصمود الجنود الأتراك . بل زاد النزاع والخلاف بين البنادقة والجنويين في القسطنطينية  وأخذ يتهم بعضهم بعضا بتهم عظيمة ، فاتهم الجنويين البنادقة بأنهم السبب في هذه الفاجعة بسبب جهلهم بحروب البحر وعدم الدراية بقيادة السفن الحربية ، ورد علي البنادقة على الجنويين بأنهم هم الذين نكبوا الأسطول النصراني بسبب الخيانة وإفشاء السر إلى الأتراك ، فاشتعل الصراع بين الفريقين وكادت الحرب وشيكة أن تقوم بينهم لولا أن اسرع الإمبراطور قسطنطين وناشدهم الله أن يكفوا عن هذا النزاع ولا يزيدوا المدينة كربا على كربها وبلاء على بلائها . بل عمل على إعداد محاولة ثانية لحرق للسفن الإسلامية فكانت بقيادة القائد الجنوي جستنيان الذى لم يوفق هو  الآخر كما لم يوفق سابقه كوكو ،  أما السفن الإسلامية والنصرانية القابعة في القرن الذهبي كانت تتبادل القذائف ونشبت المعرك بين الاسطولين وتتالت يوما بعد يوم وكانت سجالا بينهما  ، وفى خلال تلك المعارك البحرية كانت المدافع العثمانية  لا تتوقف عن إطلاق قذائفها المدوية على أسوار القسطنطينية بينما أهلها كانوا يعملون ليلا ونهارا فى سد الثغرات وإفراغ الخنادق من الأنقاض مما كلفهم كثيرا من الجهد والإعياء . وأصبحت القسطنطينية محاصرة من البر والبحر ، فنقص الطعام واضطر كثير من الجنود أن يتركوا أماكنهم للبحث عن الطعام لهم ولعائلاتهم مما جعل الإمبراطور قسطنطين يعمل على حمل الطعام إلى الجنود في مواقعهم وتوفيره لعائلاتهم .

         اشتد القلق عند قسطنطين وملأ الذعر قلبه بسبب تأخر البندقية عن إرسال المؤن والنجدة والمعونة لحرب المسلمين حسب الاتفاق الذى عقد بينهما مما جعله يعد بأن يعد سفينة مسلحة وبها اثنا عشر جنديا من أمهر البحارة وأشجعهم وضع فيها صورة العذراء مريم وجاء البطريرك ورجال الأكليروس  ليباركوا هذه السفينة  ويقدموا لها الدعاء ، ولبس هؤلاء البحارة ملابس شبيهة للملابس التركية ورفعوا عليها علم السفن العثمانية ونجحت في التسلل ليلا وتفلتت من بين السفن التركية الموجودة في بحر مرمرة دون إثارة ريبة أو شك وأخذت تبحث عن ضالتها وهى السفن التي وعد بها البنادقة ، وفى هذه الأثناء شن العثمانيون هجوما عنيفا على أسوار القسطنطينية فاشتد الكرب على أهل القسطنطينية المحصورين بداخلها  مما جعل بعض قادة الجيش يقدمون اقتراحا إلى إمبراطورهم بأن يذهب هو شخصيا إلى البابا والبنادقة علهم يستجيبوا لاستغاثته ولكنه رفض قسطنطين واعتذر لهم بحجة أنه لا يستطيع أن يتخلى عن عاصمته وشعبه في هذه المحنة فيقول الناس فر وهرب ورجا منهم ألا يعرضوا عليه هذا الأمر مرة أخرى ثم انهال بكاء وبكى من حوله من الحاضرين لبكاء إمبراطورهم ،

         جدد قسطنطين الاستغاثة من الغرب النصراني  وخاصة إيطاليا وفرنسا وأسبانيا وأرسل إلى ملوكها الرسل ـ يبدو أنهم خرجوا في تنكر واستخفاء ـ بالكتب ليبين لهم الخطر المحدق الذى حل ببلاده والعمل على انقاذ الدولة البيزنطية قبل أن تتهاوى وتسقط في أيدى الدولة العثمانية الإسلامية ، مما جعل السلطان محمد الفاتح يبدأ في تشديد الحصار وتضييق الخناق على العاصمة القسطنطينية من ناحية السور المطل على القرن الذهبي فقرر إغراق السفن النصرانية الكبيرة التي تعمل على حماية السلسلة الضخمة التي تعيق دخول بقية السفن الإسلامية إلى القرن الذهبي فضلا على أنها تعيق ضربات وتسديدات السفن الإسلامية على سور القسطنطينية، وكانت خطة الفاتح في إغراقها  أن نصب مدافع ضخمة  وجديدة على الهضاب الواقعة خلف مدينة غلطة ليطلق منها القذائف القوية المحرقة على السفن وبالفعل وقعت قذيفة مدوية على سفينة تجارية جنوية فأغرقتها في الحال مما أثار الرعب في بقية السفن الحربية النصرانية التي اضطرت إلى اللجوء تحت أسوار غلطة طلبا للنجاة من القذائف التركية . 

         عمل الفاتح على إنهاك قوى الدولة البيزنطية وعدم توفر سبل الراحة لهم بل عمل على اجهادهم المستمر فكان الجيش المرابط على الجانب البري يهجم عل السور وأخذو في تكرار الهجوم مرات عديدة ، وفى نفس الوقت ظلت السفن العثمانية تهجم على ميناء القرن الذهبي مرة تلو الأخرى ، ونجح الفاتح في إرهاق أهل القسطنطينية المحاصرين داخل أسوارها .      

         وجدير بالذكر هنا أن نذكر النزاع بين البنادقة والجنويين الموجودين في القسطنطينية ، والمعروف عنهما أنهما دولتان تجاريتان يغلب عليهما حب المال والاقتصاد أكثر من أي شيء آخر حتى ولو عقيدتهم أو بنى عقيدتهم    فقد توارثا الغل والحقد والتنافس الاقتصادي غير الشريف واحتدت هذه المنازعات إلى أن وصلت إلى حد الاقتتال بينهما مما جعل الإمبراطور قسطنطين الحادي عشر أن يسرع الخطى إليهما ويناشدهم الله أن يكفوا عن هذا النزاع وأن يوحدوا جهودهم لقتال العدو المشترك وهم الأتراك المسلمون .

         وبعد أن استطاع قسطنطين توحيد البنادقة والجنويين وأزال أسباب الخلاف بينهما ، عرض أحد الجنود بأنه لكسر شوكة المسلمين فلابد من الهجوم عليهم بطريقة مكثفة وعنيفة  فننقض علي مخازن المؤن العسكرية والمواد الغذائية إلا أن بعض القادة رفضوا هذا الرأي واستخفوا به وقال أحد قادتهم وهو الدوق نوتاراس : إن مثل هذا العمل تهور وخيم العاقبة ، لقد مضت خمسة أشهر على نضالنا ونستطيع بعون الله أن نواصل النضال والمقاومة زمنا طويلا إلا إذا كنا آثمين نستحق العقاب من الله فلن تُجدينا حينئذ المقاومة . وخيم على الجميع صمت طويل حتى جاء جندي وهو يلهث فقال للإمبراطور إن المسلمين شنوا هجوما عنيفا على وادى لوكس ، وما كان على قسطنطين إلا أن بادر للوصول إلى موضع الهجوم وكان القتال مازال قائما بين المسلمين والمدافعين عن القسطنطينية ، مما جعل الإمبراطور يستدعى الاحتياط من الجند واستمر القتال إلى آخر الليل  ، بينما ذهب سكان القسطنطينية من الرجال والنساء من غير المقاتلين إلى الكنائس فظلوا في صلاة وتضرع حتى انسحب المسلمون في مطلع فجر اليوم الثاني عشر من مايو 1453 م .

         وفى يوم 14/5/1453 م  نقل السلطان الفاتح جميع مدافعه من هضاب غلطة إلى المدافع المنصوبة أمام طوب قبو لمضاعفة ضربات المدافع على أضعف نقطة فى السور البرى ، بينما البيزنطيون والذين توحدوا جميعا ضد الخطر الإسلامي وأخذوا يعملون ليل نهار في الدفاع عن المدينة والعمل المستمر في سد الثغرات وإعادة بناء المناطق التي سقطت من السور جراء المدافع العثمانية المتكررة القوية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى