تحقيقات

عصام العريان رحلة العمر

أحمد الحسين – رسالة بوست

الدكتور عصام العريان أحد الرموز الكبرى للحركة الطلابية في السبعينات، كان رئيسًا لاتحاد طلاب الطب، ورئيسًا للجنة الثقافة باتحاد طلاب مصر) حتى تخرجه من كلية الطب سنة ١٩٧٧، كان منذ شبابه خطيبًا يلهب الجماهير بكلماته ، ويقنع العقول بأفكار..
شارك مع قيادات شبابية أخرى في إعادة الروح للعمل النقابي بخوض انتخابات نقابة الأطباء منذ منتصف الثمانينات، قدم مع بقية زملائه تجربة ثرية في العمل النقابي وتقديم الخدمات النقابية، وإنعاش الدور الوطني للنقابات المهنية، وتأسيس اتحاد النقابات المهنية.
شارك في كل المناشط السياسية المصرية منذ أواخر السبعينيات بحكم موقعه في اللجنة السياسبة لجماعة الإخوان التي ترأسها لفترات طويلة، وشارك في تأسيس العديد من اللجان الوطنية المصرية، كما كان عضوًا نشطًا بالمؤتمر القومي العربي والمؤتمر الشعبي الإسلامي
كان أصغر عضو في البرلمان سنة ١٩٨٧ وكان واحدًا من ألمع نجوم ذلك البرلمان.
ساهم الدكتور عصام العريان في كل المحاولات لتوحيد المعارضة السياسية لنظام مبارك سواء في لجنة التنسيق بين الأحزاب والقوى السياسية، أو غيرها من الفعاليات، وكان يوصف دومًا أنه حمامة السلام مع تلك القوى، وكان محل احترام، وتقدير من الجميع.
قضى الدكتور عصام فترات طويلة من عمره سجينًا سياسيًا في اعتقالات سبتمبر ١٩٨١، وقضى ثلاث سنوات في السجن بعد إحدى المحاكمات العسكرية منتصف التسعينات، وعاد إلى السجن سنة ٢٠٠٦ و٢٠٠٧ وفي ليلة ٢٦ يناير ٢٠١١ بعد تصريحه الشهير الداعم لثورة ٢٥ يناير، والذي أكد فيه نزول الإخوان بكثافة في جمعة الغضب ، وحين تم الإفراج عنه عاد إلى الميدان مباشرة بملابس السجن
ناضل كثيرًا بعد الثورة لبناء توافق وطني ، فكان مدافعًا قويًا عن فكرة اختيار رئيس توافقي وترشيح قائمة انتخابية توافقية للبرلمان، وهو ما تجسد بعد صعوبات في قائمة التحالف الوطني الديمقراطي التي قادها حزب الحرية والعدالة، وضمت معه ١٠ أحزاب أخرى، كما كان داعمًا قويًا للجبهة الوطنية في قبيل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الرئيس الشهيد محمد مرسي.
كانت له صولات وجولات في جلسات المحاكمات الهزليةصدرت بحقه العديد من أحكام الإعدام والمؤبد، وكان يظهر دائمًا قويًا شامخًا مبتسمًا، وهو يرتدي البدلة الحمراء.
كان واضحًا عليه في الفترات الأخيرة التي ظهر فيها في المحكمة المرض الشديد ، وكان يشكو للمحكمة من الإهمال الطبي لكن دون مجيب.
الدكتور عصام العريان توفي اليوم الخميس الموافق 13/من شهر أغسطس/ آب.
يذكر أن الدكتور العريان رحمه الله لم يكن مجرد نائب لرئيس حزب الحرية والعدالة الذي كان صاحب الأكثرية البرلمانية عقب ثورة يناير، وليس مجرد رئيس لجنة الشؤون العربية في برلمان الثورة سنة(٢٠١٢) وليس مجرد عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، وليس مجرد قيادي كبير بنقابة الأطباء، إنه فوق ذلك كله واحد من الآباء المؤسسين لمصر الثورة، مصر الحرية والديمقراطية التي تحققت واقعا عقب ثورة يناير وحتى انقلاب الثالث من يوليو ٢٠١٣
في آب اللهاب سيذكرنا بأن أمة رجالاتها تموت قهرًا في السجون و حثالاتها تسرح و تمرح في الدناءة و الخيانة.
رحم الله الدكتور عصام العريان ،
ونسأل الله الصبر والسلوان لأهله وذويه.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ونسيت أن تقول بأن من إنجازاته أيضا هو مغازلة الصهاينة بترحيبه بعودة اليهود المصريين إلى مصر ( التسجيل موجود على اليوتيوب) و بأنه لم يذكر الصهاينة بسوء طيلة فترة حكم مرسي أي خلال السنة الكبيسة. وإن كنت مخطئا فاذكر لي أي تصريح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى