دين ودنيا

المقالات اللطيفة في تراجم من كان خليفة (35)

محمد عبد الحي عوينة

كاتب وداعية إسلامي. إندونيسيا.
عرض مقالات الكاتب

الدولة الأموية في الأندلس
9- المستنصر بالله الحَكَمُ بنُ الناصرعبدِ الرَّحمنِ

ولد في جمادي الآخرة سنة 302 هـ.
وولي الخلافة في رمضان سنة 350 هـ وعمره: 47 سنة
ومات في صفر سنة 366 هـ. عن 63 سنة
فكانتْ خِلافتُه 15 سَنةً، و5أشهرٍ.
مولــده:
هو أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، المُسْتَنْصِرُ بِاللهِ، أَبُو العَاصِ الحَكَمُ بْنُ النَّاصِرِ لِدِينِ اللهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأُمَوِيُّ المَرْاونِيُّ، صَاحبُ الأَنْدَلُسِ وَابنُ مُلُوكِهَا.
يكنى أبا العاص، أمه أم ولد اسمها مرجان.
كان مَولدُه يومَ الجمعةِ، عندَ صلاةِ الظُّهر، لستٍّ بَقِينَ من جُمَادَى الآخرةِ، سنة اثنتين وثلاثِ مائةٍ (302 هـ). وقيل يوم الجمعة مستهل رجب. (البيان المغرب 2/ 166)
ولايـته:
وُلِّيَ المُسْتَنْصِرُ باللهِ الحَكَمُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ الناصر يومَ الخميسِ لثلاثٍ خَلَونَ من شهرِ رمضانَ، سنةَ خمسينَ وثلاثِ مِائة (350هـ) وله إذ ولي سبع وأربعون سنة مكث في المملكة بعد أبيه ستّة عشر عامًا، وعاش ثلاثًا وستّين سنة.
صفاته وأعماله:
كَانَ الحكم بن عبد الرحمن، الملقب بالمستنصر بالله أَصْهَبَ أَعْيَنَ، أَقْنَى، عَظِيمَ الصَّوْتِ، ضَخْمَ الْجِسْمِ، أَفْقَمَ، وَكَانَ مُحِبًّا لِأَهْلِ الْعِلْمِ، عَالِمًا فَقِيهًا فِي الْمَذَاهِبِ، عَالِمًا بِالْأَنْسَابِ وَالتَّوَارِيخِ، جَمَّاعًا لِلْكُتُبِ وَالْعُلَمَاءِ، مُكْرِمًا لَهُمْ، مُحْسِنًا إِلَيْهِمْ، أَحْضَرَهُمْ مِنَ الْبُلْدَانِ الْبَعِيدَةِ لِيَسْتَفِيدَ مِنْهُمْ وَيُحْسِنَ إِلَيْهِمْ..
وكان جَيِّدَ السِّيرَةِ، وَافرَ الفَضِيلَةِ، مع العلم والنَّبَاهة، وحُسْن السّيرة، وصفاء السّريرة مُكرِماً لِلْوَافِدِينَ عَلَيْهِ، ذَا غَرَامٍ بِالمُطَالَعَةِ وَتَحصِيلِ الكُتُبِ النَّفِيسَةِ الكثيرَةِ حقَّهَا وَبَاطِلَهَا جَمَع من الكتب ما لا يُعدّ ولا يوصف كثرة ونَفَاسةُ، بِحيثُ إِنَّهَا قَارَبَتْ نَحْواً مِنْ مائتَي أَلفِ سِفْرٍ، وَكَانَ يَنْطَوِي عَلَى دِيْنٍ وَخَيْرٍ، جامعاً للعلوم، محباً لها، مكرماً لأهلها، وجمع من الكتب في أنواعها ما لم يجمعه أحد من الملوك قبله هنالك، وَكَانَ بَاذِلاً لِلذَّهَبِ فِي اسْتَجلاَبِ الكُتُبِ، وَيُعْطِي مَنْ يَتَّجِرُ فِيْهَا مَا شَاءَ، حَتَّى ضَاقَتْ بِهَا خَزَائِنُهُ، لاَ لَذَّةَ لَهُ فِي غَيْر ذَلِكَ.
وأرسل للبحث عنها إلى الأقطار، واشترائه لها بأغلى الأثمان، وأنفق على ذلك مالاً كثيراً ، فحملت إليه الكتب، بحيث أنه جمع منها ما لم يجمعه أحد قبله ولا بعده حتى ضاقت خزائنه، وكان قد رام قطع الخمر من الأندلس، وأمر بإراقتها، وتشدد في ذلك، وشاور في استئصال شجرة العنب من جميع أعماله فقيل له: إنهم يعملونها من التين وغيره، فتوقف عن ذلك.
وفـاتــه:
اتصلت ولايته إلى أن مات يومَ السبتِ لثلاثٍ خَلَونَ من صفرٍ سنة ست وستين وثلاثمائة (366 هـ). وكان وَلَهُ مِنَ الْعُمُرِ ثَلَاثٌ وَسِتُّونَ سَنَةً وَسَبْعَةُ أشهر، ومدة خلافته منها خمس عشرة سَنَةً وَخَمْسَةُ أَشْهُرٍ. وقيل: سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً. (المختصر في أخبار البشر 2/ 117، البداية والنهاية ط إحياء التراث 11/ 323)
وعهد إِلى ابنه هشام بن الحكم، وَلَهُ عَشْرُ سِنِينَ وَلُقِّبَ بِالْمُؤَيَّدِ بِاللَّهِ فلما مات الحكم بايع الناس ابنه هشاماً المؤيد بالخلافة وكان عمره عشرة أعوام، وَاخْتَلَفَتِ الْبِلَادُ فِي أَيَّامِهِ، وَاضْطَرَبَتِ الرَّعَايَا عَلَيْهِ، وَأُخِذَ وَحُبِسَ مُدَّةً ثُمَّ أُخْرِجَ وَأُعِيدَ إِلَى الْخِلَافَةِ، وَقَامَ بِأَعْبَاءِ أَمْرِهِ حَاجِبُهُ الْمَنْصُورُ أبو عامر محمد بن أبي عامر المغافري، وابناه المظفر والناصر، فساسوا الرعاية جيداً وعدلا فيهم وغزوا الأعداء واستمر لَهُمُ الْحَالُ كَذَلِكَ نَحْوًا مِنْ سِتٍّ وَعِشْرِينَ سنة. (الكامل 7/349، البداية والنهاية ط إحياء التراث 11/ 323)
مصادر ترجمته:

  • تاريخ علماء الأندلس
  • بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس
  • سير أعلام النبلاء ط الرسالة المختصر في أخبار البشر
  • الكامل في التاريخ
  • المختصر في أخبار البشر
  • البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب
  • البداية والنهاية ط إحياء التراث
  • تاريخ الإسلام ت تدمري
  • مرآة الجنان وعبرة اليقظان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى