مقالات

مواقف وطرائف

ولاء العاني

كاتبة من العراق
عرض مقالات الكاتب

مقال بمناسبة يوم النصر العراقي على العدو الايراني

تجمدنا في مكاننا بعد أن علمنا إن مدير القسم طلب مقابلتنا وكل المجموعة من المتدربين في الدائرة ,

هل يا ترى لما جرى أمس شأن بالموضوع ؟

أم أن هناك مشكلة لا نعرفها ؟ هل أسأنا لأحد ؟ لم كل المجموعة معا ؟

اتفقنا قبل يوم على الغياب فقد أصبنا بالإرهاق والبرد الشديدين عندما أقلتنا حافلات خاصة لزيارة مخازن الوزارة التي تقع في اطراف مدينة بغداد والمعدة خصيصا لتخزين اللحوم المجمدة المستوردة أم انه شيء آخر ؟

يومها كان من حق أي طالب جامعي الانقطاع بدون سبب ثلاثة أيام . انتظرنا حتى اكتمل العدد الذي كان يقارب الخمسة عشر طالب وطالبة ودخلنا تقودنا السكرتيرة إلى غرفة المدير كمن فعل جرما خطير . لقد تغيبتم جميعكم يوم امس وهذا ضد توجهنا وتوجه الثورة ويعتبر عمل منظم ومدبر : بهذه العبارات استقبلنا .

قلنا : من حقنا التغيب ثلاث أيام بدون عذر . قال : نعم لكن ليس باتفاق مسبق والكل في آن واحد

أجبناه : مرضنا بسبب شدة برودة المخازن فقد كانت 40 تحت الصفر . قال : هذا في عرف الحزب تمرد .

أجبناه : أي تمرد نحن مجرد شباب خبرتنا في الحياة تكاد تكون صفرا فقال : نعم . لكن لماذا اثنان فقط حضروا ( كانوا مخطوبين ) هو لا يدري إن حبهم وشوقهم لبعضهم جاء بهم وليس العمل فنقضا الاتفاق معنا …

أستاذ هم قرروا الحضور هذا شأنهم أما معقابتنا بهذه الطريقة فلا نعتقد أن هذا عدل فأجابنا : البلد في حالة حرب وكل شيء يؤذي أمنه يتم مراقبته ووضعه في طائلة الضرر للحفاظ عليه من الاعداء ؟

قلنا : كيف وهو مجرد يوما عابرا تغيبنا فيه .

قال : لا تزيدوا من الطين بلة فقد حسم الأمر وسيتم فصلكم من مقاعد الدراسة وأضابيركم يعلم الله أين ستذهب وكان لابد أن تفكروا قبل ان تقدموا على هكذا خطوة وسأتصل بعميد المعهد ولنرى ماذا سيقول وكلمته ستكون الفاصل والرجل سمعته طيبة ومستقيم ولا يقبل بأي ضرر يمس الدولة وهو دكتور وأستاذ جامعي … انتظروا وسنرى ماذا سيحل بكم ؟

أتمنى أن يكون بمستوى تمردكم على مؤسسة دولة : المدير : دكتور عندي حالة تمرد ولا اعرف كيف أتعامل معها . طلاب تغيب أكثر من نصفهم بدون سبب وباتفاق مسبق وهذا تمرد والبلد في حالة حرب .

العميد : ابلغهم عليهم ان يكونوا غداً في مكتبي فهذا لا يجوز وهو تمرد ولابد أن ينالوا جزائهم العادل وقد تصل عقوبتهم إلى درجة الفصل . الساعة العاشرة صباحا يكونوا عندي … المدير : نعم دكتور سأبلغهم . وماذا عن كتاب التحاقهم في دائرتنا والقسم عندي . العميد : لا تقلق سأسوي الأمر بمعرفتي فانا إداري واعرف كيف تتم الأمور .

المدير : الشكر الجزيل لحضرتك دكتور مع السلامة .

وصل بنا الحال حد الرعب فالعميد شديد ومدير القسم لم يكن منصفا والسبب هذين المخطوبين اللذان لم يطيقا فراق بعضهما والتقاهم المدير على السلم . بقينا إلى نهاية الدوام ويومنا تعكر صفوه والمزاج وصل للصفر .

لكن مساءا أعلن بيان البيانات . أيها الشعب العظيم لقد جرعتم الخميني السم الزعاف وأبليتم بلاءاً قل نظيره وأعلنت الأفراح وتعطلت دوائر الدولة وانتهت لعبة التمرد الطلابي الغير مقصود وعاد كل شيء لحالة وتخرجنا وحصلنا على شهاداتنا وخضنا تجربة العمل الميداني في دوائر الدولة والحمد لله فقد اكتسبنا مايكفي من خبرة .

هكذا كانت الدولة ومسؤوليها يحبون بلدهم ويتفانون في خدمته وعلمونا كيف نفديه بالروح قبل الجسد حتى وصل إلى مصافي الدول المتقدمة او كاد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى