تحقيقات

لبنان المنشأ والبدايات

أحمد الحسين – رسالة بوست

لبنان أصغر بلدان الشرق الأوسط، رسمت حدوده  فرنسا، في 1920 وبقي في ظل حمايتها حتى 1943   مع تعهد فرنسا باعتبارها البنت الكبرى للكنيسة الكاثوليكية، وحامية المسيحيين الكاثوليك في الشرق، والعالم ليكون قلعة للطائفة المارونية، التي اختارت الولاء للفاتيكان،  ومنذ ذلك اليوم أصبح لبنان قلعة لشبكات، الاختراق للمشرق الإسلامي، فاغلب شبكات التجسس، والمستشرقين، والماسونيين تعلموا العربية، والثقافة المشرقية  هناك.

ولهذا اليوم تعتبر لبنان محمية فرنسية، و منطلقًا، ومنصة لكل العمليات الأمنية، والعسكرية التي تعمل لصالح فرنسا،

فالحكم في لبنان مقسم بين الطوائف، منصب الرئاسة للمسيحيين،  رئاسة الوزراء للسنة، و رئاسة البرلمان للشيعة، الجميع يعلم أن السنة لهم المنصب التنفيذي في الحكومة، والسبب أن لبنان في الأصل بلد أنشئ مسحوب السيادة ،ولم يكن يومًا صاحب قرار، مما يجعله دولة فاشلة على الدوام، والفشل منوط بالمنصب التنفيذي كدرجة أولى ، إذًا فالعنصر السني يلازمه الفشل أينما  يمم وجهه.

بعد انحسار الدولة العثمانية من المغرب العربي، شاركت فرنسا وبريطانيا برؤوس أموال مشتركة لحفر قناة السويس، لضمان وصول المواد الخام من آسيا، وخاصة القارة الهندية ، المستعمرة البريطانية، ومنذ ذلك الحين تعتبر القناة من المعابر المائية الاستراتيجية للدولتين، فأقامت بريطانيا محمية مصر، وفرنسا لبنان كمنصة استراتيجية.

فترى الدولتين  الاستعماريتين  تتنافسان لكن لا تختلفان ابدًا في  دعم  مصر ولبنان، والوقوف إلى جانب أنظمتهما..

ولتحييد العرب المشرق عن الصراع تم وعدهم بدولة هاشمية في الحجاز والأردن، وكان وعدًا كاذبًا.

وفي ١٩١٦ تمت صفقة سايكس بيكو واضعة لبنان، وسوريا تحت النفوذ الفرنسي، والعراق والحجاز في العهدة البريطانية.

وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي الذي كان يقدم ضمانات لاستقرار لبنان .اتفقت بريطانيا وفرنسا جعل لبنان، تحت وصاية سوريا بحكم الطائفة العلوية شمالًا وإيران بمليشيات حزب الله جنوبًا، في ترتيبات جديدة بحكم قرار للأمم المتحدة ١٩٥٦  ويفرض القرار أن لا يرجع الفلسطينيون إلى بلدهم، ولا ينالون الجنسية اللبنانية للحفاظ على التوازن الديمغرافي للأقليات المسيحية، والدروز والشيعة .

بعد حرب العراق، والانفلات الأمني في المنطقة، وتركز اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ، وازدياد النمو الديمغرافي السني، فيها و سياسة التراجع الأمريكي وصعود دول كتركيا وإيران ،

ثم قدوم الثورات العربية .

قررت فرنسا، وبريطانيا إعادة التوازن الديمغرافي،  وتحديد خطر الثورات على مصالحها، وحلفائها خاصة الدولة اليهودية، ونظام مصر، و أذرع إيران من حزب الله، وغيره التي صنعتها إيران تحت الأعين الفرنسية  لضمان دورها في لبنان .

فكان القرار موحدًا بين فرنسا وبريطانيا، والدولة اليهودية باستمرار الأزمة السورية، واستهداف العنصر السني بالإبادة حتى يرون التوازن الديمغرافي الأنسب ثم يذهبون للحل الأمريكي أمام التغلغل الروسي .

بعد ظهور البترول دخلت الولايات المتحدة للمنطقة في ١٩٣٠ إلى العراق مسيطرة على ٣٦بالمائة من منابع النفط ..واحتاجت لضامنين جدد في المنطقة تعمل لصالحها  فكان الخيار على السعودية، وإيران، و الدولة اليهودية ..كدول ارتكازية للمشروع والاقتصاد الأمريكي، ومنذ ذلك الحين أي ١٩٣٦ والخلاف بين هذه الدول هامشي، والدليل على ذلك تصريح “الجبير” عندما قال:

لا سلام في لبنان دون نزع سلاح حزب الله، وهو الذي صرح في2016 أنه لا بقاء للأسد في سوريا، وسيرحل إما سياسيًا أو عسكريًا.

ما نتائج السياسة السعودية في السنوات الأخيرة :

1- تثبيت  الحوثي في اليمن، وتأهيله من التنظيم للدولة.

2- تثبيت بشار في سوريا وجعله جزء من الحل.

3- تثبيت حزب الله في لبنان، و رفعه من حالة التنظيم إلى حالة الدولة بعد استبعاد رأس السنة الحريري الأب واعتقال الأسير.

4- إعادة الدور الوظيفي لدول الطوق حول الدولة اليهودية  لحمايتها للقيام بدورهم الأفضل لحماية تل أبيب.

بالنهايه عداوة السلطة السعودية لحريات الشعوب العربية موقف مبدئي ثابت، منذ أن قال الملك فهد للجنرال الجزائري خالد نزار: “العصا.. العصا” إلى اليوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى