دين ودنيا

المقالات اللطيفة في تراجم من كان خليفة (33)

محمد عبد الحي عوينة

كاتب وداعية إسلامي. إندونيسيا.
عرض مقالات الكاتب

الدولة الأموية في الأندلس
7-عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك

ولد سنة 230 هـ
وَلِيَ في صفر سنة 275 هـ.
وكانت ولايته 25 سنة، 15 يوماً.
وفاته في ربيع الأول سنة 300 هـ. وبلغ من السنَّ: 72 سنةً.
مولده:
وكان مولده سنة ثلاثين ومائتين 230 هـ ، وكان يكنى أبا محمد، وأمه أم ولد اسمها: أشار وقيل عشار. وقد طال عمرها إلى أن ماتت قبل موته بسنة وشهر.
وَخَلَّفَ أَحَدَ عَشَرَ وَلَدًا ذَكَرًا، أَحَدُهُمْ مُحَمَّدٌ الْمَقْتُولُ، قَتَلَهُ فِي حَدٍّ مِنَ الْحُدُودِ، وَهُوَ وَالِدُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّاصِرِ.
صفاته وأعماله:
كَانَ أَبْيَضَ، أَصْهَبَ، أَزْرَقَ، رَبْعَةً، يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ، وهو التقي النقي العابد الزاهد، التالي لكتاب الله، والقائم بحدود الله، كان وادعاً لا يشرب الخمر، ذا صلاح وعبادة وعدل وجهاد، يلتزم الصلوات في الجامع، والتزم الصلاة إلى جانب المنبر حتى أتاه أجله، وفي أيامه امتلأت الأندلس بالفتن، وصار في كل جهة متغلب، فلم يزل كذلك طول ولايته إلى أن مات.
وكانت له غزوات كبار ، أشهرها غزوة بلى، التي أَنْسَت كل غزاةٍ تقدمتها، وذلك أن ابن حفصون وكان من الخوارج ألّبَ عليه كور الأندلس، ونزل حصن بلي في ثلاثين ألفا، وخرج إليه الأمير عبد الله بن محمد في أربعة عشر ألفاً من أهل قرطبة خاصة، وأربعة آلاف من حشمه ومواليه؛ فبرز إليه الفاسق وقد كردس كراديسه في سفح الجبل، وناهضه الأمير عبد الله بجمهور عسكره، فلم يكن لهم فيه إلا صدمة صادقة، أزالوهم بها عن عسكرهم، فلم يقدروا أن يتراجعوا إليه؛ ونظر الفاسق إلى معسكر عبد الله الأمير، فإذا بمدد مقبل مثل الليل، في انحدار السيل. لا ينقطع؛ فخشعت نفسه، وعطف إلى الحصن يظهر إخراج من بقي فيه، فثلم ثلمة وخرج منها في خمسة معه، وقد طار بهم جناح الفرار؛ فلما انتهى ذلك إلى أهل عسكره، ولّوا مدبرين لا يلوي أحدٌ على أحدٍ، فعملت الرماح على أكتافهم، والسيوف في طلى أعناقهم، حتى أفنوهم أو كادوا، وكان منهم جماعة قد افترقوا في عسكر الأمير عبد الله، فقعد الأمير في المظلة وأمر بالتقاطهم، وأن لا يمر أحد على أحد منهم إلا قتله. فقتل منهم ألف رجل صبراً بين يدي الأمير. (العقد الفريد 5/ 237، العبر في خبر من غبر باختصار 1/ 438)
ولايته:
ولي عبد الله بن محمد بعد أخيه المنذر بن محمد، يوم السبت لثلاث عشرة بقيت من صفر سنة خمس وسبعين ومائتين (275هـ). وكانتْ خِلافتُه: خمساً وعشرين سنةً، وخمسةَ عشرَ يوماً. (العبر في خبر من غبر 1/ 438)
وقيل: كَانَتْ وِلَايَتُهُ خَمْسًا وَعِشْرِينَ سَنَةً وَأَحَدَ عَشَرَ شَهْرًا (الكامل في التاريخ 6/ 621) وولي الأندلس بعده حفيده، الناصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن فبقي في الإمرة خمسين عاماً. (العبر في خبر من غبر 1/ 438)
وفاته:
مات رحمه الله يوم الثلاثاء لليلة بقيت من صفر وقيل ليلة الخميسِ مُستَهلِّ ربيعٍ الأولِ سنة ثلاثمائة (300هـ).
وكانتْ خِلافتُه: خمساً وعشرين سنةً، وخمسةَ عشرَ يوماً.
ودُفِنَ: في القَصر؛ يومَ الخميسِ مُستهلِّ ربيعٍ الأول. وبلغ من السنَّ: اثنتين وسبعين سنةً.
وَلَمَّا تُوُفِّيَ وَلِي بَعْدَهُ (حفيده) ابْنُ ابْنِهِ مُحَمَّدٍ الذي يُكنَّى به، وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (الأوسط) بْنِ الْحَكِمِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (الدَّاخِلِ إِلَى الْأَنْدَلُسِ) ابْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكِمِ الْأُمَوِيُّ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ تُسَمَّى مُزْتَةُ، وَكَانَ عُمْرُهُ لَمَّا قُتِلَ أَبُوهُ عِشْرِينَ يَوْمًا. (الكامل في التاريخ 6/ 621)
مصادر ترجمته:

  • العقد الفريد
  • تاريخ علماء الأندلس
  • الكامل في التاريخ
  • العبر في خبر من غبر
  • جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى