بحوث ودراسات

فتح القسطنطينية – 1 من 11

أ.د. أحمد رشاد

أكاديمي مصري
عرض مقالات الكاتب

مقدمة

ظهر الإسلام في القرن السادس الميلادي وتمكن بفضل الله تبارك وتعالى في أقل من ربع قرن أن يجمع العرب في شبه الجزيرة العربية ويوحد صفوفهم ويجمع شملهم  بعد أن صـــــار شعارهم جميعا ( لا إله إلا الله محمد رسول الله )   وتسامح المسلمون مع غير المسلمين  فلم يتعرض  مسلم واحد لأصحاب الديانات السماوية الأخرى من اليهود والنصارى بأي أذى ، لأن الإسلام  كفل حريـة العبادة ، اللهم إلا إذا بدأ وأظهر العداء وأشهر سيفه أو دعايته ضد الإسلام .

ومنذ أن بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم بفتح القسطنطينية في غزوة الخندق سنة 5 هـ وبعد أن تكونت الدولة الإسلامية واكتمل بناؤها واشتد عودها بدأ القادة المسلمون يسعون بالفوز بأن تتحقق هذه البشرى على أيديهم وهذا هو الهدف الأول والأساسي لجهاد المسلمين ضد القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية وخاصة أن المسلمين قد تمكنوا من القضاء على الدولة الفارسية أقـوى الدول آنذاك ، ولم يكن العرب المسلمون بعد فتح المدن الشامية والمصرية مطمئنين إلى جانب الروم التي استمرت فترة كبيرة من الزمن تدس الدسائس وتشجع أوروبا على القيام بحملات صليبية ضد العالم العربي والإسلامي عبر تاريخ العصور الوسطى ،لذلك كان عليهم أن يبادروا بفتح القسطنطينية قلب الدولة البيزنطية والعالم القديم ، وقلعة الروم المنيعة ، والرأس المدبر للتنظيم البحري للبيزنطيين في الجانب الشرقي من حوض البحر الأبيض المتوسط  .

ومنذ ذلك الوقت والمسلمون تواقون لهذا الشرف العظيم شرف فتح القسطنطينية حتى إن الخليفة عثمان بن عفان كتب إلى غزاة المسلمين في المغرب في إحدى كتاباته أن القسطنطينية  تفتح من جهة الأندلس   .

لذلك فقد امتدت إلى القسطنطينية  يد القوات المسلمة المجاهدة منذ أيام معاوية بن أبي سفيان ليحقق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولأهمية القسطنطينية كعصب جزر البحر المتوسط الشرقي حيث تغذيها بالقوات والإمدادات ، وتشجع أهاليها على شن الغارات على سواحل المسلمين بالشام ومصر، ففي سنة 49 هـ / 668 م أرسل معاوية بن أبى سفيان حملة استطلاعية برية وبحرية لدراسة الطرق المؤدية إلى القسطنطينية وفي العام التالي أرسل حملة إلى القسطنطينية وصحب الجيش فيها الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري  ، وعلى ضفاف البسفور نقلت السفن الإسلامية تلك القوات التي حاصرت القسطنطينية وأظهر الجندي المسلم تفانيًا عظيمًا ، وتوفى أبو أيوب الأنصاري ودفن بالقرب من أسوار القسطنطينية ثم رفع المسلمون الحصار بعد أن تبين أن خير سبيل للاستيلاء على القسطنطينية هو إعداد أسطول قوي يقف على قدم المساواة مع القوات البرية  .

وقام المسلمون بعد ذلك بحملة أخرى علـــى القسطنطينية استمرت ست سنوات [ 54 ـ 60 هـ / 674 ـ 680م ] ثم فك سيدنا معاوية حصارها وسحب الأسطول المسلم والقوات البحرية المحاصرة للقسطنطينية عندما أحس بدنو أجله .

وفي سنة 98 هـ / 717 م تحركت الجيوش الإسلامية زمن الخليفة سليمان ابن عبد الملك لحصار القسطنطينية وتوفي الخليفة والجيش محاصر لها فرأى عمر ابن العزيز رضي الله عنه سحب الجيش وذلك لمناعة القسطنطينية وحصانتها

كما أنه في خلافة المهدي العباسي أرسل ولي عهده الرشيد سنة 165 هـ / 781 م أكثر من خمسة وتسعين ألفًا لحصار القسطنطينية فحاصرها ، فصالحه ملك الروم على دفع الجزية ومقدارها سبعون ألف دينار في كل سنة . .

وإن كانت هذه الحملات لم تؤت ثمارها إلا أنها هزت القسطنطينية نفسها وأثرت على الأحداث بداخلها وخاصة تلك الحملة التي تمت في أيام هارون الرشيد سنة 190 هـ  .

وقد قامت فيما بعد عدة دويلات إسلامية في آسيا الصغرى كان من أهمها دولة السلاجقة التي امتدت سلطتها إلى آسيا الصغرى كما أن زعيمها ألب أرسلان [ 455 ـ 465 هـ / 1063 ـ 1072 م ] استطاع أن يهزم إمبراطور الروم روما نوس في موقعة ملاذكرد عام [ 463 هـ / 1071 م ] وأسـر رومانوس نفسه  ثم أطلق صراحة مقابل دفع جزية سنوية للسلطان السلجوقي ، وهذا يمثل خضوع جزء كبير من إمبراطورية الروم للدولة الإسلامية السلجوقية ، وبعد ضعف دولة السلاجقة الكبرى ظهرت عدة دول سلجوقية كان منها دولة سلاجقة الروم في آسيا الصغرى والتي استطاعت مد سلطتها إلى سواحل بحر إيجة غربًا وإضعاف الإمبراطورية البيزنطية .

وفي مطلع القرن الثامن الهجري الرابع عشر الميلادي خلف العثمانيون سلاجقة الروم  وتجددت المحاولات الإسلامية لفتح القسطنطينية .

وكانت البداية حين جرت محاولة لفتحها في أيام بايزيد الأول [ الصاعقة ] في عام 1402 م بعد أن كانت الإمبراطورية قد انحسرت في عاصمتها وسيطر السلطان العثماني على بحر مرمرة وتحكم في الدردنيل وأخذ السلطان يفاوض الإمبراطور البيزنطي لتسليم المدينة سلما إلى المسلمين ، ولكنه أخذ يراوغ ويماطل ويحاول طلب المساعدات الأوربية لصد الهجوم الإسلامي عن القسطنطينية ، ويبدو أن الساعة الأخيرة للمدينة المحاصرة لم تكن قد حانت بعد بالرغم من أن السكان آنذاك كادوا يشرفون على الموت جوعًا ويلقون بأنفسهم من على الأسوار ويلجؤون إلى العثمانيين للحصول على وجبة طعام  فقد وصلت قوات المغول بقيادة تيمور لنك إلى داخل الأراضي العثمانية وأخذت تعيث فسادًا فاضطر السلطان با يزيد إلى سحب قواته وفك الحصار عن القسطنطينية لمواجهة المغول  .

وفي عام 1422 م وبعد أن استقرت الأحوال في الدولة العثمانية أعاد السلطان مراد الثاني الهجوم على القسطنطينية لكن ثورة جرت في الولايات البلقانية أرغمته على رفع الحصار . وسمح للإمبراطور يوحنا الثامن أن يحكم بسلام شرط أن يدفع الجزية للعثمانيين  وفي 16 يناير 1449م اعتلى قسطنطين الحادي عشر العرش البيزنطي وعاهد السلطان مراد الثاني علـى الولاء . ثم توفى مراد الثاني في عام 1451 م وخلفه ابنه محمد الثاني الذي كان فتح القسطنطينية أملاً يملك كل مشاعره فكان منذ صغره عنده رغبة قوية في أن يكون هو القائد الذي يفتح المدينة التي بشر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بفتحها وأصبح التفكير في فتح القسطنطينية يكبر في نفس الفتى المؤمن يومًا بعد يوم حتى بات هاجس تفكيره الوحيد ، بل لقد أصبح فتح القسطنطينية قمة طموح الفتى المؤمن وفي هذا الصدد كان محمد الفاتح يمضي ساعات طويلة في كل ليلة منذ أول يوم اعتلى فيه عرش السلطنة سنة 855 هـ/ 1451 م في دراسة خريطة القسطنطينية التي توضح جميع نقاط الدفاع الاستراتيجية للبيزنطيين ويحاول أن يكشف نقاط الضعف في أسوارها للاستفادة من ذلك في وضع خطته النهائية للهجوم عليها، فقد سيطر على فكر الفاتح وعقله وقلبه فكرة فتح القسطنطينية فكان لا يتحدث إلا في هذا الأمر ولا يأذن لأحد ممن يجالسه بالحديث إلا في فتح القسطنطينية ، كما أنه كان يخرج مع بعض خاصته في بعض الليالي ويتجول في طرقات المدينة يتسمع أخبار الجنود وأحاديث الناس ، فقد أصبح فتح القسطنطينية هو شغله الشاغل وهمه المستمر ليلا ونهارا حتى إنه كان لا يستطيع النوم من شدة وكثرة التفكير في هذا الفتح كما أنه كان دائم الاجتماع بقادة جيشه يحدثهم عن الفتح ويعرض عليهم خططه البديعة وأفكاره الرائعة التي كثيرا ما أدهشتهم جميعا . وبالفعل أكدت  المصادر العربية التاريخية أن السلطان محمد الفاتح قد وضع فتح القسطنطينية على رأس أولوياته السياسية والجهادية ،  وكان يحفظ عن ظهر قلب تواريخ المحاولات الإسلامية السابقة لفتح القسطنطينية وأسماء قادة تلك المحاولات  وكان لا يكل ولا يمل من النقاش ودراسة واستخلاص العبر والعظات في كل محاولة من تلك المحاولات التي لم تكلل بالنجاح نظرا لما كانت تتمتع به القسطنطينية من منعة وحصانة سواء بأسوارها الضخمة  او المياه التي أحاطت بها من ثلاثة جوانب ،  وشاء الله أن تكون المحاولة الأخيرة هي التي قادها السلطان محمد الفاتح ” أنعم به من فاتح وكللت بالنصر المؤزر المبين ”  

وبسقوط القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح اختفت بيزنطة إلى الأبد وقامت على أنقاضها دولة إسلامية  جديدة في الأراضي التي تمتد من نهر العاصي إلى الأدرياتيك وأصبحت القسطنطينية عاصمة للدولة العثمانية بعد أن غير اسمها السلطان الفاتح إلى استانبول أو دار الإسلام .

لقد وصلت محاولات المسلمين عبر التاريخ إلى أكثر من عشرين محاولة طمعا للقادة أن ينالوا شرف الفتح ، وللجنود أن يكونوا في ذلك الجيش الذى أشار إليه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ  وترجع أهمية اختيار هذا الموضوع إصرار المسلمين على مر التاريخ في تحقيق هذه البشارة ليس من أجل نيل شرف المشاركة في هذا الجيش فحسب ، بل وتأكيدا على صحة حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وثقة المسلمين في تحقيقه مهما طال الزمن ومهما كثرت المحاولات والإعدادات العسكرية ، هذا فضلا عن أن عدم الفتح على يد أحدهم لم يثن الآخر عن ثقته بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن بشارته نافذة لامحالة على يديه أو على يد قائد آخر ، فوجدنا أكثر من عشرين محاولة ـ كلها لم يكتب لها التوفيق ـ ومنهم من وصل إلى أسوارها وكاد أن يدخل المدينة إلا أن الله تبارك وتعالى لم يشأ بذلك بسبب الثورات الداخلية او المغول على سبيل المثال ،

 ومع علم المسلمون بمدى قوة الدولة البيزنطية ومنعتها وحصانتها وخبرتها القتالية البحرية والبرية منذ القدم ، وأن الأسطول البحري للمسلمين كان دائما أسطولا متواضعا  بل لم يركبوا البحر من قبل ، وأول ركوب لهم في غزو جزيـــرة قبرص (28 هـ /649 م ) والدولة البيزنطية تركب البحر وتقاتل فيه من أكثر من 1300 عام ، بل أخذوا الخبرة من قرون عديدة سابقة أيام الدولة الرومانية القديمة ( الدولة الرومانية الغربية ) ، وأرى أن عدم أسباب الفتح في هذه المحاولات السابقة للفتح ـ التي بلغت أكثر من عشرين محاولة ـ لم يكن لتقصير المسلمين في الإعدادات الحربية والأخذ بالأسباب الدنيوية ، بل كل جيش كان يعد العدة ويأخذ بكامل الأسباب الأرضية فضلا عن على نيتهم الصادقة في الجهاد وتحقيق البشارة . ولكن لم يقدر الله تبارك وتعالى الفتح في هذه المحاولات لأنه لم يأتي القائد الذى أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم ، هذا فضلا على هؤلاء المجاهدين أرادوا أن يعطونا درسا في عدم اليأس وتكرارا المحاولات دون تقصير وثقتهم القوية فى تحقيق البشارة لا محالة رغم عدم توفيق المحاولات السابقة لكل قائد ، والتسابق والتسارع بين القادة والجنود المسلمون بالفوز بالفتح رغم أن الدولة البيزنطية كانت أقوى دولة في زمانها فضلا على مناعة أسوار عاصمتها القسطنطينية وقوة حاميتها وحداثة أسلحتها وتطورها في كل زمان ، كما أنهم لقنونا درسا آخر في الصبر والثبات والأخذ بالأسباب ثم ترك النتائج على الله تبارك وتعالى ، وان فشلنا في محاولة فلنعد بعدها حملة أقوى وأفضل من سابقتها حتى قدر الله تبارك وتعالى الفتح على يد السلطان الشاب الذى أخذ في إعداد محاولات متعددة في معركة واحدة فلجأ إلى الأبراج العالية والأنفاق وتحويل البر إلى بحر حتى من الله عليه وكان هو الفائز بالفتح المبين ، واستحق لقب الفاتــــح بكل جدارة واقتدار.

فقد أعد محمد الفاتح إعدادا ربانيا علميا عسكريا رائعا كما أعد هو  جيش الفتح إعدادا ربانيا  فيه مقومات النصر والتمكين فربى الجيش على معانى الإيمان والتقوى وتحمل الأمانة المنوطة به كما تربى هو على معانى العقيدة الصحيحة وحب الجهاد في سبيل الله تبارك وتعالى ، وقد أشرف على تربيته مجموعة من أفضل علماء عصره ، ربانيون مؤمنون مخلصون لله ، جعلوا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم منهاجا لتربية الأفراد 

ما هي بيزنطة ( القسطنطينية )

((((( بنيت بيزنطة في القرن الثالث الميلادي ونسبت إلي بانيها قسطنطين أحد أباطرة الروم . وقد أصبحت عاصمة للقسم الشرقي من الإمبراطورية الرومية في نهاية القرن الرابع الميلادي . وعند سقوط روما سنة 476 م أصبحت القسطنطينية عاصمة لمملكة الروم .  ))))) 

موقع القسطنطينية

تعد القسطنطينية من أهم المدن العالمية وقد تأسست عام 330 م على يد الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الأول  وقد كان لها موقع عالمي فريد حتى قيل عنها ” لو كانت الدنيا مملكة واحدة لكانت القسطنطينية أصلح المدن لتكون عاصمة لها ” وهي من أكبر المدن في العالم وأهمها .

تحتل  مدينة القسطنطينية موقعا فريدا بين مدن العالم ، وحسبك أن تلقى عليها نظرة فى الخريطة فتدرك ذلك ، فهي تقع عند ملتقى القارتين آسيا وأوروبا ، تحيط به البحار من ثلاث جهات ، وقد حبتها الطبيعة بخصوبة الأرض وجودة الطقس ، كما حبتها بأسباب القوة والمنعة ،     

تقع القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية الرومانية الشرقية على مضيق البسفور والقرن الذهبي ، وهو خليج صغير من خلجان البسفور واكتسبت مكانة استراتيجية بسبب إحاطة المياه بها تقريبًا من ثلاث جهات ، فقبل اتصال مياه البسفور ببحر مرمرة ، يمتد داخل الشاطئ الأوربي خليج عظيم طوله سبعة أميال في انحناء أشبه بالمنجل أو القرن جعله يعرف في التاريخ باسم القرن الذهبي ، الذى يعد أوسع وآمن ميناء في العالم ، وعلى القرن الذهبي وبحر مرمرة قامت رأس أرض تلاليه على شكل مثلث متساوي الضلعين تقريبًا ، رأسه تقابل الشاطئ الآسيوي ، وعلـى تلك البقعة الفريدة ، نشأت القسطنطينية التي صارت تنعم بميناء طبعي في القرن الذهبي يكفل لأساطيلها الحماية ، فضلاً عن حصانة المدينة نفسها، لأن المياه تحيط بها تقريبًا من الجهات الشمالية والشرقية والجنوبية  . وللموقع الفريد للمدينة المحاطة بالمياه من ثلاث جهات وأسوارها وأبراجها كانت في غاية المنعة عندما حاول المسلمون الأوائل محاولات كثيرة لفتحها . . وكانت هذه المدينة فوق ذلك كله مركزا عظيما للتجارة ، تأتى إليها التجارات من كل صوب من البر والبحر

وبهذا أصبحت القسطنطينية محاطة بالمياه البحرية من ثلاث جهات ، مضيق البسفور وبحر مرمر والقرن الذهبي الذي كان محميًا بسلسلة ضخمة جدًا تتحكم في دخول السفن إليه ، بالإضافة إلى ذلك فإن خطين من الأسوار كانت تحيط بها من الناحية البرية من شاطئ بحر مرمرة إلى القرن الذهبي ، يتخللها نهر ليكوس  ، وبين السورين فضاء يبلغ عرضه 60 قدمًا وهو عبارة عن خندقا واسعا يمثل خط الدفاع الأول للقسطنطينية من الناحية البرية ، ويرتفع السور الداخلي منها 40 قدمًا وعليه أبراج يصل ارتفاعها إلى 60 قدمًا وأما السور الخارجي فيبلغ ارتفاعه قرابة خمس  وعشرين قدمًا وعلى أبراج موزعة مليئة بالجند  ، وللسور الخارجي أبواب متعددة ومن أهمها باب أدرنه وباب المدفع  والباب العسكري الثالث وهى الأبواب التي كثر ذكرها أثناء الحصار ، وبالتالي فإن المدينة من الناحية العسكرية تعد من أفضل مدن العالم تحصينًا لما لها من أسوار وقلاع وحصون إضافة إلى التحصينات الطبيعية وبالتالي فإنه يصعب اختراقها . وبالمنظور العسكري تعتبر المدينة من أفضل مدن العالم تحصينا لما لها من أسوار عالية وضخمة وقلاعها وأبراجها المنتشرة على الأسوار  هذا فضلا على التحصينات الطبيعية المتمثلة في بحر مرمرة ومضيق البسفور ومياه القرن الذهبي ،

 ومنذ تأسيسها فقد اتخذها البيزنطيون عاصمة لهم وهى من أكبر المدن في العالم وأهما آنذاك ، وقد نوه نابليون بوجه خاص في العصور الحديثة بأهميتها وخطورتها فقال في مذكراته التي كتبها في منفاه بسانت هيلين أنه حاول عدة مرات الاتفاق مع روسيا على اقتسام الإمبراطورية التركية ولكن القسطنطينية وقفت في كل مرة العقبة الكبيرة دون الاتفاق فقد كانت روسيا تلح  في امتلاكها ونابليون يصر على عدم تسليمها إذ إن هذه المدينة وحدها كانت في نظره تساوى إمبراطورية ، وهى تعد بمثابة مفتاح العالم بأجمعه، وقد كان نابليون في أشد الحاجة إلى صداقة روسيا لمواجهة عدوته اللدود إنجلترا ، ولكنه برغم ذلك لم يستطع أن يضحى بالقسطنطينية . ولو تم الاتفاق بين نابليون وروسيا على مصير هذه المدينة لتغير مجرى تاريخ أوربا وتغير تبعا لذلك مجرى تاريخ العالم كله  

مقالات ذات صلة

‫8 تعليقات

    1. روعك العرض و تسلسل الاحداث و العبره من الاحداث جميله جدا جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم و جعلكم دوما ممن أعان على ذكر الله و حسن عبادته

  1. سلم القلم وصاحبه اذا كانت المقدمة فقط يؤخذ منها افضل العبر لمن يعقلون ده بالطبع مع افتراض الفكر والعقل لديهم
    فمن اهم العبر هنا والتي يجب الأخذ بها
    1- الصبر والثبات مع الاخذ بالاسباب وترك النتائج على الله اي التوكل عليه
    وليس عدم الاخذ بالاسباب وترك النتائج على الله والعياذ بالله او على غيره اي التواكل
    2-عدم اليأس وانه لابد من العمل والمحاولة مهما كانت الصعوبات والفشل
    3-وانه مهما فشلنا فلا لليأس ومع تكرار المحاولة واخلاص النية لله لنصل لغايتنا
    وهكذا هي خطوات كل نصر واظهار الحق وازهاق الباطل وهي( اخلاص النية-عدم الياس-الثبات-تكرار المحاولة مهما تعدد الفشل-الثقة بنصر الله )

  2. يجب أن نأخذ العبرة من تحرير القسطنطينية زادا لنا لتحري الأقصى و القدس و فلسطين لنصنع القائد الذي يقوم بهذا الدور لنقول له طوبى الأمير أميرها و طوبى الجيش جيشها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى