مقالات

ماتت أسرار (أبوسليم دعبول) معه.. وسليم في قبضة “قيصر”

ياسر الحسيني

كاتب وإعلامي سوري
عرض مقالات الكاتب

تشاء الأقدار أن يصادف كتابتي لهذه المقالة عن رجل الأعمال سليم دعبول الذي شملته عقوبات قيصر، أن يأتي خبر وفاة والده محمد ديب دعبول الشهير بلقب ( أبو سليم دعبول) مدير مكتب حافظ الأسد حتى وفاته ومستشار بشار الأسد. بعد خدمة دامت 40 عاماً في مكتب رئاسة الجمهورية.

في القائمة الثانية للمشمولين بقانون “قيصر” التي أعلنتها وزارة الخزانة الأمريكية في 21/06/2020 ، ورد إسم سليم دعبول ، ابن بلدة دير عطية والحاصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المعمارية من جامعة دمشق والماجستير من تشيكوسلفاكيا ( التشيك) حالياً .

ويمتلك سليم دعبول عدة شركات في سوريا ويشغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة “النبراس” وشريك مؤسّس ونائب مجلس الأمناء في جامعة القلمون الخاصة، وشريك مؤسس في شركة “ذرى” القابضة الخاصة، ومالك لشركة “سنير” بالإضافة إلى العديد من الشركات الأخرى، كما يشغل منصب رئيس مجلس الأعمال السوري التشيكي.

ومنذ بداية الإحتجاجات التي امتدّت على طول البلاد وعرضها في ربيع 2011 ، عمد سليم دعبول على تمويل ودعم الشبيحة في منطقة القلمون التي تشمل دير عطية ويبرود وقارة وجريجير والتل، وقد وضع  كل مواقع ومباني شركاته في المنطقة تحت تصرّف الأجهزة الأمنية والجيش والشبيحة ، وقد تعرض لعملية خطف في عام 2012 استمرت بضعة أسابيع ثم أفرج عنه في عملية تبادل مع أحد الفصائل المسلّحة في بلدة الجريجير، وقد تم القبض على أحد الخاطفين بعد مضي ثماني سنوات على الحادثة في بلدة عرسال اللبنانية مطلع العام الحالي.

طوال 40 عاماً ظلّ والده (محمد ديب دعبول) هو خازن أسرار القصر الجمهوري والمنفّذ المخلص لتعليمات ورغبات العائلة الحاكمة، وبيده الحلّ والعقد وصلة الوصل بين جميع مراكز النفوذ في النظام ، وكان مقصد جميع رجال الأعمال وكبار التجار في دمشق وحلب للحصول على التراخيص اللازمة لأعمالهم التجارية والمشاريع الإقتصادية مقابل رشاوى ضخمة حتى كوّن ثروة طائلة ليصبح هو وأسرته من العائلات الأكثر ثراءً في سوريا، وبعد عودة إبنه من التشيك انخرط في العمل في الشركات التي أسسها والده ( أبو سليم) وبات شريكاً في إمبراطورية المال والأعمال، ولعلّ حفل زفافه يعطي فكرة عن تلك الإمبراطورية، ففي مطلع التسعينات من القرن الماضي أقام ( أبو سليم) حفل زفاف ابنه في حديقة قصره المنيف في دير عطية ، وكان هناك ألف كرسيّ من الطراز الملكي الفرنسي قد خصصت للضيوف، وكما هي عادة السوريين في الأعراس يتم توزيع تذكار العروسين على الضيوف والمتعارف عليها باسم ( علبة العرس)، ولكن فوجئ الحضور في نهاية الحفل بأن هدية كل واحد منهم هو الكرسي الفاخر الذي يجلس عليه، وقد نقش على كل كرسي الأحرف الأولى للعروسين وتاريخ الزفاف… لقد كانت كلفة الكرسي الواحد يومها 250 دولار.

ينسب إلى سليم دعبول فكرة إنشاء الجامعات الخاصة في سوريا وقد استطاع الإستحواذ على حماسة صديقه بشار بعد أن أصبح رئيساً وقيامه بإصدار المرسوم الخاص بذلك ، وبدعم مباشر من بشار الأسد قام بإنشاء جامعة القلمون الخاصة في بلدته ( دير عطية) على مساحة كبيرة جداً من الأراضي التي كان قد اشتراها من أصحابها بأثمان بخسة قبل صدور المرسوم .

وفي عام 2018 طالب سليم دعبول باستحداث المحافظة رقم 15 في القلمون وتضم كلاً من دير عطية ويبرود وجيرود وقارة والجريجير والنبك باسم محافظة ( القلمون)، ولكن صدور قرار العقوبات الأمريكي “قيصر” وتداعيات الوضع الداخلي وتناحر مراكز القوى في الدائرة الضيقة من عائلة الأسد، والخلاف الكبير والخطير مع آل مخلوف، كل ذلك دفع بسليم دعبول العمل على تهريب قسم كبير من أمواله خارج البلاد تحسّباً لأسوأ الإحتمالات وهو سقوط النظام أو التخلّص من بشار الأسد على يد أصدقائه وداعميه الروس أنفسهم ، كما تردد كثيراً في الشهور القليلة الماضية في وسائل الإعلام الغربي عامة والروسي بشكل خاص. والجدير ذكره أن سليم دعبول حاصل على الجنسية التشيكية وإبنه (قتيبة) لديه الجنسية الفرنسية فيما حصلت إبنته (سليمى) على الجنسية الأمريكية ، مستغلّين فترة التعاطف الدولي مع اللاجئين السوريين في السنوات الأولى من الثورة . ولكنّ صدور قانون ” قيصر” سيحرمهم من تلك الأموال التي تم إيداعها في البنوك الكندية والتشيكية وستطاله العدالة السورية لكل ما ارتكبه من جرائم بدعمه اللامحدود بالمال والشبيحة لقتل وتهجير الشعب السوري مكملاً مسيرة والده في خدمة القتلة الذي وردت اليوم أنباءأً عن وفاته ويرجح أن يكون بسبب إصابته بفيروس كورونا بعد أن تفشىّ  في دمشق وماحولها بشكل خطير جداً وبات عدد الوفيات يرتفع باضطراد لعدم اتخاذ النظام الإجراءات الوقائية للحد من انتشار الفيروس وهو نتيجة طبيعية لعدم اكتراث النظام بحياة الناس هناك.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مصادر معلوماتك ضعيفة لدرجة انك لاتعلم ان ابو سليم دعبول مازال حي لحين كتابتي لهذا التعليق في 30 / 10 / 2020
    فما بالك ببقية مقالك الاندساسي المليء بالحقد والكراهية

اترك رداً على فاعل خير إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى