مقالات

هل تركيا الإسلامية ضد العلمانية؟

ديميتري بريجع

محلل سياسي وعضو حزب حرية الشعب الروسي المعارض
عرض مقالات الكاتب

منذ أستلام السلطة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدأت المنافسة السياسية بين حزب الحرية والعدالة بالتحالف مع حزب الحركة القومية التركية والأحزاب العلمانية مثل حزب الشعب الجمهوري وأحزاب أخرى، حزب الحرية والعدالة استلم ضربة قوية بعد انشقاق عبد الله غول وأحمد داود أوغلو وتأسيس أحزاب معارضة خاصة بهم ضد سياسية أردوغان وسياسة حزب الحرية والعدالة.

 الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يفهم جيدا بانه لم يعد السياسي الأقوى في البلاد ولكن المعارضة بدورها لا تستطيع مواجهة اردوغان سياسياً لأنها ضعيفة وليست موحدة والعلمانية في تركيا باتت في أزمة بعد زيادة الخطاب الديني في وسائل الاعلام التركي واستعمال أفكار ذات صلة بالدولة العثمانية والماضي المجيد.

لكن سوف نرى في الأعوام القادمة منافسة شديدة بين الأحزاب العلمانية والدينية من أجل كسب الجماهير وتغيير التوجه السياسي لتركيا وحتى ليس واضح من سوف يكون بديل لأردوغان في السنوات القادمة هل هو على باباجان (وزير الاقتصاد التركي السابق. قبل أن يتولى وزارة الاقتصاد كان وزيراً للخارجية وذلك من 29 أغسطس 2007 وذلك بعد إعادة انتخاب رجب طيب أردوغان رئيساً للوزراء وظل وزيراً للخارجية حتى 1 مايو 2009، كما إنه كان المفاوض في ملف انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، وقبلها كان وزيراً للشؤون الاقتصادية وذلك منذ تسلم حزب العدالة والتنمية للحكم في نوفمبر 2002) ام هو سليمان صويلو وزير الداخلية التركي الحالي والذي لديه شهرة عالية في الأوساط التركية بسبب خبطاته القوية أو شخصية أخرى مثل بيرات البيرق صهر الرئيس التركي هذا ما نراه فالسنوات القادمة ولكن من المتوقع ان تربح الشخصية التي لديها خطاب ديني قوي والتي سوف تكمل مشاريع أردوغان الحالية بخصوص الازدهار الاقتصادي لتركيا وتحويل تركيا الى دولة عظمة.

المنافسة السياسية سوف تكون كبيرة بين العلمانيين و الإسلاميين في تركيا و خصوصا بخصوص ما يتعلق ببناء المساجد وتحويل تركيا الى بلد ذو اتجاه أكثر ديني فمن المعروف بأن الرئيس التركي في السنوات القليلة الماضية فتح عشرات المساجد في مناطق مختلفة في تركيا وأيضا تم فتح عشرات المدارس الدينية التي تعلم الأطفال أصول الشريعة الإسلامية والدين الإسلامي لذلك من المحتمل بأن تكون هناك مواجهة مباشرة او غير مباشرة بين الطرفين لأنه اذا احد من الأطراف شغل فتيل الفتنة بين الطرفين فسوف نرى مواجهة سياسية كبيرة في البلاد وقد تتحول الى كارثة كبيرة ولكن حتى الان احتمالات حدوث هذا الشي صغيرة ولكن هذا ما سوف يقرره التوجه السياسي التي سوف تتبعه حزب الحرية والعدالة في السنوات القادمة.

 أيضا لا نستطيع أن ننسى سر عام 2023 الذي يتوعد به أردوغان الغرب فكل خبطاته، حقيقة هذا السر تكمن في تأسيس الدولة التركية بناءً على معاهدة لوزان الموقعة عام 1923، وهي عبارة عن معاهدة سلام وقعت في مدينة لوزان السويسرية بين قوات حلفاء الحرب العالمية الأولى وبين الدولة العثمانية ممثلة بالحركة القومية التركية بقيادة مصطفى كمال أتاتورك، حيث صور الأخير وقتها للشعب التركي بأنه أسس الدولة التركية الحديثة على أنقاض إمبراطورية العثمانية مجبرا المجتمع الدولي على الاعتراف بها كدولة لها سيادة، بينما الحقيقة أنه وضع تركيا في بطن الغرب  مشفيا بذلك غليلهم بانتهاء آخر إمبراطوريات اﻹسلامية، لذلك ومع أنه المعارضة التركية هي ضد سياسة أردوغان ولكن نراها بانها تسكت عن خطط أردوغان و في بعض الأحيان توافق معه فهي تفهم بأن تركيا يجب ان تكون أكثر استقلالية من الغرب مع أنه يريدون أن هناك تعاون بين الغرب و تركيا ولكنهم يفهمون بأن الغرب هو ليس الشريك الجيد لتركية لأنه يستطيع أن يخون تركيا في وقت الازمات الصعبة وبأنه على تركيا أن تكون دولة ذو سيادة وذو فعالية أكثر في المنطقة.

أيضا من أحد أسرار الاتفاقية بانها تمنع من تركيا التنقيب عن النفط، والشروع بحفر قناة تربط البحر الأسود ببحر مرمرة، والبدء بتحصيل الرسوم من السفن والبواخر التي تعبر مضيق البسفور، لذلك أردوغان يعتبر عام 2023 من أهم أعوام له ولسياسته التي عمل عليها لسنوات ويعتبر هذا العام عام الازدهار الاقتصادي لتركيا لأنه تركيا سوف تستطيع ان تقوى مكناتها في العالم ومواجهة الدول العظمة.

ولكن هذا الشي لا يعني بانه هذا الخطة سوف تنجح ولكن من جهة أخرى أردوغان فعلياً أستطاع هزيمة المعارضة بتغيير الدستور التركي وعمل أشياء التي كانت ترفضها المعارضة لذلك هل سوف ينجح أردوغان أم لا سوف نرى في السنوات القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى