مقالات

الجذور والأصول

محمد عماد صابر

برلماني مصري سابق
عرض مقالات الكاتب

تركيا مزيج فوار غير متجانس من السياسات لم يتبلور بعد، وتركيا ( أربكان) غير تركيا (يلمظ) غير تركيا (الجيش الحاكم) غير تركيا (الشعب)،،
ولاأحد يستطيع أن يتنبأ بما سوف تؤول إليه الموازين السياسيه فى تركيا ،، ورغم قبضه الجيش الحاكم وتحكم العلمانيه إلا أن الإتجاه الإسلامى ممتد إلى الجذور ،، والله وحده يعلم ماذا سوف يسفر عنه صراع القوى فى هذا البلد الحبيب..
ولكن إحساسي أن تركيا لن تجد نفسها إلا فى العائله الإسلاميه،، وأنها فى اللحظه الحاسمه لن تختار صف أعدائنا ،، وحينما يجد الجد سوف تكون معنا لاعلينا…ولا أقول هذا الكلام من قبيل الأماني فليس فى السياسه أمان… وإنما أقوله بيقين أن هناك شيئاً إسمه … نداء الجذور … وهو نداء غلاب لايقهر …يرد الإنسان فى ساعه المحنه إلى أصله ويعود به إلى بيته…
وأهل لاإله إلا الله لاتنفذ لهم وحده لأنهم أمه الواحد …
يقول ربنا للمسلمين فى جميع الأقطار “وأن هذه أمتكم أمه واحده وأنا ربكم فاعبدون “الأنبياء(92)
ومن ذا الذى يستطيع أن يرد دعوه الواحد …
والذين يعتقدون بأن الجيش الحاكم لم يسمح بهذه الرده .. نقول لهم : ومتى استطاعت قله من العسكر أن تحكم أمه إلى الأبد ..لن يحدث هذا ولا فى الخيال ..
هذا كلام سجله التاريخ من رجل متزن “الدكتور مصطفى محمود” رحمه الله،، و من الصعب جداً أن يفهم عبيد الأنطمه العربيه هذا الكلام
لكن واقعنا المعاصر الأن يقول: لقد استطاع ” رجب طيب أردوغان ” أن يعود بتركيا إلى حضنها الإسلامى وأن يحقق أحلام أستاذه الراحل ” نجم الدين أربكان” تقريباً جميعها .. ومنها:
أربكان كان يتمنى عوده الجيش إلى ثكناته،، والقيام بمهامه الدفاعيه فقط عن البلاد ،، ونفذ تلميذه أردوغان ،، وأربكان رسم خطط لحل مشكله الحجاب فنفذ تلميذه أردوغان ،، وخطط لبناء مسجد جامع بتقسم ،، وخطط لتصبح تركيا رائده صناعياً ،، وخطط لتعود آيا صوفيا مسجداً كما كانت ،، فنفذ أردوغان وعادت آيا صوفيا مسجدا رسميا فى يوم الجمعه 24 من يوليو 2020 ،، فليس مهماً أن تكون أنقى البشر وأخلصهم ،، إنما المهم أن تملك تلاميذ مخلصين لمشروعك …
ومصرنا الحبيبه عاشت ليلاً طويلاً شديد الظلمه والسواد ،، حالكاً فى كل ملامحه،، وهى الآن ،، وبعد إنقلاب السيسي “فى3 يوليو 2013 ” تعيش فى غفله ضاعت فيها المبادئ وتقدم الهابط وساد الحقير فى كل شئ،، من حرب على الدين والعقيده والمساجد ،، إلي هيمنه عسكريه كامله على كل مقدرات شعبها ،، لكن من المستحيل ..من المستحيل .. أن تبقى مصر .. على هذه الحال..فمصر الأزهر جذورها إسلاميه خالصه ،، وستعود إلى شخصيتها ،، حتما لامحاله ،، شاء من شاء وأبى من أبى ،، فكما أن مشروع التبعية المذلة و العلمنة والتغريب والانسلاخ من الدين والهوية .. إلخ ،، هو ناتج عن الخلل في موازين القوة لصالح الغرب الذي أخذ بأسباب القوة بكل معانيها ،، فإن العودة إلي الجذور والاستئناف الحضاري لا يتم كذلك إلا بالأخذ بالأسباب وإلا جرت علي المتخاذلين سنة الاستبدال ،، فيأتي الله بقوم آخرين يحبهم ويحبونه.. لأن مسألة العودة إلي الجذور أو التغريب أو التخلف أو التقدم أو السيادة أو التبعية كل هذه الأمور خاضع لسُنَّة التدافع التي ينقصها في المقام الأول قيادة واعية تملك مشروعا تخطط وتدبر وتُحكِم التدبير وتأخذ بالأسباب مع تثوير الشعوب ووضعها في مسارات خطتهم وخطوات تدبيرهم..
وما كان أردوغان لينجح في مشروع تركيا الحديثة التي تجمع بين الأصالة والحداثة دون الأخذ بالاسباب..
وانظر إلى ما تصنعه قوة الاقتصاد وقوة الشرعية الشعبية وقوة استقلالية السياسيات، وعزة وكبرياء وأنفة العودة القوية إلى الذات لتحقيق الاكتفاء والاستغناء عن التبعية المذلة ،، ثم الانطلاق إلي مسرح الأحداث..
ولقد أثبت القرآن الكريم في أكثر من موضع،،أن الشعوب إذا آمنت بالتحرر وأصبحت لها إرادة مقارعة الظلم والباطل ،، وتحركت على أرض الواقع ،، تدخلت قوة الله ومشيئته لنصرتهم..
وهذا يعني أن هيمنة أعداء الأمة وعملائهم متحركة ومتغيرة وليست ثابتة،، بل تحكمها سُنّّة الله: (وتلك الأيام نداولها بين الناس).
فالحقيقة القرآنية والتاربخية أنه لم يحدث في أي يوم من الأيام أن كانت هناك قوة واحدة تتحكم في الكون من دون أن تجد من يعارضها أو يقاومها أو ينافسها أو يحاربها؛ بحسب اللحظة التاريخية. فلهذا العالم رب واحد ،، وهو من وضع فيه سنّة المدافعة” أي (الصراع). ولم يتحكّم به طرف واحد في أي زمن..

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى