في فقه الخلوة مع النفس
قد يحتاج الإنسان إلى فقه الاعتكاف مع النفس ، لإعادة شحنها بمايكفي تحمل موجات تحيطه تمتص منه نضارته وحيويته ، ويعيد شحن طاقته الإيمانية(العقلية والعاطفية) ،حتى لا يصبح أسيراً قهرياً لتقلبات مزاجيات لا مسؤولة، وتعجز عن تقدير النافع وتمييز الضار . من هنا جاء دور الخلوة كعلاج يفوق عقاقير الطب الحديث.
ومن فقه الخلوة ، أن تعيد بناء ما ظننته حقيقة فاصبح وهماً موجعاً، حتى لا يتسع الخرق و يبلى الخُلق.
ولأهمية الخلوة تجعلك تقطف ثماراً ( أهملت التعامل معها ) قد تكون أكثر لذة من أخرى ظنتتها تغني وتسمن من جوع .
ويأتي دور الاعتكاف مع النفس أن تعيد ترتيب أولوياتك ، فتقدم ما أخرته وتؤخر ما استعجلت في تقديمه، فيستقيم لك البال ، وينصلح الحال.
إن للخلوة طاقة تصلح أن تروي عطشك وتغذي روحك ، حتى لا تسقط في مستنقع جرّعك الألم وأخّرك عن ابداعاتك .
فكن مستعداً أن تطوي فراشاً طالما أوجعك ظهرك من الاستلقاء عليه .