مقالات

الشرعية (5) – الشرعية الدولية (شرعية مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة)

أ. د. عبد المجيد الحميدي الويس

سياسي وأكاديمي سوري
عرض مقالات الكاتب

       هي تلك الشرعية التي يتبادل الأدوار فيها أقطابها الروس والأمريكان والصين وفرنسا وبريطانيا بالتنسيق مع الشرعية العربية التي مثلتها أنظمة الجامعة العربية المستبدة, التي دفعت لكل الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن ورشتهم واشترتهم حيث دفعت خمسة عشر مليار دولار لروسيا ثمن الفيتوات التي تتخذها في مجلس الأمن, بالتنسيق مع الصين التي تعهدت لها بميزان تجاري رابح تجاوز الـ150 مليار دولار سنويا مع دول الخليج, مقابل وقف تمرير أي قرار أممي يهدف إلى إنهاء حكم الأسد.

    أما في عهد ترامب وإيفانكا وكوشنير, فالوضع تغير كثيرا, وازداد سوءا عما كان عليه, وأخذ منحى خطيرا, فقد تغير من الدفاع عن النظام وحمايته, إلى الهجوم, وشن حرب الإبادة على الشعب السوري, بعد أن استطاعت الجامعة العربية إقناع الروس بالتدخل, وأعطتهم العهود والمواثيق, وتكفلت لهم بثمن كل طلقة تقتل سوريا, وصاروخا يهدم بيتا على رؤوس ساكنيه, وأمنت لهم غطاء عربيا وإقليميا ودوليا..

       وأما فرنسا فهي صاحبة مشروع تمزيق سورية, وتولية قيادتها لحكم الطوائف والأقليات, وصانعة دولة العلويين في سورية بعد أن طلبوا دويلة في جبال العلويين, فسلمتهم الدولة السورية كاملة, ولبنان السليب الذي وزعته بين الطوائف في مؤتمر الطائف وما قبله, وما بعده, حين فجروا الحرب الأهلية فيما بينهم, وانتهت بتمزيقهم, وخروج الفلسطينيين من لبنان إلى تونس, ودخول قوات الردع العربية العلوية النصيرية, التي جعلت لبنان تحت وصاية حكم حافظ الأسد, ومن بعده بشار, ثم خرج بشار ليسلموه إلى حزب الله الشيعي الإرهابي المتطرف, بمباركة صهيونية إسرائيلية, ومازالت فرنسا الراعية لهذه الدويلات والإقطاعات والكانتونات والمزارع..

      وأما بريطانيا, فهي أس البلاء, ورأس الفتة, وزارعة وراعية الكيان الصهيوني في فلسطين, بالتنسيق مع الأنظمة الوظيفية العربية؛ التي نصبتها, ومازالت مصدر إلهام لهم, وموجهة لسياساتهم, وضامنة لبقاء أنظمتهم من خلال الماسونية العالمية التي نشأت في بريطانيا على يد العوائل اليهودية الثلاث المعروفة, وعلى رأسها عائلة روتشيلد الصهيونية الماسونية العالمية التي تمتلك ثلث ثروة العالم, وتتحكم بكل اقتصادات الدول, وتنصب وتخلع من تريد من الحكام في كل أطراف المعمورة.

        بيدها الدولار, والبنك الدولي, وصندوق النقد الولي, وتسيطر على تجارة السلاح والنفط, وبيدها إشعال الحروب, وإبادة الشعوب, وتغيير الحكام, وتثبيت الأنظمة, وهي التي تتحكم بالرؤساء, وتوجههم بالريمونت كونترول, ابتداء من الرئيس الروسي, إلى الرئيس الأمريكي, مرورا بالرئيس الفرسي الذي صاهرهم, وأما الصغار فهم الذين يسعون لكسب ودهم, وطلب العون والمساعدة منهم.

       هذا هو المجتمع الدولي, وهذه هي شرعته وشرعيته, وهؤلاء هم رجاله والقائمون عليه, فما الذي يرتجى منهم, وما الذي تأمله الشعوب المقهورة المظلومة المضطهدة من قاتليها وظالميها والمتآمرين عليها, العاملين ليل نهار على امتصاص خيراتها ودمائها, والساعين ليل نهار إلى إبادتها بكل أنواع الأسلحة, وبشتى أنواع الأوبئة, وبجميع طرق القتل والإبادة.

       ولولا العناية الإلهية, والرعاية الربانية, لانتهت الحياة على الأرض, وأبيدت الخليقة من على وجه البسيطة, قال تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ }محمد22, فهؤلاء صنعتهم الإفساد في الأرض, وقطع الأرحام, ونزع الرحمة من القلوب, وملأها غلا وحقدا وبغضا وضغينة, ومهمتهم إشعال الحروب, وزرع الفتن, وإثارة النعرات الطائفية والعرقية, والفئوية والعشائرية والمناطقية, والتجهيل والتجويع ونشر الأمراض والأوبئة, وإهلاك الحرث والنسل, قال تعالى: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ}البقرة, 205 , ولولا لطف الله وعنايته لفسدت الأرض, قال تعالى: {.. وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ }البقرة251 , ولقد كانت العناية الإلهية لهم بالمرصاد, ومازالت, قال تعالى: {.. كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ }المائدة64, وقال: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}الفجر14, وإن الله يمهل ولا يهمل, وغضب الله قادم, وثأر الله لنا قريب, قال صلى الله عليه وسلم: ( دعوة المظلوم مستجابة, وليس بينها وبين الله حجاب, يسمعها ويقول: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين).

       فالنصر قادم، وبشائره بدأت تلوح في الأفق من بعيد, ومشروعنا هذا (المؤتمر العام لاتحاد قوى الثورة ونشطائها) إن كتب الله له النجاح, هو المشروع الذي سيكون إن شاء الله أول الغيث, وبداية النهاية لظلم من ظلم شعبنا, وتآمر على أمتنا, وانتهك حرمات ديننا وأوطاننا, وقتل علماءنا, وشرد شعبنا, وجوع أطفالنا, وكل من تآمر علينا من المجرمين الطغاة في العالم العربي, والإقليمي والدولي, إن شاء الله.. {وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ}هود122…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى