دين ودنيا

المقالات اللطيفة في تراجم من كان خليفة (28)

محمد عبد الحي عوينة

كاتب وداعية إسلامي. إندونيسيا.
عرض مقالات الكاتب

أمراء الدولة الأموية في الأندلس

2- هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك

ولد في شوال سنة 139هـ
وولي الخلافة سنة 172 هـ ، وله 30 سنة
وكانت ولايته 7 سنين . و10 أشهر
ومات في صفر سنة180 هـ عن 37 سنة
اسمه وكنيته ومولده:
هو هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان. يكنى أبا الوليد ، أمه أم ولد اسمها: حوراء. (بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس ص13، المعجب في تلخيص أخبار المغرب صـ 24)
ولد هشام بقرطبة لأَرْبَع خلون من شَوَّال سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة (الحلة السيراء 1/ 42، البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب 2/ 48)
صفاته وسماته الشخصية:
كَانَ أَبْيَضَ أَشْهَلَ، مُشْرَبًا بِحُمْرَةٍ، بِعَيْنَيْهِ حَوَلٌ، من أحسن الناس وجهاً، وأشرفهم نفساً، كامل المروءة، متواضعاً حسن السيرة، وكان من أهل الخير والصلاح، كثير الصدقات.الحاكم بالكتاب والسنة، الذي أخذ الزكاة على حِلِّها، ووضعها في حقها، لم يعرف منه هفوة في حداثته، ولا زلة في أيام صباه، وكان حسن السيرة متحرِّياً للعدل، يعود المرضى ويشهد الجنائز.
وكان هشام يُصِرُّ الصُّرَر بالأموال في ليالي المَطر والظُّلمة، ويبعث بها إلى المساجد فيعطى من وجد فيها؛ يريد بذلك عمارة المساجد.
وَكَانَ عَامِلًا حَازِمًا، ذَا رَأْيٍ وَشَجَاعَةٍ وَعَدْلٍ، خَيِّرًا، مُحِبًّا لِأَهْلِ الْخَيْرِ وَالصَّلَاحِ، شَدِيدًا عَلَى الْأَعْدَاءِ، رَاغِبًا فِي الْجِهَادِ.
وكان حسن السيرة، متحريًا للعدل، يعُودُ المرضى، ويشهد الجنائز، ويتصدق بالصدقات الكثيرة، وربما كان يخرج في الليالي المظلمة الشديدة المطر ومعه صُرَر الدراهم يتحرى بها المساتير وذوي البيوتات من الضعفاء؛ ولم يزل هذا مشهورًا من أمره إلى أن مات (المعجب في تلخيص أخبار المغرب صـ 24)
وَمَنَاقِبُهُ كَثِيرَةٌ قَدْ ذَكَرَهَا أَهْلُ الْأَنْدَلُسِ كَثِيرًا، وَبَالَغُوا حَتَّى قَالُوا كَانَ يُشْبِهُ فِي سِيرَتِهِ بِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، رَحِمَهُ اللَّهُ .
وأوصى رجل في زمن هشام بمال في فك سبيّة من أرض العدو، فطُلِبَت فلم توجد، لما كان منه من احتراسٍ للثغر؛ واستنقاذٍ لأهل السبي (الكامل في التاريخ 5/ 311)
بيعته وولايته:
وَلِيَ هشام بن عبد الرحمن يَوْم الْأَحَد غرَّة جُمَادَي الأولى سنة اثنتين وسبعين ومائة (172هـ)، بعد ستةِ أيامٍ من وفاةِ أبيه إذ كان غائباً بماردةَ، وسِنُّه حينئذٍ ثلاثون سنة، فاتصلت ولايته سبعة أعوام إلى أن مات في صفر سنة ثمانين ومائة. وعمره تسع وثلاثون سنة وأربعة أشهر؛ وكانت ولايته سبع سنين وعشرة أشهر. (المختصر في أخبار البشر 2/ 14، تاريخ علماء الأندلس1/12، بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس ص13، الحلة السيراء 1/ 42) وقيل سبع سنين وسبعة أشهر وثمانية أيام (المختصر في أخبار البشر 2/ 14)
بين هشام وأخيه عبد الله:
أما عبد الله بن عبد الرحمن أخو هشام فقد سَمَت نَفسه بعد أَبِيه لطلبِ الْأَمر، فناقض أَخَاهُ هِشَام بن عبد الرَّحْمَن وشايع أَخَاهُ الْخَارِج عَلَيْهِ سُلَيْمَان بْن عبد الرَّحْمَن وَكَانَ حَرِيصًا، محروماً مِمَّا طلبه، حَارب أَخَاهُ هشاماً، ثمَّ حَارب ابْن أَخِيه الحكم بن هِشَام، ثمَّ حَارب عبد الرَّحْمَن بن الحكم، وَفِي مُدَّة كل وَاحِدٍ مِنْهُم يُهْزَم ويُقصَى، وَبعد ذَلِك لَا ينثني عَن طلب الْأَمر، وَآل أمره مَعَ عبد الرَّحْمَن بن الحكم إِلَى أَن خَطَبَ فِي جَامع مرسية ودعا على الظَّالِم بَينهمَا، فعاجله الله بالمنية دون بلوع أُمْنِية. (المغرب في حلى المغرب 2/ 246)
وَفِي سنة 175هـ فَرَغَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مِنْ أَخَوَيْهِ سُلَيْمَانَ وَعَبْدِ اللَّهِ، وَأَجْلَاهُمَا عَنِ الْأَنْدَلُسِ، فَلَمَّا خَلَا سِرُّهُ مِنْهُمَا انْتَدَبَ لِمَطْرُوحِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ يَقْظَانَ، فَسَيَّرَ إِلَيْهِ جَيْشًا كَثِيفًا، وَجَعَلَ عَلَيْهِمْ أَبَا عُثْمَانَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُثْمَانَ. (الكامل في التاريخ 5/ 289)
أعماله وفتوحاته:
لَمَّا فَرَغَ أَبَو عُثْمَانَ مِنْ مَطْرُوحٍ أَخَذَ الْجَيْشَ، وَسَارَ بِهِمْ إِلَى بِلَادِ الْفِرِنْجِ، فَقَصَدَ أَلَبَةَ، وَالْقِلَاعَ، فَلَقِيَهُ الْعَدُوُّ، فَظَفِرَ بِهِمْ، وَقَتَلَ مِنْهُمْ خَلْقًا كَثِيرًا وَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ.
وَسَيَّرَ هِشَامٌ (سنة 175) أَيْضًا يُوسُفَ بْنَ بُخْتٍ فِي جَيْشٍ إِلَى جِلِّيقِيَّةَ، فَلَقِيَ مَلِكَهُمْ وَهُوَ بُرْمُنْدُ الْكَبِيرُ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا، وَانْهَزَمَتِ الْجَلَالِقَةُ، وَقُتِلَ مِنْهُمْ عَالَمٌ كَثِيرٌ.
وَفِي نفس السنة (يعني سنة 175) انْقَادَ أَهْلُ طُلَيْطِلَةَ إِلَى طَاعَةِ الْأَمِيرِ هِشَامٍ فَآمَنَهُمْ. (الكامل في التاريخ 5/ 289)
وَمِنْ أَحْسَنِ أعَمَالِهِ أَنَّهُ أَخْرَجَ مُصَدِّقًا يَأْخُذُ الصَّدَقَةَ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ أَيَّامَ وِلَايَتِهِ، وَهُوَ الَّذِي تَمَّمَ بِنَاءَ الْجَامِعِ بِمَدِينَةِ قُرْطُبَةَ، وَكَانَ أَبُوهُ قَدْ مَاتَ قَبْلَ فَرَاغِهِ مِنْهُ. (تاريخ ابن خلدون 4/ 160)
وَبَنَى مَسَاجِدَ مَعَهُ، وَبَلَغَ مِنْ عِزِّ الْإِسْلَامِ فِي أَيَّامِهِ وَذُلِّ الْكُفْرِ أَنَّ رُجَلًا مَاتَ فِي أَيَّامِهِ، فَأَوْصَى أَنْ يُفَكَّ أَسِيرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ تَرِكَتِهِ، فَطُلِبَ ذَلِكَ، فَلَمْ يُوجَدْ فِي دَارِ الْكُفَّارِ أَسِيرٌ يُشْتَرَى وَيُفَكُّ لِضَعْفِ الْعَدُوِّ وَقُوَّةِ الْمُسْلِمِينَ. (الكامل في التاريخ 5/ 311)
وفاته:
تُوفِّيَ هشام بن عبد الرحمن ليلةَ الخميسِ لثمانٍ خَلَونَ من صفرٍ سنةَ ثمانينَ ومائة (180هـ)؛ وهو: ابنُ تسعٍ وثلاثينَ سنةً، واربعةِ أشهرٍ، وأربعةِ أيامٍ.
وَخَلَّفَ خَمْسَةَ بَنِينَ. واستخلف بعده ابنه الحكم ابن هشام
فلبِث في خلافتهِ: سبعَ سنينَ، وتسعةَ أشهرٍ، وثمانيةَ أيامٍ. ودُفنَ بقصر قرطبة ؛ وصلَّى عليه ابنُه الحكَمُ، وبايع الناس ابنه الحكم؛ وكان ابنه عبد الملك أسن منه. (البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب 2/ 65، العبر في خبر من غبر 1/ 214)
مصادر ترجمته
تاريخ علماء الأندلس1/12
بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس ص13
المغرب في حلى المغرب 2/ 246
الكامل في التاريخ 5/ 289
المعجب في تلخيص أخبار المغرب صـ 24
الحلة السيراء 1/ 42
البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب 2/ 48
العبر في خبر من غبر (1/ 214)
تاريخ ابن خلدون (4/ 160)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى