مقالات

الشرعية (3) – الشرعية البديلة (كل من يستمد شرعيته من الأجنبي فهو خائن للثورة والشعب الثائر)

أ. د. عبد المجيد الحميدي الويس

سياسي وأكاديمي سوري
عرض مقالات الكاتب

     كيف يكون التنظيم؟ يكون من خلال المؤتمرات الثورية الشعبية الفرعية، التي تنتخب ممثليها، صعودا إلى المؤتمر العام الذي يجمع كل الشخصيات المنتخبة بالاقتراع السري المباشر، أو بالتزكية والتوافق والاتفاق، من قاعدتهم الجماهيرية الشعبية الثورية التي يمثلونها مباشرة.

     فيجتمع المنتخبون في مؤتمر عام في الداخل المحرر، وينتخب هذا المؤتمر قياداته الثورية، وفق الأصول النقابية الصحيحة، وصولا إلى رأس الهرم.

    هل سيكون القائد شخصا أو مجموعة أشخاص؟ هذا ما يقرره الثوار الذين يجتمعون في هذا المؤتمر، وما يتفقون عليه في نظامهم الداخلي الذي يقرونه في مؤتمرهم العام؛ بعد أن يكونوا أعدوه إعدادا جيدا، على يد لجنة قانونية مختصة، وقد نوقش في الهيئة التأسيسية، وأقر، ليكون مرجعيتهم العليا، وهو الحاكم والحكم والسلطة العليا التي يرجعون إليها في كل صغيرة وكبيرة، ويلتزمون بها حرفيا، ولا يعدل أي قانون أو مادة أو بند من بنود الميثاق والنظام الداخلي إلا بمؤتمر عام، ويصوت على المادة أو المواد المراد تعديلها أو إضافتها، لأنه هو النائب عن أعضاء المؤتمر العام في حال غيابهم، وهم الممثلون الشرعيون للشعب، فهو صوت الشعب وضميره وكلمته التي لا يمكن تجاوزها مهما كانت المبررات.     

    إننا نسعى إلى عقد مؤتمر وطني عام؛ يؤمل أن يجمع ممثلين عن كل الفصائل المقاتلة على الأرض، وكل الشرائح الاجتماعية والسياسية والثورية، وممثلين عن الكتل الصلبة -كما سماها الزملاء – ( الإخوة الكرد، والإخوة التركمان، والقبائل، والجيش الوطني، والفصائل المهمة)، وكذلك الشخصيات الوطنية والثورية والسياسية والاجتماعية المستقلة، التي برزت في الثورة، وأفرزتها الأحداث، وأثبتت نزاهتها وجدارتها وأهليتها للقيادة، في الداخل والخارج.

  • إجراءات سحب الثقة، ونزع الشرعية القديمة، ومنح الشرعية الجديدة، كيف تكون؟:
  • تكون عبر طريقين لا ثالث لهما:
  • الطريق الأول: أن تدعى هذه المؤسسات الموجودة على الأرض، سواء أكانت في الداخل، أم في الخارج: (الائتلاف، هيئة التفاوض، اللجنة الدستورية، الحكومة، الجيش الوطني، الفصائل) وتنضم من خلال مرشحيها الذين ترسلهم إلى المؤتمر التأسيسي، وتعطى لهم فرصة المشاركة الفاعلة فيه، وينضم ممثلوهم إلى أعضاء المؤتمر التأسيسي المنتخبين والممثلين لكتلهم وتنظيماتهم الثورية والجماهيرية والمؤسساتية الأخرى التي انتخبتهم، أو رشحتهم، وقد شاركت بعض هذه المسميات في الهيئة التأسيسية، واللجنة التحضيرية منذ انطلاقتها الأولى.
  • –     ويكون ذلك من خلال اتفاق مبدئي ينص على المشاركة في هذا المؤتمر، مقابل الموافقة على مقرراته، والالتزام بما ينتج عنه، وأهم هذه المقررات: تشكيل جسد سياسي وعسكري وثوري موحد، في الداخل والخارج، يقود الثورة، وتنتقل إليه تلك المؤسسات بطريقة سلسة، سهله، مريحة، وتكون لهم حصة تتناسب مع حجمهم الذي يستحقون، ولهم حق المشاركة في كل ما ينتج عن المؤتمر من مراكز قيادية، ومسؤوليات، ومناصب.
  • –     وهذا الطريق هو أسهل وأقصر وأفضل الطرق، وبعد الإعلان عن أسماء القيادة الجديدة المنتخبة، يخرجون، ويخرج معهم بقية أعضاء المؤتمر جميعا، وتخرج معهم جماهير الداخل بمظاهرات عارمة، ترفع الشعارات، وتعلق اللافتات، وتطلق الهتافات بالحياة للقيادة الجديدة، والجسد الثوري الجديد. 
  • الطريق الثاني: في حال رفضت بعض هذه المؤسسات المشبوهة الموافقة، وظلت متمسكة بمواقفها، وعلى اتكائها على الخارج،وانعقد المؤتمر ، ونجح في انتخاب قيادته الجديدة، انتخابا ديمقراطيا صحيحا من خلال صندوق الاقتراع، وبمشاركة فاعلة من قبل كل الأطراف، وكل القوى الثورية الموجودة على مساحة المحرر؛ بطريقة، أو بأخرى.
  • عند ذلك يخرج أعضاء القيادة الجديدة المنتخبة، ومعهم أعضاء المؤتمر الآخرين، وبحشد جماهيري كبير، أعد لهذا الغرض إعدادا جيدا، يعلنون فيه عن مبايعتهم لقيادتهم الجديدة، ويعلنون عن إسقاط الائتلاف والمسميات الأخرى، مدنية كانت، أم عسكرية.
  • في حال تعنت الائتلاف، ورفض الاستسلام، يتظاهر الثوار والجماهير، بمظاهرات أكبر، تردد نفس الشعارات وأقسى، وبقوة أكبر، وبتهديد ووعيد أكثر، وتقام المهرجانات الخطابية، والقصائد الشعرية التي تحيي القيادة الجديدة، وتسقط القيادات الأخرى، وهكذا حتى يستسلموا، ويتنازلوا، ويقدموا استقالاتهم، ويسلموا أوراقهم للقيادة الجديدة، ويكونوا جزءا منها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى