ثقافة وأدب

عَودَةُ المِحرابِ

إسماعيل الحمد

شاعر وأديب سوري
عرض مقالات الكاتب

بمناسبة توقيع الرئيس رجب طيب أردوغان على قرار المحكمة العليا معتمدا عودة آيا صوفيا إلى حاضرة الإسلام مسجدا بعد أن كانت كنيسة فمسجدا ثم متحفا…


عادَت لتَنثُرَ ماضَنَّت بهِ الكُتُبُ

مِمَّا تَنَدَّرَ فيهِ الشِّعرُ والأدَبُ

آيا الّتي حَرَّرَتْها نَفْسُ مُعتَصِمٍ

مِنْ مَتحَفٍ عْربَدَت في كَهْفِهِ الحِقَبُ

أدَّى بِها صَفْعةً حَرَّى لِمَنْ سَلَبوا

مَسْرَى النَّبيِّ وَيا لِله ماسَلَبوا !

عادَت إلى باحَةِ الإسلامِ باسِمَةً

وغَسَّلَتْها بِماءِ العِزَّةِ السُّحُبُ

آيا الّتي مَجَّتِ الأَجراسَ تَقرَعُها

وأُزهِقَت مِن علَى جُدرانِها الصُّلُبُ

قُلْ لِلْأُلَى اسْتَمْرَؤُوا تَدْجينَها خَسِئَتْ

آمالُكُمْ في رُبوعٍ حِصنُها رَجَبُ

وَحولَهُ مِنْ بَني عُثمانَ كَوْكَبةٌ

تَغارُ مِنْها علَى لَأْلَائِها الشُّهُبُ

مِنْ أسْرِها بارَكَتْها الشَّامُ واعْتَذَرَت

أنْ لَمْ تقدِّمْ بِهَذا الفَتحِ مايَجِبُ

عادَت لِمِحرابِ مَنْ ألقَوا مَواجِعَها

خَلْفَ العُصورِ وقد دَوَّت بِها الخُطَبُ

في بُعدِها عَنْ عُيونِ المُسلمينَ قَذًى

لَم تَدَّخِرْ دَمْعَةً في غَسْلِهِ الهُدُبُ

إنْ تُسعِدِ المُسلِمينَ اليَومَ عَودتُها

فَلَنْ يُقَلِّلَ مِن هذا الصَّدَى عَرَبُ

وَلَنْ يُقدِّمَ شَيْئًا أنَّهُم رَفَضوا

ولَنْ يُؤَخِّرَ شَيْئًا أنَّهُم شَجَبوا

مَازالَ يَستَنْجِدُ الأقصَى بِغَضْبَتِهِمْ

إنْ كانَ يُؤْبَهُ فيهِمْ أنَّهُمْ غَضِبوا

ونَهجُهُم لمْ تُبارِكْه الشُّعوبُ وَلَمْ

تُقِرَّ إنْكارَهُم تَحريرَها النُّخَبُ

عَوْدًا حَميدًا أيا آيا فأنتِ هُنا

إرثٌ تَواصَلَ في أمْجادِ مَنْ ذَهَبوا

فَنَمْ قَريرا أميرَ الفاتحينَ ولا

تَقلَقْ علَى أمَّةٍ رَبّانُها رَجَبُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى