تحقيقات

ثنائية الحاكم والكاهن

فراس العبيد – رسالة بوست

دعت دار الإفتاء المصرية، إلى “مساندة الحاكم” وطاعته، وقالت إنه “واجب شرعي”، عبر موقع فيديو كرتوني مصور بثته عبر حسابها بموقع فيسبوك.

وهاجمت “الإفتاء” كل من قالت إنهم يدعون إلى “تفريق الصف الوطني، أو الشماتة في ما تمر به البلاد”. ووصفته بأنه “حديث فتنة لا يخرج إلا من نفوس شوهتها العصبية وأعمتها الانحيازات”.

وحتى لا نطيل النفس في التفصيل، اجتمعت شراكة تاريخية بين “الكهنة” و”الفراعنة” عبر العصور، بغض النظر عن مسمياتهم اﻷساسية، وقدم النص القرآني لهذا النموذج بوضوح.

كما دعت دار اﻹفتاء إلى تغيير الصورة الشخصية للحسابات عبر فيسبوك، وتحميل صورة “أدعم الدولة المصرية”.

وهذه ليست المرة اﻷولى التي يستخدم فيها “الزعماء العرب”، كهنتهم كـ”مطية” لإسباغ “شرعية على حكمهم”، والقائمة التاريخية طويلة ولعلنا في سوريا نستذكر “فتوى كفتاروا” التي “سننت حافظ أسد”، وصفحات التاريخ قديمه وحديثه مليئة.

ولعل النتيجة التي أدتها تلك الوقائع خلقت شرخًا بين رجال الدين والشارع، وهذه القضية تحتاج بحدّ ذاتها إلى “ثورة” للتغيير، كأحد أركان نجاح العالم اﻹسلامي في تغيير وتصحيح واقعه.

وبالمجمل؛ فإن متابعة رد فعل الشارع وتعليقاته على هذه الدعوة وغيرها، تبرز “صحوة” إﻻ أنها بحاجة للمزيد من العمل على أرض الواقع، لتغيير المشهد. وسبق أنّ قال أحد الدعاة الموالين ﻷل سعود في تسجيل مصوّر أثار سخرية الشارع الإسلامي والعربي، أنّ على الناس الدعاء للحاكم وطاعته حتى وإن زنا وسرق، وغيره من الكلام الذي يندى له “جبين الشرفاء”.

وتعتبر مسألة “طاعة الحاكم” قضية شائكة، انبرى لها علماء كبار، منهم من أودع السجون المظلمة، ومنهم اليوم، من يجاهد بسيفه، وقلمه. وبالمختصر؛ لن يفلح طاغية دون ذراع شرعية، حتى وإن ملك القوة المالية والعسكرية، لهذا كان زواج المتعة بين كهنة مأجورين، من فرعون، لسوق الشارع، وحتى تكسر تلك المعادلة الثنائية، نحتاج إلى معركة “الوعي” المنضبط بضوابط “الشرع اﻹسلامي”.

وهذا نموذج نقدمه ﻷحد ردود الناس على فتوى دار اﻹفتاء المصرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى