تحقيقات

بويجي إعلامي لتلميع اﻷسد… هل ينظف المتسخ؟

فراس العبيد – رسالة بوست

أدى “تغييب” النظام، لرئيس وزرائه اﻷسبق، عماد خميس، إلى لغطٍ وتساؤلاتٍ في الشارع الموالي، وصت صمتٍ من طرف اﻹعلام الرسمي الموالي، الذي بدا ضعيفًا هزيلا في إدراة ملف تلميع “اﻷسد”، وترك الساحة لصحيفة “اﻷخبار اللبنانية”!!

بويجي إعلامي:

والبويجي هو ملمع اﻷحذية المتسخة في شوارع دمشق وغيرها، وعادةً ﻻ يتم التوقف عنده، ﻷسباب تتعلق إمّا بكونه عنصر مخابرات، أو لكونه لا يجيد العمل، وهذا ما وقع به اﻹعلام الموالي للأسد بغض النظر عن جنسيته.

ولعبت كما هو واضح صحيفة “الأخبار اللبنانية” الدور السابق، بديلا عن أقبية المخابرات التابعة للأسد، ونشرت ما وصفته الصحف السورية الموالية للأسد، بالتحقيق الموسع يوم أمس الثلاثاء، عن مكافحة فساد غير مسبوقة في سوريا.

وتناول التحقيق الموسع “كبشي الفداء” اللذان ضحا بهما بشار اﻷسد، وهما؛ ابن خاله، رامي مخلوف، ورئيس حكومته السابق،عماد خميس.

ورنيش التلميع المعتاد:

واستخدمت الصحيفة في تلميعها المصطلحات “الورنيش” المعتاد، وقالت؛ نقلاً عن مصادرها؛ “إن القيادة السورية لن تتراخى في ملاحقة كبار رجال الأعمال، ولن تطلب من المواطنين تحمّل تبعات الحصار، بينما ينعم هؤلاء برخاء وأرباح كبيرة، مستفيدين من تسهيلات الدولة وبعض فاسديها، أو ظروف الحرب في خلال السنوات السابقة”.

وما أشبه اليوم باﻷمس!!

كما ذكرت الصحيفة أن عزل الكبش اﻷول “عماد خميس” من منصبه جاء على خلفية تهم فساد واختلاس ومحاولة تهريب أموال إلى الخارج، وأضافت أنّ؛ “خميس متهم بجمع 400 مليون دولار بطرق غير شرعية، عبر صفقات فاسدة”، ويجري التحقيق معه حاليًا من خلال لجنة خاصة من القصر الرئاسي.

ويعيد هذا الملف إلى أذهان السوريين، إقالة المقبور، حافظ أسد، لرئيس وزرائه، محمود الزعبي، ووضعه تحت اﻹقامة الجبرية، وفق سيناريو مشابه تمامًا… وما أشبه اليوم باﻷمس!!

وتداولت الصحف والمواقع الموالية المحلية الخبر بالتهليل، والتطبيل والتزمير كالعادة، وكأنّ بشار أسد “جاب الديب من ديله”!! لاسيما أن الصحيفة اللبنانية مررت عبارات “الحصار، المؤامرة، المعركة مع أمريكا”.

البصمة الروسية:

وكشفت الصحيفة اللبنانية عن دورٍ روسي، في الوساطة بين آل أسد_مخلوف، تضمنت الوساطة الروسية إحصاء أملاك وأموال “مخلوف” خارج البلاد، ثم يتسلمها النظام، عبر شبكات من رجال أعمال متعاونين معه، ليتم بيعها وتنقل أموالها إلى الداخل مقابل التعهد بتأمين خروج عائلة “مخلوف” من البلاد، وقد وافق الطرفان على الوساطة وبنودها، إلا أنها فشلت في آخر لحظة لأسباب غير معروفة، وفق الصحيفة اللبنانية.

وتعيد هذه الحادثة إلى ذهن السوريين ملف إخراج “رفعت أسد” بذات الطريقة، والقاسم المشترك بين الحادثتين، رغم تغير الوجوه والفترة الزمنية، هو تلميع “آل اﻷسد”، وترسيخ وجودهم فوق رؤوس السوريين…. وما أشبه اليوم باﻷمس أيضًا.

بالنتيجة؛ نظام اﻷسد تاريخيًا ضحى بأزﻻمه، قربانًا للبقاء في كرسيه. وينطبق عليهم قوله تعالى: ((فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ 54)). سورة الزخرف.

وبالعودة إلى “البويجي اﻹعلامي” وعافاكم الله “الحذاء المتسخ”، فإن المنطق والتاريخ يؤكد التالي؛ “لا توجود مواد مزيلة للدماء التي تلطخت بها أيدي آل اﻷسد ومن والاهم، منذ اغتصابهم البلاد في سبعينات القرن الفائت. وذاكرة التاريخ قوية والمؤمن ﻻ ينسى حقه”. بدليل؛ أن مجزرة حماة وتدمر وجسر الشغور، لم تمنع من قيام ثورة جديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى