مقالات

المقالات اللطيفة في تراجم من كان خليفة (27)

محمد عبد الحي عوينة

كاتب وداعية إسلامي. إندونيسيا.
عرض مقالات الكاتب

أمراء الدولة الأموية في الأندلس

1- عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان

ولد سنة 113هـ
وَوَلِيَ الخِلافَةَ يوم الأضحى سنة 138 وهو ابن 28 سنة
وَتُوفِيَ 23 من ربيع الآخر سنة 172هـ
فكانت ولايته 33 سنة . 4 أشهر . 14 يوماً
اسمه ومولده: عبد الرحمن بنُ معاويةَ بنِ هشامِ بن عبدِ الملكِ بنِ مروانِ بن الحَكمِ ابن أبي العاص بنِ أُميَّةَ بنِ عبدِ شَمسِ بنِ عبدِ منافٍ. أوّلُ خُلفاء الأندلس من بني أُمَيَّة، يُكَنَّى أبا المطرف
وُلدَ بدَير حَمِينا؛ من دِمشقَ؛ سنةَ ثلاثَ عَشْرةَ ومائةٍ، ووليَ الملك وهو ابن ثمانٍ وعشرين سنة، وأمه أم ولد بربرية اسمها راح، وكان عبد الرحمن هذا من أهل العلم والعدل.
وكان أصْهبَ خفيف العارضين طويلاً نحيفاً أعور(المختصر في أخبار البشر2/12)
ولايته:
دخَلَ الإمامُ: عبدُ الرَّحمن بنُ معاويةَ الأندلُسَ: سنةَ ثمانٍ وثلاثين ومائةٍ؛ واستولى عَلَى المُلكِ؛ ودَخَلَ القصرَ: يومَ الجمعةِ – يومَ الأَضحى -: سنةَ ثمان وثلاثين ومائةٍ، وتُوفيَ في شهرِ ربيعٍ الآخرِ سنةَ اثنتين وسبعين ومائةٍ.
(تاريخ علماء الأندلس 1/ 11)
أول أمراء بني أمية بالأندلس
لها ظهرت دولة بني العباس، هرب منهم، ولم يزل مستتراً إلى أن دخل الأندلس في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين ومائة في زمن أبي جعفر المنصور، فقامت معه اليمانية، وحارب يوسف بن عبد الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري، الوالي على الأندلس، فهزمه واستولى عبد الرحمن على قرطبة يوم الأضحى من العام المذكور.(بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس ص12)
ثم رغب إليه يوسف في الصلح فعقد له على أن يسكن قرطبة وأقفله معه، ثم نقض يوسف عهده. وخرج سنة إحدى وأربعين ولَحِقَ بطليطلة، واجتمع إليه زهاء عشرين ألفا من البربر، وقدَّم الأمير عبد الرحمن للقائه عبد الملك بن عمر المرواني، وكان قد وفد عليه من المشرق، وكان أبوه عمر بن مروان بن الحكم في كفالة أخيه عبد العزيز بمصر، فلما هلك سنة خمس عشرة بقي عبد الملك بمصر، فلما دخل جند الدولة العباسية أرض مصر خرج عبد الملك إلى الأندلس في عشرة رجال من بيته مشهورين بالبأس والنجدة حتى نزل على عبد الرحمن سنة إحدى وأربعين، فعقد له على إشبيليّة ولابنه عمر بن عبد الملك على مورور. وسار يوسف إليهما وخرجا إليه فلقياه وتناجز الفريقان فكانت الدائرة على يوسف، واغتاله بعض أصحابه بناحية طليطلة واحتزّ رأسه وتقدّم به إلى الأمير عبد الرحمن فاستقام أمره واستقر بقرطبة وبنى القصر والمسجد الجامع، أنفق ثمانين ألف دينار ومات قبل تمامه، ووفد عليه جماعة من أهل بيته من المشرق، وكان يدعو للمنصور، ثم قطعها لما تمّ له الملك بالأندلس، ومهّد أمرها وخلد لبني مروان السلطان بها، وجدّد ما طمس لهم بالمشرق من معالم الخلافة وآثارها. واستلحم الثّوار في نواحيها وقطع دعوة العبّاسيين من منابرها وسدّ المذاهب منهم دونها.
وَخرجت الأندلس من يَوْمئِذٍ عَن نظر صَاحب القيروان بل وَعَن نظر الْخَلِيفَة بالمشرق، بعد أن َكَانَ يَدْعُو للمنصور العباسي وَالله غَالب على أمره، فاتصلت ولايته إلى أن مات سنة اثنتين وسبعين ومائة وكان من أهل العلم، وعلى شهرةٍ جميلةٍ من العدلِ. وله أدب.
وكان يُعرف بعبد الرحمن الدَّاخِل لأنّه أوّلُ داخلٍ للأندلسِ من مُلُوكِ بني مروان. (تاريخ ابن خلدون 4/ 156، الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى 1/ 177)
وكان عبد الرحمن هذا يُلَقَّبُ بالأمير، وعليه جَرَى بَنُوه مِن بَعدِهِ، فلم يُدْعَ أحدٌ منهم بأمير المؤمنين، إذ بايع الخلافة بمقرّ الإسلام ومبتدأ العرب، حتى كان عبد الرحمن النَّاصِر وهو الثَّامِن منهم – على ما نذكره – فتَسَمّى بأمير المؤمنين، وتوارث ذلك بَنُوه واحداً بعد واحدٍ. وكان لبني عبد الرحمن الداخل بهذه العدوة الأندلسية مُلكٌ ضخمٌ، ودولةٌ ممتعةٌ، اتصلت إلى ما بعد المائة الرابعة كما سنذكر.
تسميته بصقر قريش:
وكان يُقَالُ لَه صَقْرُ قُرَيْشٍ، وذلك أنّ أبا جَعْفَر المَنْصُور قال يَوْماً لأصحابه: أخبروني عن صقر قريش من هو؟ قالوا: أمير المؤمنين الذي رَاضَ المُلْكَ، وسَكّنَ الزَّلازِلَ، وحَسَمَ الأَدْوَاءَ، وأَبَادَ الأَعْداء. قال: ما صنعتم شيئًا. قالوا: فمعاوية. قال: ولا هذا. قالوا: فعبد الملك بن مروان. قال: ولا هذا. قالوا: فمن يا أمير المؤمنين؟ قال: عبد الرحمن بن معاوية، الذي عَبَرَ البَحْرَ، وقَطَعَ القَفْرَ، ودَخَلَ بلداً أعجمياً مفرداً. فمَصَّرَ الأَمْصَارَ، وجَنَّدَ الأَجْنادَ، ودَوّن الدَّوَاوِين، وأقام ملكاً بعد انقطاعه، بحُسنِ تدبيره، وشدّة شَكِيَمتِهِ؛ إنّ معاوية نَهَضَ بمركبٍ حَمَلَه عَلَيْهِ عمر وعثمان، وَذَللا له صَعْبَه؛ وعبد الملك ببيعةٍ تَقدّم له عَقْدها، وأمير المؤمنين بِطَلَبِ عشيرته، واجتِماع شِيعَته، وعبد الرحمن مُنفردٌ بنفسه، مُؤيدٌ برأيه، مُستصحبٌ لعزمه.
وفاته:
تُوفّي الإمامُ: عبدُ الرحمنِ بنُ معاويةَ: يومَ الثُّلاثاء لستٍّ بَقِينَ من ربيعٍ الآخرِ، سنةَ اثنتين وسبعينَ ومائةٍ؛ ودُفن: في القصر بقُرطُبةَ؛ وصلى عليه ابنُه: عبدُ اللهِ؛ المعروفُ: بالبَلَنْسِيَّ؛ وهو: ابن تسعٍ وخمسين سنةً، وأربعةِ أشهرٍ.
فلبثَ في خِلافتِه – من يومِ بُويعَ له، إلى أن ماتَ -: ثلاثاً وثلاثين سنةً، وأربعةَ أشهرٍ، وأربعةَ عشرَ يوماً. (تاريخ علماء الأندلس 1/ 11)
مصادر ترجمته:
تاريخ علماء الأندلس 1/11
تاريخ ابن خلدون 4/ 156
الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى 1/ 177
بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس ص12
المختصر في أخبار البشر 2/ 12

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى