مقالات

الحب النبيل

د. ممدوح المنير

كاتب وسياسي مصري.
عرض مقالات الكاتب

هل هناك حب كهذا في دنيانا القاحلة؟!

هل هناك قلوب لا تزال نقية صفية ترتوي من نبع هذا الحب؟

كان النبي صلى الله عليه و سلم في أعقاب غزوة أحد يشرف على دفن شهداء الصحابة، و بينما هم يهمّون بدفن عمرو بن الجموح قال لهم النبي صلى الله عليه و سلم:

 “ادفنوا عمرو بن الجموح و عبدالله بن حرام في قبر واحد فإنهما كانا متحابين”.

إنها سنة الحب المفقود،  نعم مفقود في دنيا الناس،  الحب اليوم  يتحدد بقدر ارتفاع حسابك البنكيّ، أو  عدد المعجبين على منصات التواصل، أو حجم الكماليات التي تملكها و نوع السيارة التي تركبها.

إنه حب العبيد،  عبيد الدرهم، و الدينار  كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم.

حين تتصفح قصص هؤلاء العظماء تجد الحب في الله و لله حاضرًا في كل وقت و حين،  حب يظلّه حب علويّ يغمر المؤمنين ” فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ” المائدة54

إنه الله المحب و المحبوب في الوقت ذاته.

في خضم هزيمة أحد، و كثرة الشهداء، و جلال المشهد

و إصابة النبيّ صلى الله عليه و سلم البالغة لم يفته، أو ينسى أن يجمع حبيبين في الله في قبر واحد،  حتى تتلاقى الأرواح و تتغذى القلوب بحب خالص نقي لا تشوبه مصلحة، و لا تفسده سوء نيّة، و لا ينقصه البعد، و لا يُفتِره خصام.

العجيب في هذا الدين العظيم أن الأفضلية في الدين لمن هو أشد حبا لصاحبه!!!

اقرأ معي هذا الحديث الصحيح:

“مَا تَحَابَّ اثْنَانِ فِي اللَّهِ، إِلَّا كَانَ أَفْضَلَهُمَا أَشَدُّهُمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ “

فاللهم ارزقنا حبك و حب من يحبك، و اكتب لنا في هذه الدنيا أخوة متحابين فيك،  نعيش معًا في دنيا الناس اللاهثة،

 و أطماعهم المتنافسة،  فلا يكون لنا هوى سواك، و لا رضى إلّاك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى