تحقيقات

نهج أمريكي وإسرائيلي جديد لـ”تخريب” النووي الإيراني.. هل تفلحان؟

فراس العبيد – رسالة بوست

تسعى تل أبيب وواشنطن لتفويت الفرصة على طهران فيما يتعلق بالملف النووي، إﻻ أنّ الإجراءات المتبعة، ﻹلحاق الضرر بالمنشآت النووية الإيرانية، يبدو غالبًا اقرب إلى العبثية، أو تقليم اﻷظافر.

وتشير توقعات الخبراء أنّ استراتيجية “الوﻻيات المتحدة” واﻻحتلال “الإسرائيلي”، سيدفع إيران لتطوير برنامجها النووي، باستخدام منشآت تحت الأرض، ما يجعل من الصعب مراقبة تطورها، وهو ما كشفت عنه صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية مؤخرًا. حسبما ترجم الخبر موقع “عربي21”.

وذكرت الصحيفة بأن مسؤولين كبارًا أفادوا بأن تل أبيب وواشنطن تطوران استراتيجية مشتركة؛ لتصفية كبار الجنرالات بالحرس الثوري الإيراني، وتنفيذ عمليات سرية لإعاقة البرنامج النووي.

ونقلت صحيفة “هآرتس” العبرية عن “نيويورك تايمز”، أن مسؤولين بالمخابرات الأمريكية، يعتقدون أن “البرنامج النووي الإيراني، قد يتأخر لمدة تصل إلى عامين، بسبب انفجار (نطنز)”، مشددة على أن الاستراتيجية الجديدة قد تشكل خطرًا. بالمقابل، استبعد محلل عسكري إسرائيلي في تحليل نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، “توقف الطموحات النووية الإيرانية، رغم تعرض منشآت نووية لأضرار محدودة، بهجمات سيبرانية”.

وبالمحصلة؛ الصراع بين إسرائيل والمشروع الفارسي، أمر واقع وحقيقة يتغافل عنها نخبة من المحللين، الذين ينظرون إلى الملف وكأنه “مؤامرة أو مسرحية” حيث تلعب “طهران” دور شرطي الحراسة في المنطقة العربية، فيما تؤكد الشواهد على اﻷرض أنّ ما يجري مجرد تقاطع مصالح، يرمي مؤقتًا لضرب “أهل السنة” من خلال استخدام إيران “مطيةً” لتحقيق الهدف.

بالنهاية “إيران” دولة تحمل مشروعًا فارسيًا يتناقض ويتقاطع أيضًا مع الغرب الصليبي، يدفع في بعض اﻷحيان إلى تحالفات، على اعتبار وجود قاسم مشترك بينهما، والعداء حقيقي، وليس مسرحية.

والراجح أنّ واشنطن وتل أبيب، تحاولان ضبط حركة إيران، ودفعها بعيدًا، مع ترك هامشٍ لها في المنطقة، يكفيهم احتمالية نهوض أو عودة “خلافة إسلامية”، حقيقية.

والمشكلة التي تواجه اﻷمة اﻹسلامية، والعربية على وجهٍ خاص، عدم التعاطي مع تلك المعطيات بواقعية، وتغافل قراءة ما بين السطور، وغياب المشروع الواضح يجعلها في الخلف، وتحت قبضة وسطوة مشروعين، الفارسي من جهة، والغربي الصليبي، بالتعاون مع الصهيونية من جهةٍ أخرى.

بالمحصلة؛ نهج أمريكي وإسرائيلي جديد لـ”تخريب” النووي الإيراني.. هل تفلحان؟ ليس هو السؤال المطالبين باﻹجابة عنه، بل أين دور اﻷمة اﻹسلامية عن المشروعين ولجمهما؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى