مقالات

ذكرى مذبحة سربرنيتسا (الإبادة الجماعية)

نعيم مصطفى

مدير التحرير
عرض مقالات الكاتب

تطل علينا في هذه الأيام ذكرى مجزرة من أبشع المجازر التي ارتكبت بحق البشرية وهي مجزرة( سربرنيتسا) التي راح ضحيتها /8/ آلاف إنسان بظرف أربعة أيام، وقد كان تحوت هذه المجزرة كل من راتكو ملاديتش وسلوبدان ميلوسيفتيش والأمم المتحدة.

وقبل الولوج إلى أحداث هذه المجزرة لا بد من الإشارة إلى أن الغرب يسلط كل ماكينته الإعلامية ضد المسلمين واصفًا إياهم بالإرهابيين والمجرمين والمتوحشين، وغالبًا ما يسوق أدلته على وحشيتهم وإرهابهم بأعمال فردية قام بها شخص ما متطرف بقتل اثنين بملهى مثلاً، أو شخص آخر يقوم بدهس ثلاثة أشخاص في الشارع…وهذه الأفعال لاشك أنها إجرامية وإرهابية، ولكن بالقياس إلى إجرام الغرب تظهر أنها من الصغائر وليست من الكبائر.

لو نظرنا سريعًا إلى مجرمين أوغلوا في استباحة الأرواح البشرية عبر تاريخ ليس ببعيد عنّا كثيرًا؛ لوجدنا أنهم جميعًا ليسوا مسلمين.

  • ماوتس تونج زعيم الصين قتل /79/ مليون إنسان.
  • جوزيف ستالين زعيم روسيا قتل /50/ مليون.
  • أدولف هتلر الزعيم النازي قتل /40/ مليون.
  • بول بوت الزعيم الكمبودي قتل /3/ ملايين.
  • ليوبولد ملك بلجيكا قتل /15/مليون.
  • بوتين قتل /250/ ألف في محرقة غروزني، وساهم في قتل مليون شخص في سورية.

والمجزرة التي نعيش ذكراها في هذه الأيام سفاحوها أيضًا ليسوا مسلمين.

بدأت الحرب ضد المسلمين البوسنيين عام 1992 وانتهت عام 1995 عقب توقيع اتفاقية دايتون، وقد تسببت الحرب بإبادة أكثر من /300/ألف شخص وفق أرقام الأمم المتحدة.

تقع سربرنيتسا شرق البوسنة والهرسك في دولة يوغسلافيا سابقًا.

في /11/ يوليو تموز عام 1995طوق صرب البوسنة المدينة تحت تعليمات السفاح رادوفان كراديتش زعيم صرب البوسنة، ومن ثم حاصروا المدينة وقطعوا عنها الطعام.

وبدأت المذبحة بتمهيد لها وذلك بفصل الرجال عن الأطفال والنساء، واقتيدوا إلى موقع المجزرة، أما النساء، فقتيدوا إلى مخيمات تمهيدًا لاغتصابهن، استمرت تلك المجزرة أربعة أيام والجرافات تهيء لهم المقابر الجماعية، ويتم قتلهم بشكل جماعي، ومن سنحت له الفرصة للهروب من تلك المجزرة كانت الغابات هي الخيار الأوحد للنجاة بحياتهم رغم أنها كانت تشكل خطرًا هي الأخرى حيث كانت مليئة بالألغام، وكل هذا كان يتم أمام قوات حفظ السلام الأممية التي كانت تسلم كل من يلوذ إليها فرارًا من القتل إلى السفاح كي يذبحه.

وقد كانت ضحية هذه المجزرة /8/ ثمانية آلاف شخصًا خلال أربعة أيام.

وفي عام 2005 اعتبر أمين عام الأمم المتحدة أن ضحايا سربرنيتسا تم قتلهم بطريقة متعمدة وممنهجة واعتبر أن هولندا( التي أرسلت الأمم المتحدة قوات منها لحماية المسلمين فساعدت في قتلهم) مسؤولة عن تلك المجزرة بتواطؤها عن حماية المدنيين، وفي المقابل تبرئ الأمم نفسها من مسؤوليتها في المذبحة وتحاول غسل يديها الملطخة بدماء المسلمين في تلك المذبحة.

ستبقى هذه المجزرة عار على جبين الإنسانية، وعلى الغرب الديمقراطي المتحضر، ولن تغفر لهم تسويغاتهم التي يحاولون عبثًا سوقها.   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى