مقالات

نحو تحرير العقل المسلم

محمد عماد صابر

برلماني مصري سابق
عرض مقالات الكاتب

العقل المسلم ،، كيف يشكل ،، كيف يفكر ،، كيف يخطط ،، كيف يعمل وينتج ،، وبأي مستوي جودة .. وما هي القيود والكوابح المعطلة وعليه أن يتحرر منها ،، جملة من التساؤلات شغلت بعض المفكريين الإسلاميين قديما وحديثا وكتب فيها العديد من المقالات والأبحاث والكتب ..

لماذا العقل المسلم،، حتى لا تكون هناك حساسية في غير موضعها ،، لأنه يمتلك مشروعا حضاريا تغييريا،، ثبتت كفاءته وصلاحيته قرونا .. ثم كان ما نعيش ونلمس .. وبالتالي لابد أن يمتلك عقلا يكافئ المشروع ،، أو على الأقل يملك عقلا يمكنه من الإفادة الواقعية من كم المعارف والمعلومات والتجارب العالمية المتاحة ..

نعود للمقصود ،، وهو تحرير العقل المسلم من معوقات انطلاقه ومنها ،،

(1) المسلمات الموروثة تراثيا ولا أصل لها في القرآن الكريم ولا السنة المطهرة ،، ومنها الموقف السلبي من النقد أو الناقد .. والنظر إليه بعين الشك والريبة … ومنها عدم قبول الآخر والتعامل معه بخصومة وعداء أو وصاية واستعلاء .. ومنها ما يسمي استعلاء الإيمان الذي تحول إلي استعلاء المؤمن .. وهكذا ،،

(2) الخلط بين الإخفاق والقدر ،، قدر الله غيب لا نعلمه إلا بعد نفاذه ،، فعندما تأتي النتائج مغايره للهدف أو المقصود ،، يقول قدر الله علينا ،، ولو أحسن الأخذ بالأسباب لتحققت النتائج وكأن قدر الله بتحقق الهدف ،، فتعليق الإخفاق وعدم تحقق النتائج يعود إلى مخالفة الأسباب وليس لقدر الله علينا بالفشل ،،

(3) التبعية والتقليد الفكري والثقافي … حين تم استعارة الأحكام عن المواقف والاشخاص والأفكار من الغير دون البحث والدراسة الذاتية .. وتبني نظريات عامة قد تناسب من طرحها .. لكن بكل تأكيد لا تصلح للتعميم وكأنها قانون كوني .. علي غرار نظرية المؤامرة .. الموقف الفكري من التيارات الفكرية الأخري . بل الموقف من بعض المفكرين والأدباء الذين لهم مكانة عالمية إلا في عقول هؤلاء .

(4) غياب النطرية النقدية … ويقصد بها جملة المواصفات والمعايير التي توزن بها الأفكار والممارسات والمهام … فما وافق منها مر وما خالفها سقط … النظرية النقدية ليست مجرد رأي ناقد .. بل هي منظومة معيارية متكاملة ..

(5) ثقافة إما التطابق والوفاق أو التنافر والشقاق .. إن لم تكن مثلي ومعي .. فأنت خصمي وضدي .. وهي ثقافة الاشتباك الخشن دون داع أو عائد

(6) المسكتات ،، وهي جملة من الشعارات العامة قد تصلح في موقف و لا تصلح في عشرات المواقف ،، لكنها تستخدم لإسكات الآخرين بداعي الحكمة ،، أو الهروب من الإجابات على الأسئلة الحرجة ،، منها ،، ليس كل ما يعرف يقال ،، أهل مكة أدرى بشعابها ،، اسكت تسلم .. وهكذا

(7) الرفض أو الاستعلاء … ومنه عدم قبول الآخر والتعامل معه بخصومة وعداء .. وفي أحسن الأحوال يقال استيعاب الآخر .. وهو مفهوم عليه أكثر ما له .. فيه نوع الاستعلاء والوصاية .. والأفضل منهما تقدير وتثمين الآخر .. وليحتفظ كل منا بمشاعره لنفسه ..

(8) غلبة التبرير والدفاع ،، لإثبات صحة وسلامة الأحداث والمواقف والأراء ،، فيكون الشقاق مع الآخر ويكون حرمان النفس من التقويم والتصحيح والمراجعة ،، وهنا يعيش العقل في عالمه الخاص بمعاييره الخاصة معزولا ،،

(9) غياب المراجعة والتقييم ،، رغم كونها مسلمة قرآنية ونبوية ،، لكنه يري نفسه الأصوب لمرجعيته الدينية ،، وهذا خلط بين عصمة النص وعصمة المؤمن بالنص ،، فيحرم نفسه الإفادة والاستفادة ،، ويعطل طاقات وموارد وثروات

(10) الانتقائية و التعميم ،،، حين يختزل الأشخاص والأفكار والمعتقدات أوالكيانات ،، في صفحة واحدة من تاريخهم أو سيرتهم ،، ويغض الطرف بقصد أو بجهل عن باقي الصفحات ،، ثم يعمم هذه الصفحة غير اللائقة ليصل إلى ما يريد من التشويه والتشكيك ،، وهذه تنافي الأمانة العلمية والقيم الأخلاقية رغم أنه عقل قيمي وأخلاقي ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى