بحوث ودراسات

السياسة الأميركية تجاه الثورة السورية 5 من 5

د. قصي غريب

كاتب وأكاديمي سوري
عرض مقالات الكاتب

6 – تجريم الإسلام والأكثرية واتهامهم بالإرهاب

منذ القرن السابع الميلادي ارتبط الإسلام بجانبه العقدي وثقافته وحضارته المتميزة بالعرب وتاريخهم، فالنبي محمد عربي، ومن جزيرة العرب خرجت جيوش الفتح الإسلامي، والدولة الإسلامية التي تنقلت في عواصم مختلفة – المدينة ودمشق وبغداد – كانت السلالات الحاكمة عربية، واستطاعت الدولة الإسلامية أن تهضم كل الثقافات التي تكون النسيج المجتمعي لها، ومنها نشأت الحضارة العربية الإسلامية، ولذلك أصبح الإسلام جزءاً مهماً في تكوينهم وإلهامهم كقوة دافعة وواقية، وميزة لهم، ومن ثم محل اعتزازهم وفخرهم وكبريائهم، وهذا ما دفع المستشرق برنارد لويس إلى القول([84]) : ” هناك شيء ما في الثقافة الدينية الإسلامية ألهم حتى أولئك الناس الأكثر تواضعاً وسذاجة شعوراً بالكرامة والاحترام والتعالي تجاه الآخرين بشكل نادر جداً، قل أن نجحت الحضارات الأخرى في تحقيقه ” .

ومنذ أن ظهر الإسلام فقد شكل خطراً على أوربا المسيحية، وقد نظروا إليه على أنه (دين مبتدع مزيف نشر بقوة السيف)([85])، إلى جانب نظرة من العداء والخوف تعود لدوافع دينية ونفسية وسياسية، وشعوراً بأن الإسلام يمثل منافساُ وتحدياً للمسيحية، وقد استمر هذا الخوف حتى بعد أن دخل المسلمون مرحلة الانحطاط، والغرب مرحلة النهضة([86]).

هذا الموقف السلبي من الإسلام والمسلمين عمم في الغرب المسيحي، وعززت ذلك الثقافة المعادية لهم، وبما أن معظم الأميركيين قد وصلوا إلى الأرض الجديدة من أوربا حاملين معهم الثقافة والمعتقدات والمشاعر الجماعية والرواسب الفكرية، ومنها كراهية الإسلام والمسلمين، والخوف والنفور منهم كأعداء([87]). فالموقف والصورة السلبية عن الإسلام والمسلمين التي ورثها الأميركيون من أوربا، أضافوا إليها عناصر أميركية متأثرة بالإنجيل الذي يصورهم بطريقة سلبية جداً([88]) .

        ومن الجدير بالإشارة أن الأميركيين قد بدأوا في القرن التاسع عشر الاتصال بالعرب عن طريق المبشرين الذين يرسلون التقارير، ويؤلفون الكتب، وكانت على العموم لها أثار سلبية على الجمهور الأميركي، وعلى صناع السياسة الأميركيين([89]) .

وبعد نهاية الحرب الباردة وانهيار الأنظمة الاشتراكية في أوربا الشرقية، وتفكك الاتحاد السوفيتي، وتفرد الولايات المتحدة الأميركية بقيادة النظام السياسي الدولي، وبالقرار والفعل في الساحة الدولية، في ظل هذه الأوضاع والظروف الجديدة كان لابد من خلق عدو بديل عن الاتحاد السوفيتي والشيوعية، وذلك لاستمرار المواجهة ، فكان العدو البديل في الاستراتيجية الأميركية الإسلام بكل أبعاده البشرية والفكرية والقيمية والحضارية، وكان من المنظرين لخلق العدو صموئيل هنتنغتون من خلال كتابه ” صدام الحضارات وإعادة بناء النظام العالمي “، حيث عد الحضارة الإسلامية الحضارة الرئيسة المتحدية للغرب([90]). ويبدو من منطلق أن تاريخ هذه الحضارة التي يمثل العرب السنة عقلها، ووجدانها ويدها العاملة، كان ولا يزال حائزاً على قدر كبير من مكونات التحدي ومؤهلات التفوق .

وقد جاءت هجمات تنظيم القاعدة على الولايات المتحدة في 11 أيلول 2001 لتزيد وترسخ من هذه الثقافة العدائية ضد الإسلام والمسلمين والعرب، وقد عمل الإعلام الأميركي وبعناية فائقة على تعزيز الخوف من الإسلام والمسلمين والعرب، وصناعة الرهاب من الإسلام أو ما يسمى ” الإسلاموفوبيا “([91]) .

وعندما اندلعت الثورة السورية، ولغياب المجتمع المدني، وثقافته وآلياته بسبب الاستبداد وفرض حالة الطوارئ المزمنة على البلاد، فقد وجد الثائرون ضالتهم بالمساجد، باعتبار المسجد في التاريخ العربي الإسلامي ليس مكاناً لممارسة العبادة فحسب، بل منارة لتلقي العلم، ودعوة لرد الأذى الذي تتعرض له الأمة في أثناء المحن، وقد لجأ إليه الرئيس جمال عبد الناصر واعتلى منبره للتعبئة والتحشيد لرد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، كما أن التظاهرات السلمية وزخمها كان مرتبطاً بيوم الجمعة، حيث يوجد العدد الأكبر من المصلين، فكان الثائرون على اختلاف انتماءاتهم الدينية والأيديولوجية يتجمعون عند أبواب المساجد يوم صلاة الجمعة للانطلاق بالمظاهرات السلمية التي تحولت إلى ثورة لحمل السلاح من قبل المتظاهرين السلميين بسبب استخدام قوات النظام القوة المفرطة ضدهم؛ فانتشرت الكتائب المسلحة المقاتلة التي أطلقت على نفسها الأسماء الرمزية من التاريخ العربي الإسلامي، وحققت الانتصارات على قوات النظام وحلفائه، هذا التوجه بالعودة إلى الإسلام كعامل ملهم وحامل نهضوي، ترى فيه الولايات المتحدة مؤشراً خطيراً، وفرصة سانحة لتشويه الثورة السورية بربطها بالإرهاب، وتجريم الإسلام والعرب السنة بدعوى مكافحة الإرهاب بوصفهم الحامل الطبيعي للإسلام، فواجهت الإدارة الأميركية الحالة بإتباع سياسة غض النظر، وتجاهل الجرائم التي يرتكبها النظام وحلفاؤه ضد الشعب السوري الثائر، وذلك  لخلق فعل وردة فعل مقابل من أجل نشر التطرف والإرهاب في سورية، ومن ثم تبرير الدعوة إلى مواجهة ومكافحة هذا الإرهاب، لأنه يشكل خطراً على استقرار المنطقة، وعلى مصالح الولايات المتحدة فيها، وهذا ما فعلته من خلال اتخاذ جبهة النصرة، وتنظيم الدولة الإسلامية ذريعة للدعوة إلى مكافحة الإرهاب، والحرب عليه، ففي 11 كانون الأول 2012 أدرجت وزارة الخارجية الأميركية جبهة النصرة التي تقاتل النظام وحلفاءه على قائمة المنظمات الإرهابية، باعتبارها اسماً مستعاراً لتنظيم القاعدة في العراق، وعدت العمليات التي أعلنت جبهة النصرة عن مسؤوليتها القيام بها ضد قوات النظام منذ تشرين الثاني 2011 أنها اعتداءات حصلت على تجمعات سكانية، وقد أودت بحياة العديد من أرواح السوريين الأبرياء، وهي تسعى من خلال هذه الاعتداءات إلى تصوير نفسها على أنها جزء من المعارضة السورية المشروعة لمصادرة نضالات الشعب السوري من أجل أغراضها الشريرة الخاصة، وأن الولايات المتحدة اتخذت هذا الإجراء في سياق دعمها الشامل للشعب السوري، لأن توجه جبهة النصرة الطائفي والعنفي يتنافى مع تطلعات الشعب السوري، بما في ذلك الأغلبية الساحقة للمعارضة السورية التي تسعى من أجل سورية الشاملة والجامعة والديمقراطية، والتي أعربت عن رغبتها في قيام حكومة تحترم وتشجع الوحدة الوطنية، والكرامة وحقوق الإنسان، والحماية المتساوية في ظل القانون بصرف النظر عن الديانة والخلفية القومية والجنس، وأن التطرف والإيديولوجية الإرهابية لا مكان لهما في سورية ما بعد الأسد، وينبغي على جميع السوريين أن يرفعوا أصواتهم في وجه تنظيم القاعدة وأمثاله من العناصر المتطرفة([92]).

كما فتح المجال فجأة على مصراعيه أمام تنظيم الدولة الإسلامية للحركة والسيطرة والتمدد على مساحات شاسعة من العراق وسورية، بحيث يبدو في الحسابات العسكرية والاستراتيجية أكبر من حجمه وقوته الحقيقية، وقد رافق ذلك من أجل الإساءة والتشويه للعرب السنة إتباع الغلو في الدين الإسلامي، وإلى أساليب تفتقد إلى السياسة والرشاد، وعدم الاهتمام بأهمية كسب الرأي العام، والحاضنة الشعبية، بحيث تقوم أساليب هذا التنظيم على استخدام الشدة والغلظة، والعنف المفرط الممنهج، فضلاً عن التصوير الإعلامي الدعائي بأسلوب محترف،  وبث تلك المقاطع الهوليودية بحيث يظهر للرأي العام العالمي منفراً ومسيئاً وبعيداً عن تعاليم وأحكام ومبادئ الإسلام الحنيف، لاسيما معاملة الخصوم، والتنكيل بأبناء المناطق التي تم عليها السيطرة في سورية، وكانت محررة من قبل كتائب الجيش الحر، وسار على مبدأ التكفير، فكل الكتائب التي قاتلت النظام وحلفاءه مكفرة بما في ذلك النصرة وأحرار الشام،  كذلك الدخول في معارك دموية معها، في حين كان التنظيم يتجنب الدخول في معارك مع قوات النظام، أما النظام الذي يدعي أنه يحارب الإرهاب فلم يكن يضع على رأس أولوياته خوض المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية نظراً لأنه يعد أكثر نشاطاً في مناطق ذات أهمية ثانوية له فركز جهوده على تهديدات أكبر مثل تلك التي تشكلها جبهة النصرة، ومختلف الكتائب الإسلامية والوطنية في سورية([93]).

كذلك وبسبب أعمال تنظيم الدولة الإسلامية فقد تم إعطاء الذريعة للولايات المتحدة للتهرب من مسؤولياتها وواجباتها الأممية والأخلاقية والإنسانية تجاه ما يحصل للشعب السوري من جرائم إبادة، يقوم بها النظام وحلفاؤه، والتخلي عن الدعوة لرحيل النظام بذريعة محاربة الإرهاب، ولاسيما بعد قيام التنظيم بقتل الصحفي الأميركي جيم فولي، ما دفع الرئيس الأميركي باراك أوباما في 20 آب 2014 إلى إصدار بيان أكد فيه أن حياة جيم فولي تمثل نقيضاً صارخاً لقتلته، وستواصل الولايات المتحدة الأميركية عمل كل ما يجب عليها القيام به لحماية مواطنيها، وستعمل بلا هوادة ولاسيما حين يقوم أناس بإيذاء الأميركيين في أي مكان، وستفعل على تحقيق العدالة، وستتصرف ضد تنظيم داعش من خلال الوقوف إلى جانب الآخرين، ويجب أن يكون هناك جهد مشترك تبذله الحكومات والشعوب في منطقة الشرق الأوسط لاستئصال هذا النوع من السرطان حتى لا ينتشر؛ وأن يكون هناك رفض واضح لهذا النوع من الأيديولوجيات العدمية، وبخاصة أن ثمة شيئاً واحداً يمكن الاتفاق عليه هو أن تنظيماً مثل داعش لا مكان له في القرن الـ 21([94]).

وفي 10 أيلول 2014 ومن أجل تحشيد وتعبئة الشعب الأميركي ضد الإسلام والمسلمين والعرب باسم مواجهة الإرهاب، خاطبه الرئيس باراك أوباما بخطة للقضاء على الإرهاب المتمثل بتنظيم الدولة الإسلامية، فأكد أن الولايات المتحدة ما زالت تواجه تهديداً إرهابياً، وأن أشد التهديدات تأتي من الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، حيث تستغل الجماعات المتطرفة المظالم لتحقيق مغانم خاصة لنفسها، وإحدى تلك الجماعات هي داعش التي تلقب نفسها بـالدولة الإسلامية، وهي كانت في السابق تنظيماً تابعاً للقاعدة في العراق، وقد استغلت الفتنة الطائفية، وحرب سورية الأهلية، لاجتياح أراض على جانبي الحدود العراقية السورية، وتمارس قسوة ليس لها نظير، فهم يعدمون الأسرى ويفتكون بالأطفال، ويستعبدون ويغتصبون النساء ويجبرونهن على الزواج، كما أنهم هددوا أقلية دينية بالإبادة، وفي أعمالهم الوحشية قضوا على صحفيين أميركيين، وأعلن أن الولايات المتحدة ستقود تحالفاً عريضاً لرد هذا التهديد الإرهابي على أعقابه، وذلك من خلال استراتيجية شاملة ومستدامة لمكافحته عبر القيام بحملة منظمة من الضربات الجوية ضده؛ وزيادة الدعم للقوات التي تقاتله في الميدان، ومواصلة الاعتماد على القدرات الهائلة للولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب منعاً لهجماته، ومواصلة توفير مساعدات إنسانية للمدنيين الأبرياء الذين شردتهم هذه المنظمة الإرهابية، ولكن استئصاله سيستغرق فترة من الزمن([95]) .

وفي 10 أيلول 2014 أصدر البيت الأبيض بياناً حول الاستراتيجية الأميركية لمجابهة تنظيم الدولة الإسلامية، أكد فيه على أنه يشكل خطراً على شعبي العراق وسورية، وعلى الشرق الأوسط،  فضلاً عن خطره على المواطنين الأميركيين، وحلفاء الولايات المتحدة، ومصالحها في المنطقة، وإذا ترك دون رادع يشكل خطراً متفاقماً يتجاوز تلك المنطقة ليشمل الولايات المتحدة؛ ولذلك سيكون الهدف هو الحد من قدراته وتدميره في نهاية المطاف، وذلك من خلال استراتيجية شاملة ومستدامة لمكافحة الإرهاب، بحيث لا يعود هذا التنظيم خطراً على العراق والمنطقة والولايات المتحدة وشركائها، وإن تحقيق هذا الهدف يكون من خلال استراتيجية قائمة على ائتلاف قوي من الشركاء الإقليميين والدوليين، يقوم على بناء القدرات والطاقات للشركاء في المنطقة، ولاسيما دعم ما أطلق عليه الحكم الرشيد والفعال في العراق، من أجل القدرة على مواصلة شن حملة مستدامة وناجعة وطويلة الأمد ضد التنظيم، وقد أعلن الرئيس أنه سيرسل 475 جندياً أميركياً إلى العراق لدعم القوات العراقية والكردية بالتدريب والاستخبارات والعتاد والمشورة؛ وأيضاً قرر الرئيس أن يطلب من الكونجرس توفير دعم للمعارضة السورية، بحيث تستطيع صد قوات داعش، وقوات نظام الأسد في سورية، وفي الوقت نفسه السعي إلى حل الأزمة السورية حلا نهائياً بالطرق السياسية، وأكد أن طبيعة تهديد تنظيم الدولة الإسلامية يتطلب وجود صندوق للشركاء في مكافحة الإرهاب فيه 5 بلیون دولار، يمكن من تدريب وبناء القدرات، وتوفير الدعم للدول الشريكة في الخطوط الأمامية لمكافحة التهديدات الإرهابية، ويشمل التمويل المخصص للصندوق مبلغاً قدره 500 مليون دولار لبرنامج وزارة الدفاع الخاص بتدريب وتجهيز المعارضة السورية، وبلیون دولار لدعم قدرة الدول المجاورة لسورية، وتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية عن داعش، وإعاقة مصادر تمويلها، وكشف الطبيعة الحقيقية لها، وعرقلة تدفق المقاتلين الأجانب، وحماية الولايات المتحدة، والدعم الإنساني للنازحين والمستضعفين في العراق وسورية([96]).

وفي 23 أيلول 2014 أصدر البيت الأبيض بياناً للرئيس باراك أوباما حول بدء الضربات الجوية ضد أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية في سورية؛ حيث ورد فيه([97]) : ” بناء على أوامري، بدأت القوات المسلحة الأميركية شن ضربات ضد أهداف لتنظيم داعش في سورية، ولقد انضم لنا في هذا الإجراء أصدقاؤنا وشركاؤنا – المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والأردن، والبحرين، وقطر،  وإن أميركا تعتز بالوقوف جنباً إلى جنب مع هذه الدول بالنيابة عن أمننا المشترك “.

وفي 24 أيلول 2014 ألقى الرئيس باراك أوباما كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعلى الرغم من ادعاء الولايات المتحدة على ضرورة عدم ربط الإرهاب بأي دين أو جنسية أو حضارة، إلا أنه اختزل الإرهاب بالعالم الإسلامي، وحذر فيها من التطرف العنيف الذي يجتاح الكثير من مناطقه، ولكنه رفض وجود صدام بين الحضارات، وأنه ينبغي على المجتمع الدولي مجابهة هذا التحدي أولاً بالحد من قدرات داعش، ومن ثم تدميرها في نهاية المطاف، وذلك من خلال مساندة العراقيين والسوريين الذين يقاتلونها لاستعادة ديارهم، وستستخدم القوة العسكرية الأميركية في حملة ضربات جوية لرد داعش على أعقابها، وستقوم بتدريب القوات التي تحارب هؤلاء الإرهابيين في الميدان، وتزويدها بالعتاد، كما سيتم العمل من أجل قطع مصادر تمويلهم، ووقف تدفق المقاتلين إلى المنطقة ومنها، وثانياً لقد حان الوقت للعالم وبخاصة مجتمعاته الإسلامية أن ترفض بكل جلاء وبشدة وبثبات عقيدة منظمات من أمثال القاعدة وداعش، فأحد واجبات كل الديانات العظيمة التوفيق بين التدين والعالم العصري المتعدد الثقافات، وثالثاً يجب معالجة الصراع الطائفي الذي يولد الظروف التي يتغذى عليها الإرهابيون، ورابعاً ينبغي على دول العالمين العربي والإسلامي أن تركز على الإمكانات الاستثنائية لشعوبها، وبخاصة الشباب([98]).

ولكن الحرب التي تشنها الولايات المتحدة للحد من قدرات تنظيم الدولة الإسلامية وتدميره في نهاية المطاف بدعوى مكافحة الإرهاب، الغرض الحقيقي منها هو تحجيم وتهميش العرب السنة، ووأد الثورة السورية وروحية التغيير في العالم العربي، والقضاء على التنظيمات والقيادات الثورية السورية الوطنية التي لا تعمل بأجندات خارجية باسم مكافحة الإرهاب وجذب المزيد من الجهاديين الإسلاميين من كل دول العالم إلى سورية من أجل تصفيتهم، والتخلص من مخزون الأسلحة الأميركية القديمة التي ستخرج من الخدمة بعد مدة والحصول على ثمنها من الحلفاء، وجعل الأراضي السورية ميدان اختبار لتجربة أسلحة جديدة، ومحاولة إنشاء نظام إقليمي جديد يكون أكثر موالة للولايات المتحدة من سابقه الذي لم يعد ذا جدوى ضمن المعطيات الحالية، وإقامة نظام جديد في سورية يتشكل من النظام والمعارضة الضعيفة، على أساس قومي وطائفي، يكون أكثر تبعية من النظام الحالي، وكذلك استعراض قوة جديد للولايات المتحدة أمام كل الخصوم.

7 – تمكين أصحاب القدرات السياسية المحدودة

قامت السياسة الأميركية ومن خلال حلفائها الإقليميين على تمكين الكثير من أصحاب القدرات السياسية المحدودة، حيث لم يعرف عنهم بأنهم من النخب السياسة والثقافية السورية، ولا من معارضي النظام واستبداده، تنقصهم المعرفة والدراية، والخبرة بالسياسة، والعلاقات الدولية، وإدارة الدولة، وجعلهم في الواجهة السياسية والإعلامية كممثلين للثورة السورية([99]).

لقد كانت حالة تمكين أشباه السياسيين من تسلم الحكم والسلطة وإدارة الدولة قد أسست لها الولايات المتحدة بعد غزو العراق، من أجل إضعاف ومن ثم تفكيك الدولة، وبعد اندلاع الثورة السورية، ومن ثم تصاعدها، وتشكل نوع من الوعي الثوري الذي يذهب باتجاه إسقاط النظام الطائفي، وبناء دولة المواطنة، شعرت الإدارة الأميركية بأن ثمة انفلاتاً من الهيمنة الأميركية على المنطقة عبر البوابة السورية، ولهذا سارعت إلى محاولة إظهار نفسها بأنها داعمة لتطلعات الشعب السوري الثائر،  فدعت إلى تشكيل معارضة موحدة، وفي واقع الأمر أرادت إفشال الثورة السورية، وإطالة عمر النظام، وذلك بأنها لم تقم بسحب اعترافها به، كما أنها منعت كل أسباب الدعم الحقيقي للثوار على الأرض، واكتفت بما سمته بالمساعدات غير الفتاكة([100]).

إن تشكيل معارضة سياسية، يسيطر عليها أصحاب القدرات المحدودة من الجهلة بالسياسة، والعلاقات الدولية، وإدارة الدولة، كان الغاية منها إسقاطهم في أعين العالم، والشعب السوري، من أجل إعادة إنتاج النظام بطرح الحل السياسي بناء على بيان جنيف 1، وقد بدأ التأسيس لتمكينهم منذ قيام المجلس الوطني السوري، وترسخ بتشكيل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية برعاية أميركية، فأغلبية الذين دخلوا فيه ليس على أساس الكفاءة السياسية والانتماء الوطني أو الحزبي أو الأيديولوجي؛ وإنما على أساس الانتماء القومي والمذهبي والعشائري والمناطقي، وبعد تشكيل الائتلاف الوطني أصدرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً في 14 تشرين الثاني 2012 تهنئ فيه الولايات المتحدة ممثلي الشعب السوري على تشكيل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية؛ وتتطلع قدماً إلى دعمه، وهو يقوم برسم مسار من شأنه وضع نهاية لحكم الأسد الدموي، وبدء مستقبل سلمي وعادل وديمقراطي، يستحقه جميع أبناء الشعب السوري([101]).

ولكن سرعان ما ظهر الائتلاف الوطني بأنه تشكيل يهيمن عليه أفراد يتصفون بالجهل السياسي والفساد والأنانية، متعطشين للوجاهة والسلطة، ويسعون الى تحقيق مصالحهم الخاصة، ومصالح الداعمين الإقليميين والدوليين لهم، وليس تحقيق أهداف الثورة السورية، ومصلحة الشعب السوري، فهم يهدرون الكثير من الجهد والوقت في الصراع مع بعضهم بعضاً حول مسائل هامشية من أجل الحصول على مكاسب لا معنى لها بسبب افتقارهم لمواصفات القيادة الوطنية وللمأسسة والتنظيم، وكذلك للاستراتيجية، أو أية سياسة محددة الملامح تجاه التعامل مع الداخل السوري، والمجموعة الدولية والإقليمية، ولم يستطيعوا القيام بواجبهم الوطني من خلال عدم الوفاء بالوعود التي قطعوها للثورة والثوار، فضلاً عن أنهم لم يتخذوا الموقف الوطني المسؤول في تعرية وفضح سياسة الوعود التي تفتقد إلى المصداقية المتبعة مع الثورة السورية من قبل ما يسمى بأصدقاء الشعب؛ وبخاصة الولايات المتحدة، ولذلك أصبحوا لا قيمة وطنية لهم، ولا يمثلون أحداً، والأشخاص الذين قادوا الائتلاف ومعهم رئيس ما يسمى بالحكومة المؤقتة يمثلون دليلاً صارخاً على تمكين أصحاب القدرات المحدودة، مع تغييب متعمد لأهل الخبرات والكفاءات الوطنية، وهذا ما دفع الرئيس باراك أوباما إلى التهكم بمثل هذه المعارضة([102]) : ” لقد قضينا الكثير من الوقت ونحن نعمل مع المعارضة المعتدلة في سورية، لكن لا يمكن لمزارعين وأطباء أسنان، لم يسبق لهم أن حاربوا أن يتغلبوا على نظام الأسد، والمجموعات الجهادية “.

وعلى الرغم من هذا فقد ظلت الإدارة الأميركية تدعم ما سماهم الرئيس أوباما بالمزارعين وأطباء الأسنان، وهذا يدل على أن السياسة الأميركية مع الثورة السورية ذات وجهين ويبرز التناقض في تصريحات الإدارة الأميركية، ففي 8 أيار 2014 أكد وزير الخارجية جون كيري على التزام الولايات المتحدة بدورها في دعم المعارضة المعتدلة في جهودها الرامية إلى توفير صوت شرعي يعبر عن تطلعات وآمال الشعب السوري؛ وإن ائتلاف المعارضة السورية هو مؤسسة شاملة ومعتدلة ملتزمة بالشعب السوري، وحماية جميع الناس وجميع الأقليات، وجميع الحقوق داخل سورية،  فقد عبر ائتلاف المعارضة السورية عن أصوات جميع السوريين الذين تعرضوا للاضطهاد من جانب النظام على مدى عقود من الزمن([103]).

الخاتمة

وبناء على ما تقدم من هذه الدراسة فإننا نخلص :

إن الانتفاضات والثورات التي اندلعت في بعض دول العالم العربي، وبخاصة في سورية قد فاجأت الولايات المتحدة، وما حصل ليس لها يد فيه، إنما يعود لإرادة شعوبها وقد اعترف بذلك الرئيس الأميركي.

كما أن غزو أفغانستان والعراق من قبل الولايات المتحدة، والخسائر البشرية والمالية التي تكبدتها القوات الأميركية فيهما، دفعتها إلى تجنب الدخول بحرب جديدة ولاسيما في سورية.

وإن السياسة الخارجية الأميركية تقوم على اعتماد الرؤى الفكرية التي يكتبها علماء السياسة الصادرة عن مراكز الأبحاث والدراسات الأميركية، خارطة طريق لتحقيق المصالح الأميركية، والتعامل مع الحالة السورية أنموذجاً.

كما أن سياسة الولايات المتحدة هي من شجعت النظام في سورية على ارتكاب الجرائم ضد الشعب السوري، وكان الغرض من هذه السياسة جذب المقاتلين الجهاديين لتبرير الحرب على الإرهاب، ومن أجل تحويل اتجاه هدف الثورة السورية من سقوط نظام الأقلية الطائفي المستبد، وإقامة دولة النظام الديمقراطي، إلى نزاع أهلي طائفي، وحرب ضد الإرهاب بغية إعادة إنتاج النظام وتطبيق ما يسمى بالديمقراطية التوافقية القائمة على المحاصصة القومية والطائفية، وتهميش العرب السنة الذين يشكلون الأكثرية من الحكم والسلطة، وتفضيل الأقليات على الأكثرية بشكل تمييزي، وذلك لربط الأقليات بالولايات المتحدة، والغرب، للتدخل بالشأن السوري، ونزع السلاح الكيميائي السوري وإخراجه من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي، وتحويل اتجاه الصراع في المنطقة من صراع عربي إسرائيلي، إلى صراع عربي فارسي كردي، وتجريم الإسلام والعرب السنة، واتهامهم بالإرهاب بذريعة تنظيم الدولة الإسلامية، وجبهة النصرة، وتمكين أشباه السياسيين لإفشال الثورة السورية.

ولكن هذه الأهداف الاستراتيجية بمقدور الولايات المتحدة كدولة عظمى، وصاحبة القرار الفاعل في الساحة الدولية أن تسعى لتحقيقها، إلا أن تاريخ العلاقات الدولية يؤكد أن النجاح لم يكن دائماً حليفاً لمشروعاتها، وتحقيق أهدافها الاستراتيجية وبخاصة في العالم العربي.

ولذلك سوف يبقى تحديد مستقبل سورية مرتبطاً بإرادة شعبها ونخبها الوطنية التي يجب عليها أن تعمل لتأسيس وإطلاق حملة وطنية ودولية تفضح وتندد بالسياسة الأميركية تجاه الثورة السورية؛ وتحمل الولايات المتحدة الدولة الأعظم مسؤولية ما وصلت إليه الأمور في سورية بسبب سياساتها القائمة على الإصرار على عدم السماح بإسقاط نظام الأقلية الطائفي، ومحاولة إعادة إنتاجه، من خلال الحل السياسي، ومخرجات جنيف 1، الذي يبقي على مؤسسات النظام العسكرية والأمنية، كما تدعوها إلى مراجعة سياساتها تجاه الثورة السورية، والشعب السوري وترك المجال له لتقرير مصيره واختيار نظامه السياسي.

[1] د. هالة مصطفى، محاضرة وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس بالجامعة الأميركية بالقاهرة، الموقع على الانترنت :

http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=815019&eid=1894

[2] قصي غريب، الربيع العربي صناعة شعبية عربية وليس أميركية، الموقع على الانترنت :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=293584

[3] المصدر نفسه .

[4] مروان بشارة، أهداف الولايات المتحدة واستراتيجيتها في العالم العربي، سياسات عربية، العدد 1، آذار 2013، ص 1، الموقع على الانترنت :

http://www.dohainstitute.org/file/Get/0184e884-a9b2-410c-bd65-ddad1d3eacc1.pdf

[5] محمد السعيد إدريس، أمريكا والعراق والربيع العربي، الموقع على الانترنت :

http://www.alarabiya.net/views/2011/06/04/151739.html

[6] روبرت ساتلوف، محور الرئيس أوباما الدقيق: من أبوت أباد إلى رياح التغيير العربية، الموقع على الانترنت :

http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/president-obamas-delicate-pivot-from-abbottabad-to-the-arab-winds-of-change

[7] محمد المنشاوي، الرؤية الإستراتيجية الأميركية للثورات العربية، الموقع على الانترنت :

http://www.alzaytouna.net/permalink/5596.html

[8] قصي غريب، الربيع العربي صناعة شعبية عربية وليس أميركية، مصدر سبق ذكره.

[9] نص خطاب الرئيس أوباما حول سياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الموقع على الانترنت :

http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2011/05/20110519180857×0.3721995.html#axzz3fWvCAjI6

[10] المصدر نفسه.

[11] محمد ماضي، الانسحاب الأميركي من العراق: هزيمة استراتيجية ونهاية لهيمنة قوة عظمى، الموقع على الانترنت :

http://www.swissinfo.com/

[12] نص بيان الرئيس أوباما حول سورية، الموقع على الانترنت :

http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2013/08/20130831282088.html#axzz3VYKLBOQM

[13] كلمة الرئيس أوباما إلى الأمة حول أهمية الوضع في سورية، الموقع على الانترنت :

http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2013/09/20130911282582.html#axzz3ea9qyOcv

[14] خطاب الرئيس أوباما في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الموقع على الانترنت :

http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2013/09/20130925283464.html#axzz3OPRev24z

[15] مقتطفات من خطاب الرئيس أوباما حول حالة الاتحاد للعام 2015، الموقع على الانترنت :

http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2015/01/20150123313140.html#axzz3VYKLBOQM

[16] نص خطاب الرئيس أوباما حول سياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مصدر سبق ذكره.

[17] Daniel Pipes : The argument for Assad If the Syrian regime falls now, worse rogues will win , Thursday, April 11, 2013

http://www.washingtontimes.com/news/2013/apr/11/pipes-argument-assad/

[18] Anthony H. Cordesman , Syria, Geneva II, and the Era of “Least Bad Options” , JAN 22, 2014 الموقع على الانترنت :

http://csis.org/publication/syria-geneva-ii-and-era-least-bad-options

انتوني كوردسمان، سورية وجنيف 2 وعصر أقل الخيارات سوءاً، المستقبل العربي، عدد 421، بيروت، آذار 2014، ص 215 – 219، الموقع على الانترنت :

http://www.caus.org.lb/Home/publication_popup.php?ID=5020&MediaID=2

[19] غريغوري غوس، ما وراء الطائفية : الحرب الباردة الجديدة في الشرق الأوسط، ص 2، الموقع على الانترنت :

http://www.brookings.edu/~/media/research/files/papers/2014/07/22-beyond-sectarianism-cold-war-gause/arabic-pdf.pdf

[20] توماس باركر، الديمقراطية والمصالح الأميركية في الشرق الأوسط، الموقع على الانترنت :

http://fikraforum.org/?p=6173&lang=ar

[21] باتريك سيل، الصراع على سورية: دراسة للسياسة العربية بعد الحرب 1945 – 1958، ص 3، الموقع على الانترنت :

https://docs.google.com/file/d/0B1hVHp4YpIKoNjlPZFRZRThqWHc/edit?pli=1

[22] مايلز كوبلاند، لعبة الأمم، تعريب مروان خير، الطبعة الأولى، ( بيروت، مكتبة الزيتونة، 1970 )، ص 73.

[23] قصي غريب عليوي، السياسة الخارجية الأميركية تجاه سورية في المدة الواقعة بين 1989 – 2004، اطروحة دكتوراة غير منشورة مقدمة إلى مجلس كلية العلوم السياسية – جامعة بغداد، 2007، ص 14 – 26.

[24] سليم حداد، قوات الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في لبنان، الطبعة الأولى، ( بيروت، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، 1981 )، ص 52 – 53 .

[25] جيمي كارتر، دم ابراهام رؤية إلى الشرق الأوسط، ترجمة سامي جابر، بلا طبعة، ( بيروت، دار المروج، 1986 )، ص 103.

[26] بيان حقائق حول المساعدات الإنسانية الأميركية إلى سورية وجيرانها، الموقع على الانترنت :

http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2012/11/20121127139152.html#axzz3gYrewMz2

[27] نص خطاب الرئيس أوباما حول سياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مصدر سبق ذكره.

[28] – بيان حقائق من البيت الأبيض حول إستراتيجية الأمن القومي للعام 2015، الموقع على الانترنت :

http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2015/02/20150209313502.html#axzz3ZmVoKaZ5

[29] بيان الرئيس أوباما عن الوضع في سورية، الموقع على الانترنت :

http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2011/08/20110818104611×0.3939434.html#axzz3X89Gs6SN

[30] – أوباما : استخدام دمشق الكيماوي سيغير قواعد اللعبة، الموقع على الانترنت :

http://archive.arabic.cnn.com/2013/syria.2011/4/27/obama.game.changer

[31] هارون ي. زيلين، سورية مركز الجهاد المستقبلي، الموقع على الانترنت :

http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/syria-the-epicenter-of-future-jihad

[32] بيان حقائق لوزارة الخارجية بشأن مضاعفة المساعدات الأميركية للمعارضة السورية، الموقع على الانترنت :

http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2013/04/20130423146291.html#axzz3ea9qyOcv

[33] الولايات المتحدة تدعم حلاً سياسياً متفاوضاً عليه في سورية ، الموقع على الانترنت :

http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/article/2013/04/20130412145696.html#axzz3glNwUS00

[34] رسالتان متطابقتان مؤرختان 5 تموز 2012 وموجهتان من الأمين العام إلى رئيس الجمعية العامة وإلى رئيس مجلس الأمن ، البيان الختامي الصادر عن مجموعة العمل من أجل سورية – بيان جنيف ، 1 –  S/2012/522 – 2012-07-06 ، الموقع على الانترنت :

http://www.un.org/ar/sc/documents/letters/2012.shtml

[35] قصي غريب، تهافت الحل السياسي في سورية بناء على جنيف 1 ، الموقع على الانترنت :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=463783

[36] نص بيان الرئيس أوباما حول سورية، مصدر سبق ذكره.

[37] – نص كلمة السفيرة باور خلال مناقشة في مجلس الأمن الدولي حول الشرق الأوسط، الموقع على الانترنت :

http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2015/01/20150120313063.html#axzz3gYrewMz2

[38] جيمس جيفري، التعامل مع النجاح في القتال ضدّ داعش، الموقع على الانترنت :

http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/coping-with-success-against-isis

[39] د. ياسين سعد محمد البكري، إشكاليات الديمقراطية التوافقية وإنعكاساتها على التجربة العراقية، الموقع على الانترنت :

http://www.iasj.net/iasj?func=fulltext&aId=9309

[40] نص خطاب الرئيس أوباما حول سياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مصدر سبق ذكره.

[41] رئيس الأركان الأميركي : لا مكان للسنة في العراق وندعم الأكراد بالسلاح والتدريب، الموقع على الانترنت :

https://www.youtube.com/watch?v=mv2Yjtij0eg

[42] رئيس ما يسمى بالحكومة السورية المؤقتة أحمد الطعمة في تسريب صوتي، الموقع على الانترنت :
https://soundcloud.com/field-journal/f2w5xldtj5bx

[43] السفير تنشر محضر لقاء كلينتون بـالمجلس الوطني: غليون يطلب إبلاغ النظام السوري بأن كل الخيارات على الطاولة، الموقع على الانترنت :

http://www.kharejalserb.com/?p=5370

[44] خطاب الرئيس أوباما في الجمعية العامة للأمم المتحدة، 24 أيلول 2013، الموقع على الانترنت :

http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2013/09/20130925283464.html#axzz3OPRev24z

[45] سي آي إيه: واشنطن لا تريد انهيار النظام السوري، الموقع على الانترنت :

http://www.alarab.co.uk/?id=47550

[46] جون كيري : علينا التفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد لإزاحته من السلطة ، الموقع على الانترنت :

http://arabic.cnn.com/john-kerryunited-states-will-have-negotiate-syrian-president-bashar

[47] نص كلمة مساعدة وزير الخارجية باترسون حول السياسة الأميركية تجاه سورية بعد جنيف ، الموقع الانترنت :

http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2014/03/20140328297065.html#axzz3ea9qyOcv

[48] بيان حقائق حول الاستراتيجية الأميركية لمجابهة داعش،الموقع على الانترنت :

http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2014/09/20140912308270.html#axzz3ea9qyOcv

[49] الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، الموقع على الانترنت :

http://www.un.org/ar/documents/udhr/

[50] هند قبوات ناشطة مسيحية تدافع عن السنة أمام الكونغرس الأميركي ، الموقع على الانترنت :
https://www.youtube.com/watch?v=WhZDVUQfgw4

[51] بيان حقائق : تنفيذ قانون محاسبة سورية واستعادة السيادة اللبنانية للعام ‏2003 ، الموقع على الانترنت

http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2004/05/20040513123602hmkaed0.1571619.html#axzz3ZmVoKaZ5

[52] قصي غريب ، الشعب السوري في ظل الحماية الدولية بموجب القرارين الأممين 2042 و 2043 ، الموقع على الانترنت :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=311300

[53] بيان البيت الأبيض حول استخدام الحكومة السورية الأسلحة الكيماوية 30 آب 2013، الموقع على الانترنت:

http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2013/08/20130830282059.html#axzz3ZmVoKaZ5

[54] نص بيان الرئيس أوباما حول سورية ، مصدر سبق ذكره.

[55] رسالة مؤرخة ١٩ أيلول ٢٠١٣ من الممثلين الـدائمين للاتحـاد الروسـي والولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة إلى الأمين العام ، الموقع على الانترنت :

http://repository.un.org/bitstream/handle/11176/24343/A_68_398-AR.pdf?sequence=1&isAllowed=y

[56] القرار ٢١١٨ الذي اتخذه مجلس الأمن في جلسته ٧٠٣٨ المعقودة في ٢٧ أيلول ٢٠١٣، الموقع على الانترنت :

http://www.un.org/ar/sc/documents/resolutions/2013.shtml

[57] بيان للرئيس أوباما حول استكمال تدمير الأسلحة الكيميائية السورية المعلنة على متن السفينة م/ف كيب راي، الموقع على الانترنت :

http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2014/08/20140819305963.html#axzz3ea9qyOcv

[58] بيان للوزير كيري حول تدمير أسلحة سورية الكيميائية المعلن عنها ، الموقع على الانترنت :

http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2014/08/20140819305969.html#axzz3dYP33Gqy

[59] مازن الرمضاني، العلاقة العراقية الإيرانية، الموقع على الانترنت :

http://www.dohainstitute.org/release/232a0cb2-70bd-4555-8186-6176c61cfbd5

[60] وزير إيراني سابق: نسيطر على 4 عواصم عربية، الموقع على الانترنت :

http://www.alarabiya.net

[61] المصدر نفسه.

[62] المصدر نفسه .

[63] المصدر نفسه .

[64] نص وثيقة البيت الأبيض حول الخواص المحددة للعمل بشأن البرنامج النووي الإيراني ، الموقع على الانترنت:

http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2015/04/20150403314542.html#axzz3f9WgdBpa

[65] Secretary Kerry : July 2015 » Press Availability on Nuclear Deal With Iran

http://www.state.gov/secretary/remarks/2015/07/244885.htm

[66] قصي غريب عليوي، السياسة الخارجية الأميركية تجاه سورية في المدة الواقعة بين 1989 -2004، اطروحة دكتوراة غير منشورة مقدمة إلى مجلس كلية العلوم السياسية – جامعة بغداد ، 2007 ، ص 164 – 170 .

[67] وزير الدفاع الأميركي بانيتا يقول : إيران تزيد دعمها لنظام الأسد ، الموقع على الانترنت :

http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/article/2012/08/20120820134868.html#axzz3gYrewMz2

[68] الولايات المتحدة تصنف 39 مجموعة كمنظمات إرهابية أجنبية ، الموقع على الانترنت :

http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2004/10/20041020151737liameruoy0.7341577.html#axzz3fygca3Hz

[69] اتحاد علماء المسلمين : الإسلام يحرم سفك الدماء ، الموقع على الانترنت :

http://mubasher.aljazeera.net/news/2015/02/2015216163551113276.htm

[70] مخاوف أميركية من تهجير أكراد سورية للعرب والتركمان ، الموقع على الانترنت :

http://www.aljazeera.net

[71] المصدر نفسه .

[72] المصدر نفسه .

[73] المصدر نفسه .

[74] بشير البكر ، الوصفة الأميركية للأكراد ، الموقع على الأنترنت :

http://www.alaraby.co.uk/opinion/2015/6/25/%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B5%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%A3%D9%83%D8%B1%D8%A7%D8%AF

[75] تصريحات أوباما حول خطة القضاء على داعش ، الموقع على الانترنت :

http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2014/09/20140911308076.html#axzz3ea9qyOcv

[76] بيان لوزارة الخارجية حول إدراج جبهة النصرة على قائمة المنظمات الإرهابية ، الموقع على الانترنت:

http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2012/12/20121211139860.html#axzz3fGN2POzw

[77] الولايات المتحدة تفرض عقوبات على داعمين آخرين لجبهة النصرة وتنظيم القاعدة ، الموقع على الانترنت :

http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/article/2014/08/20140826307209.html#axzz3fWvCAjI6

[78] قرارات مجلس الأمن، القرار 2178 الذي اتخذه مجلس الأمن في 24 أيلول 2014، الموقع على الانترنت :

http://www.un.org/ar/sc/documents/resolutions/2014.shtml

[79] بيان حقائق حول قرار مجلس الأمن رقم 2178 الخاص بالمقاتلين الإرهابيين الأجانب، الموقع على الانترنت :

http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2014/09/20140925308895.html#axzz3fGN2POzw

[80] قرارات مجلس الامن، القرار 2161 الذي اتخذه مجلس الامن في 17 حزيران 2014، الموقع على الانترنت :

http://www.un.org/ar/sc/documents/resolutions/2014.shtml

[81] قرارات مجلس الأمن، القرار 2170 الذي اتخذه مجلس الأمن في 15 آب 2014، الموقع على الانترنت :

http://www.un.org/ar/sc/documents/resolutions/2014.shtml

[82] نص بيان السفيرة باور حول اعتماد قرار الأمم المتحدة بشأن العراق وسورية، الموقع على الانترنت :

http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2014/08/20140816305905.html#axzz3fGN2POzw

[83] روبرت ساتلوف، سياسة الولايات المتحدة حيال التهديدات المزدوجة للدولة العربية، الموقع على الانترنت :

http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/american-policy-toward-the-dual-threats-to-the-arab-state

[84] برنارد لويس ، جذور السخط الإسلامي ، من كتاب الإسلام الأصولي في وسائل الإعلام الغربية من وجهة نظر أميركية ، برنارد لويس وإدوارد سعيد ، الطبعة الأولى ، دار الجيل ، بيروت ، 1994 ، ص 29  ، الموقع على الانترنت :

https://docs.google.com/file/d/0B7-qKwQtngv9RUxVcWdERjVaNms/edit?pli=1

[85] Albert Habib Hourani, islamin European thouht, cambridge, New York, Cambridge university press, 1991,pp.7,8,10

[86] إدوارد سعيد ، الإسلام والغرب ، من كتاب الإسلام الأصولي في وسائل الإعلام الغربية من وجهة نظر أميركية ، مصدر سبق ذكره ، ص 35 .

[87] نظام شرابي ، أميركا والعرب ، الطبعة الأولى ، رياض الريس للكتب والنشر ، لندن ، 1990 ،  ص 693 .

[88] د. ميخائيل سليمان ، صورة العرب في عقول الأميركيين ، ترجمة عطا عبد الوهاب ، الطبعة الأولى ، مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت ، 1987 ، ص 24 .

[89] – المصدر نفسه ، ص 25 .

[90] صموئيل هنتنغتون ، صدام الحضارات وإعادة  بناء النظام العالمي ، تعريب د. مالك عبيد أبو شهيوة – د. محمود محمد خلف ، الطبعة الأولى ، الدار الجماهيرية ، مصراته ، 1999 ، ص 335 .

[91] – خالد سليمان ، ظاهرة الإسلاموفوبيا : قراءة تحليلية ، الموقع على الانترنت :

http://www.asharqalarabi.org.uk/markaz/m_abhath-56.htm

[92] بيان لوزارة الخارجية حول إدراج جبهة النصرة على قائمة المنظمات الإرهابية ، الموقع على الانترنت :

http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2012/12/20121211139860.html#axzz3ea9qyOcv

[93] جيفري وايت، العمليات العسكرية للنظام السوري ضد تنظيم الدولة الإسلامية، الموقع على الانترنت :

http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/syrian-regime-military-operations-against-isis

[94] بيان الرئيس أوباما حول مقتل الصحافي الأميركي على يد تنظيم داعش الإرهابي، الموقع على الإنترنت :

http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2014/08/20140820306027.html#axzz3ea9qyOcv

[95] تصريحات أوباما حول خطة القضاء على داعش، الموقع على الانترنت :

http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2014/09/20140911308076.html#axzz3ea9qyOcv

[96] بيان حقائق حول الاستراتيجية الأميركية لمجابهة داعش ، مصدر سبق ذكره.

[97] بيان للرئيس أوباما حول الضربات الجوية ضد أهداف لداعش في سورية ،الموقع على الانترنت :

http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2014/09/20140923308776.html#axzz3ea9qyOcv

[98] مقتطفات من كلمة الرئيس أوباما في الدورة الــ 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة ، الموقع على الانترنت :

http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2014/09/20140924308849.html#axzz3ea9qyOcv

[99] مقابلة مع ميشيل كيلو ، الموقع على الانترنت :

http://all4syria.info/Archive/232329

[100] بيان حقائق حول المساعدات المقدمة من الحكومة الأميركية للشعب السوري ، الموقع على الانترنت :

http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2013/03/20130305143706.html#axzz3frUVSDux

[101] بيان وزارة الخارجية الأميركية حول تشكيل ائتلاف المعارضة السورية، الموقع على الانترنت :

http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2012/11/20121114138629.html#axzz3fWvCAjI6

[102] أوباما : لا يمكن لمزارعين وأطباء أسنان أن ينتصروا على الأسد!، الموقع على الانترنت :

https://orient-news.net/index.php?page=news_show&id=79520

[103] مقتطفات من تصريحات كيري قبل اجتماعه برئيس ائتلاف المعارضة السورية ، الموقع على الانترنت :

http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2014/05/20140509299010.html#axzz3fWvCAjI6

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. جزاكم الله خيرا على هذا الشرح الوافي لواقع السياسة الأمريكية إلى الآن نرى أن الأمور تسير كما ترسم الولايات المتحدة الأمريكية وتخطط .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى