ثقافة وأدب

مِنْ شِعْرِ الغربَةِ والشِدَّةِ والمرض

عصام العطّار

مفكر إسلامي
عرض مقالات الكاتب

لقد عِشْتُ حَياتي كُلَّها في خَطَر، ومُحاولاتُ اغتِيالي لم تنقَطِع في سوريّا وفي كُلِّ بَلَدٍ عربيٍّ أو أجنَبيٍّ وُجدْتُ فيه؛ فقد وقفتُ من نُعومَةِ أظفاري ضِدَّ الدِّكتاتوريَّةِ والظُّلمِ والطُّغيان في بلادِنا وفي سائِرِ العالم، ووقفتُ معَ فلسطين وقضايا العربِ والمسلمينَ العادِلَة في كُلِّ مكانٍ من الأرض باليَدِ والقلمِ واللسان، وأخْفَقَتْ مغرِياتُ الدنيا الدّاخلِيَّة والخارجيَّة بمختلفِ مصادرها وأشكالِها وأحجامِها في استِمالَتي وحَرْفي عن طريقي الإسلامِيّ الإنسانِيّ العربيّ الوطنِيّ الحُرِّ المستَقِلّ

الأخطارُ والتحَدِّياتُ الخارجيَّةُ الكبيرَةُ المستمِرَّة في كُلِّ مكانٍ وُجِدْتُ فيه من شرقٍ أو غرب كانت تستثيرُ في نفسي أقصَى درَجاتِ الإباءِ والشُّموخِ والتَّحَدّي وتُعَبِّرُ عن ذلِكَ بعضُ أبياتي في قَصائِدي

كُنَّا الجِبَالَ ثَبَاتاً في مَوَاقِفِنَا

كُنَّا السَّمَاءَ سُمُوّاً في مَعَانِينا

فَوْقَ المَخَاوِفِ لا الإِرْهَابُ يُرْهِبُنَا

فَوْقَ المَطَامِعِ لا الإِغْرَاءُ يُغْرِينا

فَوْقَ الدُّنَا(*) أَبَداً مَا حَطَّ طَائِرُنَا

في أَسْرِ فِتْنَتِهَا أَوْ زَلَّ ماشِينا

فَوْقَ الدُّنَا أَبَداً كَانَتْ مَآمِلُنَا

وَفَوْقَ زُخْرُفِهَا الفَانِي أَمَانِينا

كُنَّا العَقِيدَةَ قَدْ جَلَّتْ وَقَدْ خَلَصَتْ

كُنَّا العَدَالَةَ قَدْ صَحَّتْ مَوازِينا

كُنَّا الشَّمَائِلَ قَدْ طَابَتْ وَقَدْ عَذُبَتْ

فَمَا حَكَتْهَا الصَّبَا طِيباً ولا لِينا

الحمدُ لله وأستغفِرُ الله..

(*) الدُّنا: جَمْعُ الدنيا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى