مقالات

اتفاقية التعاون العسكري والأمني بين النظام وإيران أهدافها.. توقيتها.. رسائلها..

جهاد الأسمر

كاتب ومحامٍ سوري.
عرض مقالات الكاتب

اتفاقية التعاون العسكري والأمني الشامل التي جرى توقيعها اليوم في دمشق بين النظام والجانب الإيراني، والتي وقعها الجنرال محمد باقري قائد أركان الجيش الإيراني،ومن جانب النظام قام بالتوقيع عليها وزير دفاع النظام عبدالله أيوب.

الاتفاقية تمحورت بعدة نقاط كما صرح باقري و هو تقديم المساعدة لتعزيز الدفاعات الجوية السورية،والمحور الثاني تعزيز التعاون بينهما لمواجهة إسرائيل حسب باقري.
ولم ينسَ باقري أن يقول على تركيا إن كان لديها مشاكل فعليها أن تحلها خارج الأراضي السورية وعليها التعاون مع الجانب السوري لتحقيق ذلك.

لم ينسَ باقري أن يجدد تصنيفه القديم بأن على جميع القوات الأجنبية غير الشرعية أن تغادر الأراضي السورية في إشارة منه إلى شرعية وجود قوات بلاده فيها.

تصريحات باقري تحمل الكثير من المتناقضات والمفارقات فأن يتعهد باقري بتقديم المساعدة وتعزيز الدفاعات الجوية السورية في وقت فقهُ الأوليات يقضي أولًا أن يعززواإن كانوا معززي دفاعاتهم من القصف الإسرائيلي اليومي لمواقعهم في سورياوالذي انتقل مؤخرًا إلى عقر دارهم عندما قامت إسرائيل بقصف مفاعل “طنز” النووي،فهي في كل مرة تعزُو ما يصيب منشآتها من قصف تُعزوهُ لتسرّبٍ للغاز فيها،فالأَولى أن تهتم بهذا الجانب من
دفاعاتها قبل أن تهتم بتعزيز دفاعات غيرها.

أما أن يصنّف وجود قواته في سوريا أنه شرعي وعلى جميع القوات الأخرى غير الشرعية أن تغادر سوريا،فهو قد نسي أن النظام الذي أعطى شرعية لقواتهم بالتواجد في سوريا قد سقطت شرعيته منذ أمد طويل والمجتمع الدولي يتعامل معه على هذا الأساس وما عقوبات قيصر وغيره من العقوبات لهو دليل على ذلك.

السؤال ماذا أرادت إيران من هذه الاتفاقية وما هي دلائل توقيتها؟

الاتفاقية جاءت مع سريان تطبيق قانون قيصر والتي صرحت إيران غير مرة أنها ستستمر في تعاونهما مع النظام فبالأمس صرح وكيلها في المنطقة حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله إنه سيواجه قيصر ولديه خيارات لمواجهته.
فتوقيع اتفاقية التعاون العسكري الشامل بين إيران والنظام لاتخلو من “بروبوغاندا”إعلامية تحمل رسائل من مرسل إلى مرسَل إليهم.

فأول المرسل إليهم هي روسيا أنّ لديه البديل عنها وهي إيران،وربما ما دفعه إلى هذا قيام روسيا بتصفية وتحييد الضباط الذين يميلون إلى إيران وجميعنا سمع بالأمس قيام روسيا بالسيطرة على حقل الورد النفطي بدير الزور بعد أن قامت بطرد جميع ميليشيات النظام والميليشيات الإيرانية المتواجدة فيه، وربما تكون الرسالة الثانية إلى أمريكا فيما يخص قانون قيصر الذي اشترط على النظام فك ارتباطه بإيران لتخفيف العقوبات عنه وهو جواب منهأي من بشار الأسدأن قيصر و عقوباته لاتعني له الكثير في ظل تعزيز علاقاته مع إيران.

وثالث الرسائل رسالة ربما تكون موجهة إلى إسرائيل عندما قال محمد باقري إنه سيساعد وسيعزز الدفاعات الجوية السورية هذه التعزيزات التي تثير تحفظ إسرائيل من أن تشكل إعاقة للطلعات الجوية للطيران الإسرائيلي الذي يقوم وبشكل شبه يومي باستهداف للمواقع المشتركة الايرانية السورية.
ولا يخفى أيضًا أن هذه الاتفاقية قد تكون رسالة لتركيا عندما قال باقري إنه يتعين على جميع القوات الأجنبية غير الشرعية الخروج من سوريا في إشارة لتركيا من أنّ وجودها غير شرعي على الأراضي السورية و أنه إذا كان يعنيها أمنها وهواجسها من الأكراد فما عليها سوى اللجوء إلى النظام لتحقيق ما تريد.

متناقضات ورسائل في هذه الاتفاقية فكيف سيقرأ المرسل إليهم هذه الرسائل وعلى أي نحو سيقرأونها؟…

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. بعد المفوض الروسي ، اتفاقية التعاون الامني العسكري ، ملامح صراع آخر على الاراضي السورية ، صراع نفوذ واستحواذ وتخبط النظام السوري وتعلقه باي قشة تطيل فترة وجوده .
    تصفيات على مستوى رؤوس الافرع الامنية تحسبًا لمحاكمات دولية .

    في كتاب الامة الاسلامية لماجد عرسان الكيلاني …
    جملة رائعة …
    حين تموت الدولة تبقى مستندة على منسأتها حتى تنخر فتنهار
    مشبهًا ذلك بموت نبي الله سليمان ، حين بقي الجان يعملون خوفًا منه حتى انهارت منسأته فقالوا لو علمنا ما بقينا في العذاب سنين

    ان منسأة اي دولة اجهزتها الامنية فان انهارت اعلنت الوفاة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى