منوعات

ماذا الذي جرى سيدتي؟

ولاء العاني

كاتبة من العراق
عرض مقالات الكاتب

في عالم المافيا، والحروب صارت الأخبار تأتينا من هنا، وهناك عن اعتداءات بأشكال، وصور مرعبة لم نكن نتوقع أنها ستحدث ولا حتى في الخيال . أيعقل أن ذلك المجتمع المحافظ الملتزم المحب للخير ينقلب فجأة إلى هذه الدرجة منذ مجيء دجالي العصر ومُعممي الشيطان .

لو تتبعنا المسيرة لرأينا أن كفتي الميزان كانت كلها تميل لصالح حكومة تعمل لأجل الشعب ومصلحة البلاد .

على سبيل المثال لا الحصر أيام الحرب الإيرانية، ونتيجة لتواجد شبابنا على جبهات القتال تحملت المرأة المسؤولية مضاعفة فكانت الأم، والأب، والزوجة، والبنت، والأخت، والطالبة المجتهدة، والموظفة التي تسيِّر الأمور الإدارية رغم أنها فقدت الرجال بين أسير، أو شهيد .

ولم يكن بداً من مؤسسات تعنى بهذه الأمور، ووضعت خططًا لدعم هؤلاء النسوة، وممن لم يحالف البعض الحظ حصولها على التعليم، فصار الاتحاد العام لنساء العراق الملاذ الآمن، واستطاعوا من خلاله تعليمهنَّ المهارات المختلفة، وكلاً حسب رغبتها من ثم العمل لتكون صاحبة مهنة حرة صونًا، لكرامتها، ولازلنا نحن من يسجل التأريخ، ولن يتخرص الكاذبون وينكرون ما أقول أو يلغوه .

أما اليوم فبات الأمر مختلفاً تماماً، فالحروب على الأُسرة صارت واضحة جلياً، وكأن مؤسسات تنفق ملايين الدولارات على مشاريع فقط لإسقاط، وتخريب اللحمة الاجتماعية، والقضاء عليها من خلال إضعاف المرأة، وكسر شوكتها، ووضعها في زاوية حرجة لتكون سلعة للتربح والتجارة، وإشباع رغبات، ونفسيات الذئاب البشرية .

لكل أخواتنا اللائي عاصرنَّ الحروب أقول :

كوني كما أنت فما عليك إلا الصمود، ولا تنكسري فالبؤس سيزول، وكذلك الهم والفقر والقهر .

تعلمي مهنة، ولا تجعلي من نفسك عالة على الآخرين، فحتى لو خرجت، لتجمعي عيدان الحطب يمكنك أن تصوني بها شرفك، وكرامتك لا نها أهون عليك من الجلوس وانتظار الصدقات التي قد تخفي خلفها مآسي .

 انفضي غبار الاتكال، واعملي بكل جهد، ومثابرة، وصدق، وستبتسم لك الأيام ولو بعد حين …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى