مقالات

صراع الموارد والمبادئ

هاني شيخ العيد

ناشط فلسطيني
عرض مقالات الكاتب

بعد هزيمة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وسيطرة حكومة الوفاق الليبية على الساحل الغربي وقاعدة الوطية الجوية بدعم تركي تضمنه الاتفاقية الأمنية والعسكرية بين حكومة الوفاق الليبية وتركيا، ما لبث من محور الشر متمثل بالإمارات ومصر والأردن وسوريا وروسيا وفرنسا، إلا ليقف ضد مسار بناء الدولة المدنية الليبية،لأن مصلحة محور الشر مع العسكر متمثل باللواء المتقاعد خليفة حفتر،فلكل من دول محور الشر مصالحه ،فمصلحة الإمارات هي وئد التحول المدني لدى الشعوب العربية وتخشى أن يصلها هذا التحول المدني،أما مصلحة مصر وفرنسا فهو سرقة الثروات الليبية وأما روسيا لمصلحتها تواجهها منطقة شرق المتوسط وهذا يرجع للحرب الباردة وأيضا بالسيطرة على منطقة الهلال النفطي تريد بذلك منع تصدير النفط الليبي لأنه يؤثر على سوق النفط الروسي، وهذا ما أزعج الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا واتهموا روسيا بالسيطرة على منطقة الهلال النفطي لتقويض سوق الطاقة العالمي بعد حالة الإغلاق العالمية، وهنا نلاحظ المفارقة أن فرنسا العضو في حلف شمال الأطلسي تعادي تركيا وهي عضو أيضا في حلف شمال الأطلسي وهذا مخالف لميثاق حلف شمال الأطلسي الذي يدعوا أيضا حماية المصالح لدول الحلف كافة.
وهنا تأتي عملية إيريني التي ينفذها الاتحاد الأوروبي و التي تعمل على مراقبة و حظر السلاح إلى ليبيا من البحر دون مراقبة الحدود المصرية الليبية وهذا دعم لحفتر على حساب حكومة الوفاق الليبية،وهذا لم تقبل به تركيا.
ويمكن القول أن كل الدعم من محور الشر إلى حفتر هدفها إيجاد موضع قدم في أي مفاوضات قادمة أو عدم إسقاط ورقة الحل العسكري في ليبيا.
إن إعلان السيسي عن الخط الأحمر في سرت والجفرة وتسليح القبائل الليبية له دلالة على أن الحل العسكري مطروح بقوة من دول محور الشر.
حيث أنه بعد سيطرة حكومة الوفاق الليبية على الساحل الغربي وقاعدة الوطية لم تتوقف شحنات السلاح والطائرات الروسية و المرتزقة القادمة من سوريا إلى ليبيا ومن مطار أبوظبي إلى قاعدة سيدي براني.
تركيا تدرك حجم المؤامرة عليها وعلى حكومة الوفاق الليبية فدفعت بمنظومات دفاع جوي وقطع بحرية إلى ليبيا،حيث رد وزير الدفاع التركي خلوصي آكار علي السيسي في تسليح القبائل الليبية واستخدام المرتزقة بأن تركيا ستقف مع حكومة الوفاق الليبية ضمن الاتفاقية الأمنية والعسكرية الموقعة بين الدولتين بتدريب جيش ليبي قوي يتمتع باحترافية عالية وعقيدة قتالية صلبة،وبهذا له بعد آخر أن تركيا تعمل حكومة وجيش وليس كالطرف الآخر الذى يدعم القبائل والملشيات في مواجهة حكومة الوفاق الليبية الشرعية المعترف بها دوليا.
إن قصف طائرات يعتقد أنها روسيا لقاعدة الوطية وتدمير منظومة دفاع جوي تركية إنما هو رسالة من محور الشر الداعم لحفتر أن المعركة القادمة ستكون قوية وهذه رسالة من محور الشر لتركيا عليك وقف أي تحرك نحو سرت والجفرة ومنطقة الهلال النفطي.
ويمكن القول إن الحشد من قبل محور الشر الداعم لحفتر وحكومة الوفاق الليبية التي تدعمها تركيا قد يؤدي إلى معركة شرسة ولا أحد يعلم نتائجها .
يتمثل هذا الصراع بين محور الشر الذي يتبني الثورة المضادة على ثورات الربيع العربي ويحاربها ويحارب الدول التي تدعم ثورات الربيع العربي من جانب ومن جانب آخر تكمن مصلحة روسيا بأن يكون لها منطقة نفوذ في شرق المتوسط مثل قاعدة طرطوس على الساحل السوري،وفرنسا لديها أطماع اقتصادية في أفريقيا ككل حيث أن 75•/• من ميزانيتها تأتي من أفريقيا وليبيا دولة من دول أفريقيا.
أما تركيا في تحمل مبادئ وقيم الإرث القديم والاستفادة المشتركة بينها وبين ليبيامن الموارد الاقتصادية في شرق المتوسط ومنع الأوربيين وإسرائيل من سرقةالموارد الاقتصادية لصالحهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى