مقالات

ميليشيات الإرهاب الشيعية وتفجير العراق؟

داود البصري

كاتب وصحفي عراقي
عرض مقالات الكاتب

صيف العراق الساخن تتحدد من خلال أحداثه المتفجرة مستقبل العراق بشكل عام وطبيعة تطور الأوضاع بإتجاه بناء دولة عصرية أو إستحضار للحالة الصومالية!والتي يبدو الشارع العراقي المنقسم هو الأقرب إليها اليوم في ظل تصاعد  إرهاب العصابات الشيعية المسلحة التي يحاول البعض إلباسها لباس القدسية وحتى المعصومية!، لكونهم يعلمون بإن إنهيار تلك العصابات معناه الحقيقي النهاية الحتمية للمشروع الشيعي السلطوي والذي يمثل إنتكاسة حقيقية لإحلام إمبراطورية كان التيار الإيراني يحلم بتكوينها في الشرق التعيس!، فعمليات الإغتيال وفرض الإرهاب و تخويف الشارع العراقي من المتغيرات الحتمية القادمة هي أمور من صميم أجندات عصابات ما يسمى بالحشد الشعبي التي تحولت لبؤر إرهابية ولدولة داخل الدولة تمارس سياسات عنف واضحة تحاول تغطيتها بلباس العقيدة وتحت ستار ما يسمى بالمظلومية الشيعية ، لقد بات واضحا منذ إغتيال و تحييد أبرز رموز الإرهاب الإيراني وهم قائد فيلق القدس قاسم سليماني وقائد الحشد الشيعي العراقي ورجل إيران القوي في العراق أبو مهدي المهندس في الثالث من يناير الماضي بأن العصابات الشيعية المسلحة ومعها النظام الإيراني ذاته قد فقدوا توازنهم وباتوا في حالة تخبط وهوس شديدين وهم يعلمون علم اليقين بأن إستهدافهم ليس سوى مسألة وقت ضمن إطار حرب التسويات و تصفية مخلفات التمدد الإيراني في الشرق القديم وهم يعلمون أيضا بأنهم قد يكونون ضمن ضحايا أية تفاهمات إيرانية قادمة مع الولايات المتحدة ، أميركا أعلنت رسميا بأنها لا تهدف لإسقاط النظام الإيراني كما فعلت مع نظام صدام حسين وهي ومعها الغرب الأوروبي ليسوا عى إستعداد للتفريط بنظام الملالي ، ولكنهم يهدفون من ممارسة أقصى درجات وصيغ الضغوط الإقتصادية و السياسية و العسكرية إلى تعديل سلوكيات النظام والتفاهم على علاقات مستقبلية يكون النظام الإيراني فيها على تناغم برغماتي مع الغرب و تقوية تيار المعتدلين ومحاولة سحب البساط من تحت أقدام المتشددين في إيران ، و الإيرانيون وهم يبسطون أياديهم ويستعرضون عضلاتهم في العراق وسوريا ولبنان واليمن يعلمون علم اليقين بأن ساعة التسويات لابد أن تحل و بأن جميع مناوراتهم لن تمنع حقيقة إستسلامهم في نهاية المطاف إن أرادوا النجاة بجلودهم ، وفي العراق تبدو الصورة أكثر وحشية منذ التبديل الحكومي ومجيء مصطفى مشتت الكاظمي ليكون رئيسا للحكومة في أوضاع عراقية كارثية ومعقدة تتشابك فيها كل الخطوط و تتصادم كل التيارات مع إصرار الشباب العراقي المنتفض على إستعادة الدولة منذ تظاهرات أكتوبر الماضي والتي كلفت مايقارب الآلف شهيد وآلاف الجرحى والمعوقين قتلتهم الميليشيات المعروفة والتي تخوض اليوم صراع البقاء ، فالحكومة العراقية أمام المطالب الشعبية و الأمريكية أيضا لا تمتلك سوى خيار تقليم أظافر تلك الميليشيات التي تعتبر نفسها مقدسة بل أنها النسخة العراقية للحرس الثوري الإيراني ، فالحشد هو في حقيقة الأمر هو أداة إيرانية متقدمة في العمق العراقي والفصائل الموجودة فيه تصارع من أجل البقاء في سيناريو محبوك إقليميا ودوليا يهدف لإنهائها والتخلص من سطوتها ، وهو أمر يدرك مصطفى كاظمي بأنه أمر قد يكلفه حياته إن لم يكن محميا بقوات أميركية ضاربة ، فالخلايا الإيرانية منتشرة بشكل سرطاني وعدواني في كل خلايا الدولة العراقية الهشة الرثة وحتى قوات مكافحة الإرهاب التي يعتمد عليها كاظمي مخترقة إيرانيا ولعل في مقولة رئيس الحكومة السابق ورجل الدولة الإيرانية في العراق نوري المالكي ( ما ننطيها ) أي ما نعطيها ويقصد السلطة ترجمة حقيقية لما أشرنا إليه ، وبعد إغتيال الباحث السياسي هشام الركابي ( الهاشمي ) مؤخرا و بالطريقة و الكيفية التي تمت بات يتعين على الحكومة العراقية التصرف بمسؤولية وطنية عبر ملاحقة و إعتقال الجناة وهم طبعا معروفون للكاظمي بإعتباره رئيسا لجهاز المخابرات وله علاقاته الخاصة مع المخابرات الأمريكية و حتى مع الموساد وهو يعلم علم اليقين بأن كتائب حزب الله وبقية العصابات الشيعية ولربما حتى عصابة ثأر الله هي المسؤولة عن ماحصل بل أن مسؤوليتها أعظم عبر قتلها لمئات الشباب العراقي في ساحات التظاهر دون أن يجرؤ رئيس الحكومة ولا كل أجهزة الدولة البالية المخترقة على القيام بأي فعل مادي أو عملي ملموس لردع القتلة أو إلقاء القبض عليهم ومحاكمتهم ، فالكاظمي عاجز بالكامل عن المواجهة الميدانية المباشرة لأن أي تحرك منه سيفتح عليه أبواب جهنم ، والرجل ضعيف للغاية بل أنه أضعف من حكم العراق في تاريخه المعاصر ولايمتلك لا الخبرة ولا الكفاءة ولا القدرات القيادية التي تمكنه من خوض غمار المواجهة المباشرة مع عصابات إرهاب شيعية تقف خلفها قيادة الحرس الثوري لاسيما و أن المؤسسة العسكرية العراقية من الضعف بمكان بسبب الولاءات الطائفية وعلاقات التخادم مع النظام الإيراني ، ولربما ستكون الزيارة القريبة القادمة للكاظمي لواشنطن نقطة فاصلة في هذا الموقف ، فعواصم دول التحالف واشنطن ولندن وباريس تطالب بمحلاحقة و إعتقال و محاكمة قتلة الهاشمي وهم معروفون بالإسم والعنوان ولكن الكاظمي لاستطيع المواجهة ولا يمتلك أدواتها الحاسمة إلا لو تدخلت قوات التحالف وستندلع وقتها معارك في شوارع العراق من الجنوب وحتى الشمال لن تكون نتائجها مضمونة إلا إذا كانت هنالك إرادة دولية لا أظنها متكاملة لتحقيق الهدف!! ، سيظل الترقب سيد الموقف ، وسيبقى مصطفى الكاظمي يناور بأدواته البائسة وبشخصياته التي يداورها سلطويا رغم فشلها ، فمع توحش وهجمة كورونا تتزايد هموم الحكومة العاجزة ، ومع أزمة تمويل الرواتب تتأكد حقيقة فشل السلطة!… العراق يسير إلى المجهول وقوى التطرف الشيعية تحاول السيطرة عليه وتوجيه الدفة بالكامل ، فمصيرها مرتبط بمصير النظام الإيراني وحلفائه في المنطقة ، والغرب يبدو مترددا في المواجهة المباشرة مع إيران و أدواتها ، ورموز السلطة العراقية أعجز من العجز ، و أشد فشلا من الفشل ، ستستمر عمليات الإغتيال و التفجيرات المتنقلة ، وسيدخل العراق وقد دخل فعلا في فوهة البركان إنتظارا لإنفجار سيحدث حتما… أما النتائج فلا يعلم بها إلا الله.. العراق  وشعبه يقطف اليوم ثمار سنوات الفشل والعبث الطائفي!!!…

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الميليشيات الشيعية هي مجرد أداة في يد طهران لتمزيق العراق ونهب ثرواته
    وتأكدوا ان ايران لن تسمح بوجود هذه الميليشيات على اراضيها
    وعندما ينتهي دورهم ستسلمهم لأمريكا للخلاص منهم
    ،،
    كل الشكر أستاذ داوود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى