مقالات

الشيعة والتكفيريون

نعيم مصطفى

مدير التحرير
عرض مقالات الكاتب

نعيش في عصر العجائب، ولا نبالغ في قولنا هذا، إذا ما وجهنا مرصدنا وعدساتنا إلى القنوات الفضائية والشبكة العنكبوتية.

إنَّ الصراع في سورية لا يخفى توصيفه على أحد، ولو كان ذا ثقافة متواضعة، بشرط أن يكون موضوعياً ومجرَّداً من الأهواء والأحقاد والتزمت.

فشعبُ سورية مضطَهدٌ ومظلوم، منذ خمسين عاماً تقريباً.

أي : منذ وصول حافظ الأسد إلى سدة الحكم بعد انقلابه على الشرعية .

فلم يكن ثمة طائفية في سورية, وإنما كان شعب متعايشٌ ومتعاضد و متحابٌ, إلى أن وصل ذلك الرجل بظروف غامضة, وهو من أسرة وأصل مشبوه، وعليه إشارات استفهام كثيرة ؟!

وما إن وصل إلى سدة الحكم، حتى شرع وبطريقة تدريجية ماكرة وخبيثة يعمل على الفرز الطائفي.

فقد أسند كل المناصب السيادية العسكرية والسياسية إلى طائفته .

وعندما شعر السوريون بخطورة وجوده، انتفضوا في حماة وحلب واللاذقية وإدلب فقام بقمع الانتفاضة ودفنها، بالتواطؤ مع الغرب وبعض الأنظمة العربية .

ومن ثم أدخل الخوف والرعب إلى قلوب السوريين، لأنَّ شعاره كان :

” ألجم لسانك ألجم .. فالموت للمتكلم ” !

فراح يصول ويجول في ربوع سورية ، يعيِّن من يشاء , ويعزل من يشاء , وكأنَّ البلاد أصبحت ملكاً له .

ثم مات غيرَ مأسوفٍ عليه , ولكنه خلّف التركة لابنه المجرم سليل المجرم بشار !

فاتبع سياسة والده وسنته في القمع والاستبداد والطائفية, شبراً بشبر وذراعاً بذراع.

لكنه زاد على أبيه بالولوغ في دماء السوريين أضعافاً مضاعفة.

وقد كان على رأس المساندين له، إيران وحزب الله.

ولا يمكن تفسير اصطفافهم إلى جانبه، مهما أحسنا الظن بهم, سوى لأنهم متقاربون في الانتماء المذهبي.

وعندما يخرج المنظِّرون الشيعة للدفاع عن إجرامهم، وانخراطهم في الحرب مع بشار ضد الشعب السوري، فإنهم يأتون بالعجب العجاب.

فيقولون مرة إنَّ طريق القدس ينبغي أن يكون عبر دمشق وحمص، مجترين قول سيدهم ومخادعهم حسن نصر الله.

ويقولون في معزوفة أخرى : إنهم يحاربون التكفيريين !

ولطالما رددوا هذه المقولة التي صدّعوا بها رؤوسنا حتى كدنا نتقيء عند سماعها.

إنَّ بذرة التكفير خرجت من رحم الشيعة، ونظرتهم للتاريخ خيرُ دليل على ما نذهب إليه.

فهم يروون أنَّ آلاف الصحابة الكرام رضي الله عنهم، بل جميعهم، قد ارتدوا وكفروا، ماعدا ثلاثة (المقداد بن الأسود الكِندي وسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري ) رضي الله عنهم .

ومن آياتهم ومرجعيتهم من يقول لمريديه : اقتل سني تدخل الجنة  !!

فهل يحقُّ لهؤلاء أن يتشدَّقوا بقولهم إننا نحارب التكفيريين !

أيُّ هُراء بعد هذا الهُراء؟!

لقد خدعونا في يوم من الأيام , عندما كانوا يرفعون شعارات ( الموت لإسرائيل)، و( أمريكا الشيطان الأكبر) !

لكن سرعان ما انكشفت سوءاتهم وسقطت ورقة التوت الأخيرة، مع اندلاع الثورة السورية المباركة.

وثمة فرقٌ بين الشيعة العرب والشيعة الفرس.

فالعربُ معظمهم يترَّفع عن ممارسات الفرس المشينة، وبغضهم للعرب ( كالمرجع علي أمين والمرجع هاني فحص) .

ويناهضون أولئك الذين يدّعون الإسلام، وهم في الحقيقة يحاربون أهل الإسلام في كل مكان، ويوجِّهون بنادقهم إليهم (وخير مثال على ذلك ما يحصل في سورية واليمن والعراق…) مديرين ظهورهم إلى الإسرائيليين، ومتضامنين مع أعداء الإنسانية، أصحاب السجل الأسود (الروس ومن لفّ لفهم ).

هذه هي حقيقة الشيعة الفرس، التي ينبغي ألا تخفى على أحد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى