مقالات

“شهيد الوطن شهيد ميسلون” يوسف العظمة..

حسين محمود

ناشط سياسي
عرض مقالات الكاتب

٩\٤\١٨٨٤-٢٤\٧\١٩٢٠

ولد يوسف العظمة في حي الشاغور الدمشقي من أسرة دمشقية أصيلة سنة ١٨٨٤ وكان والده موظفاً في مالية دمشق، وتوفاه الله حين كان عمر الشهيد يوسف ست سنوات فكفله شقيقه الأكبر عبد العزيز.

درس مبكراً العلوم العسكرية بعد أن أنهى دراسته الابتدائية، وتخرج من المدرسة العسكرية سنة ١٩٠٣ برتبة ملازم ثانٍ، وتدرج في سلك العسكرية، فنال رتبة ملازم أول بعد سنتين، لينتقل بعدها إلى مدرسة أركان الحرب، فدرس فيها ونال رتبة يوزباشي أركان الحرب سنة ١٩٠٧.

كان يوسف العظمة رجلاً بكل ما تحمل الكلمة من معنى، معتزاً بنفسه وبعروبته اعتزازاً واضحاً، كان متديناُ متمسكاً بإسلامه، ومحافظاً على شعائر الإسلام، وكان مطلعاً ، ومثقفاً و يجيد عدة لغات أجنبية إضافةً إلى لغته العربية (اللغة التركية واللغة الفرنسية واللغة الألمانية).

ولما نشبت الحرب العالمية الأولى هرع إلى الجيش العثماني متطوعاً حيث شارك في أكثر من معركة وموقعة، ثم عين رئيساّ لأركان حرب الجيش العثماني المرابط في “قفقارسا”، وبعدها رئيسأ لأركان حرب الجيش الأول بالأستانة.

ولما انتهت الحرب عاد إلى دمشق بعد تنقله في أكثر من مكان متولياً مناصب رفيعة في الجيش، اختاره الملك فيصل ليكون وزيراً للحربية السورية، فعمل على تنظيم جيشٍ وطنيٍّ سوريٍّ.

استشهاده:

قرر محاربة الفرنسيين رغم معرفته المسبقة بالإمكانيات المتواضعة للجيش الذي يقوده، إلا أنه وبعد أن عَلم أن الجيش الفرنسي أصبح على مقربة من دمشق، وبعد توجيه الجنرال “غورو” إنذاره إلى دمشق، وسكانها، قرر البطل يوسف العظمة المواجهة، والدفاع عن دمشق، و قال للملك فيصل قوله المشهور :

(لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى

حتى يراق على جوانبه الدم)

فقاد حرباً غير متكافئة من حيث العدة والعتاد بين جيشه المسلح بأسلحة فردية خفيفة معظمها من السلاح الأبيض، وبين جيش مجهز بتجهيزات ضخمة ،وحديثة في ذلك الزمن، وكانت تلك المعركة في منطقة “ميسلون” في يوم ٢٤ تموز/١٩٢٠ميلادية.

وبهذا يكون أول وزير دفاع يقود المعركة ميدانياً حتى نال شرف الشهادة مدافعاً عن شعبه، ووطنه ويدفن في مقبرة الشهداء في ميسلون التي تقع جنوب غرب دمشق.

وبعد كل ما تقدم من سرد السيرة العطرة للبطل الشهيد يوسف العظمة نؤكد على وجوب أن يأخذ حقه في المعرفة والنشر وأن يكون مثالأ وطنياً وقدوة للأحرار في مواجهة الأعداء والمحتلين والطغاة.

إن تعميم سيرته وحياته ومواقفه الوطنية على الأجيال القادمة حاجة ملحة لتعرف هذه الأجيال أن هذه الأمة فيها من الرجال ما يرفع الرأس، وأن حياتهم ونضالاتهم هي دروس وعبر يستفاد منها لتحرير واستقلال الأوطان.

وكم كنا نفتخر بصورته، بلباسه العسكري رافعاً سيفه على كراساتنا المدرسية.

وكم هو الفرق بين اليوم، وذاك الزمن الجميل بين من سعى واستشهد من أجل حرية، واستقلال وطنه وشعبه وبين من دمر وقتل شعبه.

ألا لعنة الله على الظالمين.

الرحمة والمغفرة لروح الشهيد البطل يوسف العظمة..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى