تحقيقات

السوريون بين سندان ومطرقة تكاليف المعيشة… موقع موالٍ يعترف والناس متحفظة

المكتب اﻹعلامي في الداخل – رسالة بوست

تتكشف يوميًا صور جديدة من معاناة المواطنين في مناطق النظام، الذي تمكن فقط من بسط سيطرةٍ أمنية هشة، كما تشير التقارير الرسمية الموالية. وفي الشق اﻻقتصادي والمعييشي تحديدًا يظهر اﻷمر أكثر وضوحًا مبرزًا الواقع المعيشي. وأبرزت دراسة نشرتها صحيفة “قاسيون” الموالية، مؤخرًا أن نحو ٢٠٠٠ ليرة سورية يحتاجها المواطن في مناطق سيطرة اﻷسد، وبشكلٍ يومي، تنفق على الطعام (الحد اﻷدنى) فقط حسب التقرير. ووصلت كلفة سلة الغذاء الضروري الذي يحتاجه الفرد إلى 60 ألف ل.س شهريًا في منتصف حزيران/يوينو 2020، أي أن الأسرة المكونة من 5 أشخاص تحتاج 295 ألف ليرة شهريًا للغذاء الضروري فقط، بحسب تقرير صحيفة “قاسيون”. بالمقابل؛ فإن الفجوة كبيرة بين الدخل “المحدود” وتكاليف المعيشة، التي تزداد بشكلٍ مضطرد، وفق ما يؤكد أبناء دمشق لـ”رسالة بوست”، ويعتقدون أنّ اﻷزمة المعيشية باتت تشكل كابوسًا مرعبًا لهم. وبالعودة إلى صحيفة “قاسيون” الموالية، التي لفتت إلى أن الأجر الوسطي (الدخل في سوريا) يبلغ 60 ألف ليرة سورية، وأقرّت بأنه، غير قادر على تأمين الغذاء الكافي للعامل نفسه. كما دعت إلى، ضرورة مضاعفة الأجور الحالية أكثر من 8 مرات، ليصبح الأجر الوسطي 490 ألف ليرة ليغطي الحاجات الأساسية. وكانت الصحيفة ذاتها نشرت مؤخرًا تقريرًا، كشفت فيه، أن تكاليف المعيشة (من الحاجات الأساسية) في دمشق سجلت رقمًا قياسيًا خلال الربع الأول من العام الجاري،وبلغت بشكل وسطي 430 ألف ليرة سورية شهريًا، لأسرة مؤلفة من 5 أشخاص. ووفق وجهة نظر من استطلعنا رأيهم في ريف دمشق، والعاصمة؛ فإنّ الحالة اﻷمنية، وخشية البطش، والقمع التي يمارسها النظام، تمنع من التحرك في الشارع. وترى سمية، اسم مستعار، ﻷسباب أمنية أنّ الناس باتت تخشى المجاعة، والدوﻻر اﻷمريكي، وأسعاره وتقلباتها باتت الشغل الشاغل للناس. وﻻ يعتقد “صفوان” طالب في كلية الحقوق، “اسم مستعار ﻷسباب أمنية أيضًا”؛ أن النظام عاجز وﻻ حلول تلوح في اﻷفق. ويذكر أنّ آخر زيادة على اﻷجور كانت بتاريخ 21 تشرين الثاني 2019. وأصدر في حينها رأس النظام، بشار اﻷسد، مرسومين تشريعيين قضى الأول بزيادة رواتب وأجور العاملين المدنيين والعسكريين الشهرية 20 ألف ليرة، والثاني زاد المعاشات التقاعدية الشهرية للمدنيين والعسكريين 16 ألف ليرة. وأصبح الحد الأدنى للراتب 47,675 ليرة، والأعلى 80,240 ليرة. وفي السياق؛ سبق أن جسد الفنان ياسر العظمة، في سلسلته الشهيرة “مرايا” حال الموظف والمواطن في ظل الفجوة بين الدخل والإنفاق، في ثمانينات القرن الفائت، بلوحته “نوري طبشورة في مشفى المجانين”، ويبدو أن المشهد امتداد لسابقه، الذي أسس له “حافظ اﻷسد”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى