مقالات

استفتاء التمديد لحكم بوتين

مروان الأطرش

سياسي سوري
عرض مقالات الكاتب

بعد تفكك الاتحاد السوفيتي القوة العظمى الثانية في العالم ، وانهيار النظام الثنائي القطبية، وانفراد أمريكا كقطب أوحد للعالم ، تقود سياساته كيفما أرادت، بدأت بعد أكثر من عقد ظهور قوى كبرى عالمية ، الصين ، روسيا الاتحادية ، الهند .
قوى مرشحة أن تلعب دورًا مهمًا في العالم ، أو أنها تحد من تفرّد الولايات المتحدة الأمريكية في قيادة العالم .
كل المؤشرات والدلائل تؤكد أن هذا الدور سيكون من نصيب الصين لأسباب يطول شرحها ، ولكن يأتي في مقدمتها النهوض الاقتصادي المذهل ، والمشروعات الاقتصادية الصينية في جهات العالم الأربع …
في حين اقتصر دور روسيا على (البلطجة) حتى رأى كثير من المراقبين أنها أصبحت تعمل على تنفيذ سياسة أمريكا ولاسيما في خنق الربيع العربي، ولكن من خلال صراع شكلي في مناطق النفوذ ولاسيما في المنطقة العربية.
روسيا البوتينية، لا تستطيع أن تشكل انموذجًا جاذبًا لاسيما في ذروة الفشل الذي تعيشه على كافة الأصعدة، ومنها عودة الحكم المطلق لقيصرها الجديد ..
هل سيحقق بوتين مستقبلا ما قاله القيصر بطرس الأعظم ، بأن مصير روسيا النهائي هو أوربا . وضع سبقته إليه بعص دول أوربا السلافية الشرقية .

سيُمّكن الاستفتاء الجاري بوتين حكم روسيا 12 سنة أخرى. مكملا 37 عامًا و متخطيًا ستالين الذي حكم 29 عامًا.
عودة إلى ما قاله القيصر الأعظم ، الذي يمكن البناء عليه اليوم انطلاقًا من:
تراجع روسيا اقتصاديًا وسياسيًا كدولة كبرى ، والصعوبات التي تواجهها اقتصاديًا في الداخل، و أن الصين ستصبح القوة الأولى عالميًا قريبًا ، ما يحولها عمليا خصمًا محتملًا لروسيا ، لا صديقًا أو حليفًا ، كما هي الآن . إضافة إلى قرب روسيا ثقافيًا و اجتماعيًا لأوربا .
يقول عرٌاب السياسة الأمريكية كيسنجر ، الذي التقى بوتين أكثر من مرة، موجها كلامه لأمريكا والغرب:
لا أظن أن بوتين هو الخصم الوحش كما ترسمونه وتخافونه.
تنجيم جيوسياسي أم نتيجة حتمية لتغير العالم ومراكز قوته.؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى