ثقافة وأدب

هذا عزّنا

يوسف الحمود

كاتب وباحث سوري
عرض مقالات الكاتب

يــا صانعَ  التّاريخ  هذا عزُّنـــا

لم يرضَ إلاّ  بالنّجومِ  مِــهادا

لو جــنّةٌ يومــاً أرادتْ  ذلَّنـــــا

عِفنــا  الجنانَ  تأبيّـــاً و عـِـنادا

وحياةِ عيشِكَ ماتزالُ نفوسُنا

فوقَ الشّموسِ محلّةً  ووِسَادا

عذراً بنيّ فإن خسرتُ معاركي

لكنّني  أهـبُ الظــلامَ   وِقادا

عذراً بنيَّ  بأنْ حملتُك  نـائيــاً

لم تقضِ من حضن الرّبوعِ رُقادا

عذراً بنيّ بأن ْصحبْتُك هائماً

تجدُ   الزّمان  جِنازةً  وحدادا 

عذراً بنيّ  فإن عدمتَ ملاعباً

ومدارجاً  وملاهياً    ومُرادا

فلقد عدمتُ أحبّتي وطفولتي

ومرابعاً    وصبابةً     وفؤادا

ما  كنتُ  أقبلُ  يا بنيّ  بذلّةٍ

أو أن  أكون مع العبيد  مقادا

مزقّت قيديْ ، والسّلاسلُ أُزهقتْ

وغدت  قيودي في يديكَ  نِجادا

سيفٌ  مَهُولٌ  لا يُفلُّ  حديدُه

حتّى   نُوسَّدَ  أو  نصيرَ   رَمادا

في كلّ لمحٍ  من  عيونِكَ  صورةٌ

تهبُ   الرّجولةَ   قوّةً    وسِنادا

في كلّ لمحٍ  من  عيونِكَ  صورةٌ

تهُدي  البلادَ   فوارساً   وجِيادا

إنّي   نهلتُ  عقيدتي   وعزيمتي

 من  بحر بأسٍ لا يجفُّ مِدادا

ولقد قبسَتُ من الطّفولة شُعلتي

عَزْماً  َوحَزْماً  لاهباً  وجهادا

ولقد   وهبتُكَ  غايتي   وأمانتي

عزُّ  الأمانةِ  أن  تكونَ  بِلادا

رسالة إلى الأبناء كي يكونوا شعلةَ الحريّة القادمة والنّصرَ المؤزرَ بالعزيمة والمضَاء والعُنفوان الّذي لا يعرف الهوانَ والاستسلام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى