مقالات

من يوقف صلف وجموح الإمارات

نعيم مصطفى

مدير التحرير
عرض مقالات الكاتب

لم يعد يخفى على أحد من البشر على اختلاف مشاربهم، أن دولة الإمارات وعيال زايد، يسخرون كل طاقات الدولة وعائدات النفط، من أجل محاربة الإسلام السياسي كما يزعمون، والحقيقة  أنهم هم أعداء الدين الإسلامين ولكن لا يجرؤون على البوح بذلك، ويعمدون إلى التدليس على الشعوب، ومحاولة إيهامهم بأن الإسلام السياسي ليس له علاقة بالدين الحنيف، وهذا الكلام أقرب إلى الهراء منه إلى الواقع، فسيدنا محمّد صلّى الله عليه وسلم كان أولًا رسولًا وثانيًا رئيسًا للدولة الإسلامية، ووجاء من بعده الخلفاء الراشدون الأربعة رضي الله عنهم، وكانوا رؤساء أقاموا عماد الدين والدنيا، ولا يمكن في الإسلام فصل الدين عن الدولة ولا يقول بذلك إلا أبله، أو متغابي، أو عدو للإسلام، أما عند المسيحية فهذا وارد لأنهم يفصلون الكنيسة عن الحياة فضلاً عن تاريخ الصراع مع الكنيسة وهو ليس مجال بحثي.

من ينظر الآن إلى خريطة الصراع القائمة في الدول الإسلامية منذ بداية الثورات العربية، يجد أيدي أولاد زايد ممتدة في كل الدول تزرع الشرور والدسائس وتسعى لإذلال الشعوب وتدعم الأراذل والعملاء والخونة والسفهاء كي يتمكنوا من رقاب الناس ويحكموا البلاد بالحديد والنار.

فقد وضعت الإمارات قائمة من/ 83/  حركة إسلامية وعربية وعالمية في قائمة الإرهاب، والمعايير عندها أن اسم المؤسسة أو الكيان فيه كلمة إسلام فحسب.

وضعت كل ثقلها المالي من أجل الإطاحة بالدكتور الرئيس المنتخب محمد مرسي، وقد نجحت ومن ثم دعمت بل عينت…السيسي (العميل الصهيوني) رئيسًا للبلاد، وقد بلغ مجموع نفقاتها لتثبيت حكم السيسي /12/ مليار دولار.

في ليبيا دعمت وما زالت تدعم حفتر، في اليمن، وضعت الأموال الطائلة من أجل إخراج حزب الإصلاح من المشهد السياسي.

في الولايات المتحدة كلفت سفيرها يوسف العتيبة من أجل محاربة أي كيان إسلامي وقد اعترف بلسانه أن أحد أسباب الحصار على قطر هو أنه يريد أن يجعل من الخليج دول علمانية، وقطر لم تذعن لهذا التوجه.

في عام /2015/ زار زيغمار غابرييل نائب المستشارة الألمانية ميركل دولة الإمارات ضمن جولة خليجية، ولم يجد محمد بن زايد غضاضة في تحريض الضيف على مراقبة المساجد في بلاده، وإبلاغه بمخاوفه من انزلاق المزيد من الشباب المسلم إلى التطرف في مساجد ألمانية أيضًا.

اقتنع الرجل، وقال للصحفيين: طلب ولي عهد أبو ظبي منا عدم التغافل عن الأمر.

في بداية الثورة السورية ظنت (الإمارات) أن الأسد ساقط لأن أكثر دول العالم وعلى رأسها أمريكا سحبت منه الشرعية مما دفعها لتعميق علاقاتها مع الفصائل المعادية لتيار الإسلام(السياسي) وهما فصيلا(مغاوير الثورة – والجبهة الجنوبية) وعندما أدركت أن تلك الدول غير جادة في تغيير أسد عادت مسرعة لدعمه ونجدته، وأغدقت عليه الأموال وأعادت علاقتها معه.

في عام /2016/ دعمت انقلابًا عسكريًا فاشلًا في تركيا، عبر دحلان عن طريق حليفه المعارض التركي فتح الله غولان  وجماعته.

وبعد هذا العرض المبسط والمختزل لقصف الإمارات للإسلام (السياسي) وكل ماله علاقة به، ونجاحاتها في بعض الساحات كما حدث بمصر…

فإننا نتساءل بحرقة، كيف يمكن لدولة صغيرة لا يمكن أن ترى على الخريطة إلا بصعوبة، ولا يتجاوز عدد سكانها الأصليين المليون، كيف يمكن أن تلعب بهذه الدول والشعوب، ربما يقول قائل، بترسانتها المالية والنفطية، وعلاقاتها القوية مع أمريكا وإسرائيل، وهذا لا يمكن إنكاره، ولكن لا يسوغ إطلاقًا ردات الفعل الهزيلة من الضفة الأخرى، وهي الشعوب العربية وبعض الدول الإسلامية وأخص بالذكر (تركيا – قطر – تونس).

لماذا لا تتحول هذه الدول من أودية الدفاع، إلى ذرا الهجوم، وتخلص الشعوب من ذلك الشيطان – كما يسمى عند رواد التواصل الاجتماعي – ومن تلك الآفة السرطانية (آل زايد).

 يمكنهم بكل سهولة أن يتعاونوا على البر، ومن خلال دعم المعارضة الإماراتية  في الخارج ثم إحداث البلابل والاضطرابات في الداخل، وبالتالي تحرير وانتزاع هذا البلد المحتل من قبضة ابن زايد( والهجوم خير وسيلة للدفاع) أليس هذا العمل أفضل من الاكتفاء بالحرب على آل زايد عبر القنوات الفضائية والمواقع والصحف ومنصات التواصل الاجتماعي، باستعمال أسلحة وعبارات، قد حفظها الناس وأيقنوا بصحتها وملوا من تكرارها.

إنني من خلال هذه السطور أهيب بتركيا وقطر أن تغيرا طريقتهما  في تعاطيهما مع الإمارات وتكونان الحلقة الأقوى في التعامل معها؛ لأنها منبع الشرور ومنبع المصائب التي حلت على الأمة الإسلامية.  

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. يوقف صلفهم وشرورهم من عينهم كموظفين لديه . يعني مشغلهم فقط هو من لديه الحل . لان هذه الحكومات وظيفيه لا تملك قرارها . انما قرارها بيد مشغليها وهم امريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسرائيل وإيران

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى