مقالات

الأحزاب الكردية العراقية و العمالة المزدوجة!!!

داود البصري

كاتب وصحفي عراقي
عرض مقالات الكاتب

حفل تاريخ العمل السياسي العراقي بصفحات ساخنة من المواقف والتقلبات و التحالفات والمفاجآت التي رسمت معالم طريقه طيلة العقود الخمس الماضيات التي أعقبت إنقلاب 14 تموز/يوليو 1958 وما جرى بعده من صراعات دموية و تصفيات حزبية وحروب أهلية و كوارث وطنية عظمى ، وكانت الفترة التاريخية الصعبة التي أعقبت نهاية الحرب العراقية/الإيرانية عام 1988 ووصولا إلى مرحلة غزو دولة الكويت في 2 أغسطس/آب 1990 وما تبع ذلك من تدمير للجيش العراقي ومن زعزعة لأسس المجتمع العراقي بعد مرحلة الحصار الطويلة الصعبة التي إمتدت لثلاثة عشر عاما من الدمارالمجتمعي الرهيب الذي إنعكس على عموم الشعب العراقي وكان ممهدا لحالة الإحتلال و التشرذم بعد عام 2003 ، في تلك الفترة تحديدا نشطت المعارضة العراقية بعد أن أصابها الشلل التام عام 1988 بعد نهاية الحرب مع إيران وتشرذم قوى المعارضة الدينية الشيعية تحديدا حتى جاء غزو الكويت بمثابة قبلة الحياة لتلك المعارضة الميتة المتخشبة!!، المهم إن مخابرات النظام العراقي في تلك الفترة كانت نشطة للغاية وتمتد أذرعها طوليا وعرضيا مخترقة العديد من المواقع وخصوصا قوى المعارضة في طهران ودمشق ولندن ، أما بين الأحزاب الكردية فقد كان لها وجود فاعل و مؤثر كنت شاهدا على بعض أحداثه و تفاصيله ، ففي البرنامج الوثائقي المسمى ( تلك الأيام ) والذي يعده ويقدمه الإعلامي العراقي د. حميد عبدالله من على قناة اليوتيوب و المعتمد أساسا على السبر في ملفات ووثائق المعارضة العراقية السابقة أبرز وثائقا أستخبارية تؤكد تجنيد المخابرات العراقية لأحد كبار شيوخ العشائر الكردية في التجسس على نشاطات المعارضة العراقية كما أكدت الوثائق على دور رئيس حكومة ما يسمى بإقليم كردستان حاليا وهو نيجيرفان إدريس البارزاني في التعامل مع المخابرات العراقية ورفدها بمعلومات عن المعارضة العراقية في نفس الوقت الذي كانت كردستان فيه ولا زالت مسرحا من مسارح الموساد الإسرائيلي ، لقد أكدت وثائق المخابرات العراقية بشكل جلي و تفصيلي على دور قيادات الأحزاب الكردية في العمل لصالح النظام العراقي السابق ثم لتتحول بعد إحتلال العراق للإبتزاز وذرف دموع التماسيح و مطالبة العراقيين بتعويضات عن جرائم قالوا أن نظام صدام إرتكبها ضدهم بينما كانوا هم في طليعة عملائه!!!!!!!، وهنالك صفحات سوداء أخرى سأكتب عنها لاحقا ولكن لي تجربة شخصية مع إعلامي كردي معروف كان صديقا لي لسنوات طويلة و كان من البارزين في صحافة المعارضة العراقية وله علاقاته العربية أيضا وحيث كنت أعلم أنه كان يعمل لصالح المخابرات المصرية ولكنني فوجئت بعد سقوط نظام صدام بأن هذا الشخص و إسمه عبد القادر ممدوح البريفكاني كان من أنشط عملاء المخابرات العراقية وكان ينقل تفاصيل حالة المعارضة الموجودة في لندن و إيران و سوريا للمخابرات العراقية!! و كان إتصاله مباشرا بسكرتير صدام الشخصي عبد حمود الخطاب الذي كان يعتبره جوهرة الجواسيس الأكراد الذين إخترقوا صفوف المعارضة العراقية و أمدوا نظام صدام بكل التفاصيل المملة و هنا أشهد بأن قادة في الحركة الملكية الدستورية حذروني شخصيا عام 1995 من جاسوسين للنظام هما أولا عبد القادر البريفكاني و ثانيا المرحوم الشيخ حسين الشعلان!! و إن تلك المعلومات وصلتهم من إستانبول! ، وبعد سقوط النظام فضحت أوراق البريفكاني الذي كانت له علاقات وثيقة مع السعودية أيضا وتبين لاحقا أنه كان يعمل مع المخابرات العراقية بتنسيق من مسعود بارزاني شخصيا وحيث تم سحبه من العراق بعد الفضيحة و إنكشاف الوثائق ليعيش في القاهرة حاليا… لرجال الأحزاب الكردية دور كبير وفاعل في التجسس على المعارضة العراقية سابقا ثم برز دورهم في تدمير العراق و تحريض الأمريكان على حل الجيش العراقي مما تسبب بكوارث وطنية عظمى… للتاريخ أنياب و أظافر وصفحات الغدر و العار لن تمحى مهما طال الزمن!!..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى