مقالات

اللعبة الدولية، وأس الصراع

أ. د. عبد المجيد الحميدي الويس

سياسي وأكاديمي سوري
عرض مقالات الكاتب

     ما يجري في سورية ليس قصة شعب ثار على حاكمه الظالم، وأراد تغييره، والحاكم يرفض التغيير، والعالم العربي والإسلامي والدولي كله يعجز عن تغيير هذا الحاكم الظالم، لما يتمتع به من أسباب القوة، وما يمتلكه الثوار ومن ورائهم هذا الحلف العالمي الكبير من أسباب الضعفّ!!! مفارقة عجيبة!! وأمو لا تدخل العقل؛ إلا عقول الحمقى.

       القضية ليست تهديدا لحدود وأمن الكيان الصهيوني، ولا مجموعة من الإرهابيين، يهددون العالم، ويجتمع العالم كله للقضاء عليهم، ولا مصالح دول اقتصادية، ونفط وغاز، ولكن الحقيقة التي يجب أن يعيها كل عربي ومسلم، هي أن هناك أمة عربية مسلمة سنية، تمتد من المحيط إلى الخليج، تمتلك كل أسباب القوة، المادية والمعنوية والروحية، تمكن منها أعداؤها، اليهود الصهاينة، والماسونية العالمية ومزقوها إربا، ونصبّوا عليها حكاما خونة؛ تابعين لهم، يعملون معهم على إبادتها وإنهائها من الوجود.

      مكنوا فيها القطرية، وحولوا شعوبها – قهرا – من عبادة الله، إلى عبادة الحاكم، وقتلوا الحس العربي، والانتماء القومي، بواسطة القوميين أنفسهم، حكاما وأحزابا، ومثقفين وسياسيين.

      وشوهوا الإسلام والمسلمين، فحولوا الإسلام إلى إرهاب، والمسلم إلى إسلاموي دموي قاتل وقاطع للرؤوس.

      المسألة هي باختصار شديد: أمة عربية مسلمة سنية، أرادت أن تتحرر، وتنهض من كبوتها، وتجلس في مكانها الذي يليق بها بين الأمم.

      انفجرت ثورة الربيع العربي المباركة، فأخمدوها في مصر، وأنهوها في تونس، وحولوها إلى حرب استنزاف في اليمن وليبيا. وحدها في سورية مازالت بارقة الأمل متقدة.

      الكيان الصهيوني أداة، وإيران أداة، وأمريكا وروسيا وفرنسا أدوات، جندتها الماسونية والصهيونية العالمية للحفاظ على أنظمة الاستبداد العربية الصهيونية الماسونية المتهالكة، وعلى رأسها نظام بشار الأسد.

       أوجدوا القاعدة، والتطرف الإسلامي، والصراع السني الشيعي، ولم يستطيعوا الحفاظ على هذه الأنظمة، وحمايتها.

       حركوا العصابات الانفصالية الكردية العميلة، ودعموها، وجعلوا منها خنجرا في خاصرة الأمة، وهي مشغولة عنهم بهم أكبر, وستلتفت إليهم يوما، وتعطيهم حقهم.. ومع ذلك لم تخمد الثورة في سورية.

       يقابلهم في الخندق الآخر: شعب سوري عربي مسلم سني أعزل، منعوا عنه كل أسباب القوة، وحرموه من كل وسائل العيش، وحاصروه في كل شيء، وفي كل مكان، ومازال يقاتل بجلده وعظمه، وبإيمانه وصبره، ومعه قوة خفية، تمنعه من الاستسلام، هي قوة الله ..

        مارسوا عليه كل أنواع الحروب، وجربوا فيه كل أنواع الأسلحة، وأطالوا الحرب عشر سنين، ومازال صامدا يقاوم، ومازال يهدد عروشهم، ويحاصرهم، ويرعبهم ويخيفهم، ويهزمهم.

المسألة باختصار: هي صراع بين مشروعين:

  • مشروع أمة عربية إسلامية سنية تريد أن تتحرر وتنهض.
  • ومشروع أنظمة مستبدة صهيونية ماسونية مجوسية، تحتشد وتحشد العالم كله ضدها.. وهي مازالت تقاوم.

   هذا هو أس الصراع، وهذه هي ساحة المعركة، وهؤلاء هم أطرافها وفرسانها، فإما أن تنتصر الأمة، ويسقط نظام بشار، وكل أنظمة الاستبداد معه، وإما أن تهزم الأمة، وتغيب عن الوعي قرون طويلة.. في حال انتهت الثورة – لا قدر الله – والأيام القادمة حبلى بالمفاجآت..  ولكن ثقتنا بالنصر كإيماننا بالله .. لا تتزعزع، وسننتصر بإذن الله.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى