مقالات

المعلمي يفضح المستور ويشرح المنشور

الدكتور عزت السيد أحمد

كاتب ومفكر سوري
عرض مقالات الكاتب

بداية المعلميُّ هو عبد الله المعلمي سفير أو مندوب السُّعُوديَّة الدائم لدىٰ هيئة الأمم المتحدة. وقبل النَّظر فيما صرَّح به من الضَّروري أن نعلم أمراً مهماً عن طبيعة سياسة السُّلطة السُّعُوديَّة في الخبر والتَّعليق والتَّصريح والبيان وما جرى هٰذا المجرىٰ.

منذ بداية حكم آل سعود وليس بالأمر الجديد ولا المحدث أنَّ السُّلطة السُّعُوديَّة تعمل بصمتٍ وتكتُّم وسريَّة مدهشة عجيبة؛ من دون تصريحات ولا جعجعة ولا عجعجة ولا تعليقات… ولا تعلِّق السُّلطات بل السُّلطة السُّعُوديَّة علىٰ أيِّ خبر عنها أيَّ تعليقٍ مهما كان الخبر فضائحيا لها أو عليها، ولا مهما كان مخزياً لها أو عاراً عليها…

لا تعلِّق إلا إذا حُشرت في زاوية لا مناص فيها من التَّعليق أو التَّصريح الذي يصدر عن مسؤولين من الدرجة الثانية أو الثالثة غالباً، ومن شبه المستحيل إصدار بيان باسم رأس السُّلطة. وما أقلَّ وما أندر ما مرَّت السُّلطة السُّعُوديَّة بمثل هٰذا الموقف؛ حادثة الخاشقحي أكبر وأشد إحراج تعرَّضت له السُّلطة السُّعُوديَّة في هٰذا الشَّأن وكان فيها ما كان من تناقضات. وفيما خلا ذلك نكاد لا نجد أحداً أحرج السُّلطة السُّعُوديَّة وألزمها بتبيان موقفها أو تعليقها علىٰ حدث.

حادثات أخطر من الخاشقحي بمئات المرات من الإحراج أو العار أو الشنار… مرَّت وتمرُّ به السُّلطة والسِّياسة السُّعُوديَّة ولا يوجد أي تصريح أو تعليق؛ أذن من طين وأذن من عجين؛ وإما أن يموت الحمار أو يموت الملك أو يموت الحدث، وكأنَّ شيئاً لم يكن. ولٰكِنَّ الحقيقة أنَّ كل ما يكون لن يكون غير مكنون.

سياسة لم يعرفها نوعٌ من الكهنوت ولم يرق إلىٰ مستوىٰ دهائها دهاء ولا كهنوتية عبر التَّاريخ. حَتَّىٰ الماسونيَّة المشتهرة بالدهاء منقطع النظير والسِّريَّة والتَّكتُّم إلىٰ أبعد حدود التَّقدير فإنَّها تسرَّب منها، وصدر عنها، ولم تصل إلىٰ مستوىٰ السُّلطة السُّعُوديَّة في الدَّهاء والتَّدبير.

أيعقل أَنَّهُ لا يوجد بيانٌ ولا تعليق ولا تصريح في السِّياسة السُّعُوديَّة؟

ومن قال ذٰلك؟!

بالمجمل أنا أتحدث عن الأمور الحساسة والخطيرة والحاسمة والمصيريَّة وما جرى مجراها. هٰذا من جهة أولىٰ، أما الجهة الثانية فهذه سياسة السُّعُوديَّة أيضا على العموم وما يصدر من بيانات وتصريحات لا يكون إلا في هوامشيات ولملئ الفراغ وتسجيل الحضور. ومن جهة ثالثة فإن ما يصدر من تصريحات في امور مهمة، وهذا موضوعنا وما يهمنا،  فإنه يكون غالباً للتضليل وحرف الأنظار وتمرير أمر خطير.  ولا اظن احدا قادراً على وضع إصبعه على تصريح رسمي واحدٍ صحيح منذ بدء سلطة آل سعود إلى اليوم إلا القليل النادر من قبيل تصريح المعلمي قبل أيام.

فماذا قال المعلمي؟

وكيف فضح المستور وشرح المنشور؟

قال عبد الله المعلمي في تصريح خلال لقاء أجرته معه قناة (RT) الروسية في 8 حزيران 2020م في برنامج نيوزميكر:

«المملكة العربية السُّعُوديَّة استعادت الشرعية إلىٰ اليمن ودعمت الشرعية في اليمن، تماماً كما فعلت في العراق، تماماً كما فعلت في لبنان، تماماً كما تفعل في كل مكان؛ المملكة العربية السُّعُوديَّة هي الظهر الذي يستند عليه العالم العربي والأمة العربية والوطن العربي في سبيل الحفاظ علىٰ أمنه وصونه».

هٰذا قوله كما هو حرفاً حرفاً من دون أيِّ زيادة أو نقصان. وهٰذا الكلام صريحٌ تام أركان الصَّراحة، واضحٌ تام أركان الوضوح، يشرح الحقيقة شرحاً لا ليس فيه إلىٰ درجة أشعر فيها بالحرج من إلقاء الضوء عليه. ومع ذٰلك دعونا ننظر إليه نقطةً نقطة.

«المملكة العربية السُّعُوديَّة استعادت الشرعية إلىٰ اليمن»، إلىٰ اليمن وليس في  اليمن، دعك من حرف الجر، سنعدُّه جاهلاً في اللغة أو غير ضليع بها، ولذٰلك سنعدهما سواء مع هائل الفرق بَيْنَهُما ومدى خطورة أن تكون الاستعادة إلىٰ اليمن وليس في اليمن.

المذيع ذاته اندهش المفترض أَنَّهُ روسي الهوى ومعبراً عن موقف روسيا اليوم وهي ليست مؤسسة إعلامية حرة يقيناً… اندهش وتلولبت عيناه وتخشبت يداه قال لها مقاطعاً علىٰ الفور:

ـ «كيف تقول استعادت الشرعية لليمن والحكومة الشرعية تقيم في السُّعُوديَّة، وصنعاء والشمال تحت سيطرة الحوثيين، وعدن والجنوب تحت سيطرة المجلس الانتقالي»، أي الانفصاليين؟

ولم يكن الرد أقل وضوحاً مما سبق إذا قال: «أنا أجبتك عن ذٰلك عندما قلت إنَّ الحكومة الشرعية موجودة في داخل اليمن؛ موجودة في الجنوب، موجودة في الشمال، موجودة في أنحاء كثيرة من اليمن، والوجود الشرعي للحكومة اليمنية لا يقتصر علىٰ الرئيس منصور عبد ربه هادي… ونحن نستضيف الحكومة اليمنية لحين حلول الوقت المناسب لممارستها مهامها من الداخل».

من الواضح تمام الوضوح في القسم الأول أنَّ الشرعية اليمنية في نظر السلطة السُّعُوديَّة هي الحوثيين في الشمال والانفصاليين في الجنوب. هٰذا الكلام واضحٌ في كلامه في المقطع الأول، فلا يوجد أي سلطة حقيقية للشرعية الحقيقية في اليمن، وإنما السيطرة علىٰ الأرض هي للحوثيين في أغلب الشمال، وللانفصاليين في أغلب الجنوب وهٰذا ما سعت أصلاً السُّعُوديَّة إلىٰ الوصول إليه منذ استنجدت بها الشرعية الحقيقية لإنقاذها من الاحتلال الحوثي. وقد قلت ذٰلك في الأيام الأولى من بدء عمليات التحالف  السعودي الإماراتي الذي سميًّا تحالفاً إسلاميًّا حينها.

وعندما رد المعلمي علىٰ اعترض المذيع عاد فأكد هٰذه الحقيقة من جديد. وإن كان يستوحي المضللون من كلامه أَنَّهُ يقصد الشرعية الحقيقية وهٰذا وهم.

دعك من تصريحات المعلمي هٰذه. الرجل جاهل ولا يعرف ماذا يهرف. ماذا يوجد علىٰ الأرض؟ ما الحقائق التي تنطق بها الوقائع من دون حاجة إلىٰ التأويل؟ هل تبتعد عن هٰذه الحقيقة قيد أنملة؟

أبداً. لا تبعد عن ذٰلك أبداً. وفي متابعة الكلام ما يقطع بذٰلك، الرجل يشرح الحقائق ببراءة الأطفال. فقال تابع بشأن اليمن «ودعمت الشرعية في اليمن»، أي المملكة السُّعُوديَّة.

كيف دعمت الشرعية في اليمن؟

احتجزت بل أسرت رئيس اليمن والحكومة اليمنية واحتجزنهم في السُّعُوديَّة تحت الإقامة الجبرية منذ خمس سنوات لا تسمح لهم بمغادرة السُّعُوديَّة ولا أماكن الاحتجاز الضيقة التي هي بيوت أو فنادق. فأي شرعية يتمتع بها هٰؤلاء إذن؟ وأي شرعية يمثلون؟ وأي دعم يتلقون إذا كان يتم العامل معهم بوصفهم أسرى حرب؟ وأي دعم تم دعمهم به إذا كانوا ممنوعون من ممارسة حقوقهم السيادية والسلطوية من قبل  السُّعُوديَّة تحديداً لا غيرها؟!

إذن من غير الممكن منطقيًّا أن تكون الحكومة الشرعية الحقيقية هٰذه هي الشرعية التي دعمتها السُّعُوديَّة. ثَمَّة شرعية أُخرىٰ تعترف بها السُّعُوديَّة وتدعمها.

هٰذا منطقيًّا. فماذا يقول الواقع؟

الواقع يقول تماماً ما قاله المعلمي وهو أَنَّهُ كانت هناك شرعية ثورية في اليمن لا تعترف بها السُّعُوديَّة فانقلبت عليها بثورة مضادة جلبت الحوثيين إلىٰ السلطة، وكانت هناك وحدة يمنية رفضتها السُّعُوديَّة وحاربتها منذ قيامها وكانت لها محاولات عددية لتقسيم اليمن، والآن أعادت السلطة الانفصالية إلىٰ الجنوب. فصارت هناك شرعية للجنوب وشرعية للشمال، والسُّعُوديَّة تدعم هاتين (الشرعيتين) من وجهة نظرها. وكل الحقائق والوقائع والوثائق تؤكد هٰذه الأمر تأكيد لا لبس فيه. وكان هٰذا يقيني منذ انطلاق عاصفة الحزم التي سميتها يوما انطلاقتها عاطفة الخرم التي ستعزز وجود الحوثيين في  السلطة وربما تقسم اليمن كما قلت حينها.

أيعقل أن السُّعُوديَّة تدعم الحوثيين؟!

هٰذا ما لا يصدقه عاقل أبداً.

لم أجادل في ذٰلك فقد قلته مراراً وأعود لتأكيد أن السُّعُوديَّة لم يتوقف تنسيقها كل شيء مع الحوثيين منذ ما سمي الحرب السُّعُوديَّة علىٰ الحوثيين، وأكثر ضربات السُّعُوديَّة كانت علىٰ الشرعية اليمنية وما كان استهداف الحوثيين إلا تمويهاً. وقد اعترف الحوثيين منذ ستة أشهر بأن التنسيق بَيْنَهُم وبَيْنَ السُّعُوديَّة لم يتوقف منذ أربع سنوات… ثمَّ سرعان تم التعتيم علىٰ هٰذا البيان الذي نوقش غير مرة في وسائل الإعلام ويمكن العودة إليه في محركات البحث.

السُّعُوديَّة دعمت الحوثيين ماليًّأ وقد انفضح ذٰلك غير مرة وسرعان ما يتم توجيه التحليل إلىٰ التأويل. ولٰكِنَّ ماذا قال المعلمي في ذٰلك؟

قبل ستة أيام من لقائه مع روسيا اليوم وتحديداً في 2 حزيران 2020م في لقاء مع قناة سكاي نيوز عربية قال: «إنَّ السُّعُوديَّة أنفقت 17 مليار دولار مساعدات لكل الأطراف اليمينة من دون أن تميز بَيْنَ المتصارعين… وهي الدولة الوحيد في العالم التي فعلت ذٰلك؛ تحارب طرفاً وتقدم له مساعدات إنسانيَّة». اللقاء موجود علىٰ اليوتيوب بالتاريخ المذكور أعلاه. وكذٰلك لقاء روسيا اليوم بتاريخه ويمكن الرجوع إليهما بسهولة.

إذن السُّعُوديَّة باعتراف المعلمي الذي أكرره منذ سنوات ولم يرد أحد التصديق ولا الاقتناع، باعترف الملعمي فإن السُّعُوديَّة قدمت 17 مليار لكلِّ الأطراف اليمنية مع أَنَّهَا متصارعة وهي في حرب معها… علىٰ أساس نزعة إنسانية وحس إنساني كما برَّر المعلمي… أول دولة في العالم تحارب عدواً وتقدم له مساعدات إنسانيَّة.

افهم الحقيقة الآن جيداً:

لا أحد يجهل أن أنصار الشرعية الحقيقية اليمنية يموتون جوعاً وفقراً ومرضاً وأوبئة وتشرداً… ولا يصلهم من المساعدات شيء… وكل بضعة أشهر تناشد الأم المتحدة التبرع ينحو 300 أو 500 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الملحة لليمنيين الذين هم من أنصار الشرعية الحقيقية لأنَّ الآخرين في منأى عن ذٰلك… ولا أحد يستجيب. في حين دفعت السُّعُوديَّة 17 مليار دولار مساعدات، مساعدات وليس تكاليف حرب أي ثمن الأسلحة التي تستخدمها. لو قسمنا هٰذا المبلغ علىٰ خمس سنوات هي سنوات حربها لإعادة الشرعية لوجدنا أَنَّهَا قدمت مساعدات لليمنيين عشرة أضعاف ما تعلنه الأمم المتحدة من احتياجات.

إذن وهٰذا اليقين المؤكد فإن هٰذه الأموال كلها كانت وما زالت تدفع للحوثيين والانفصالين وتسجلها ديوناً علىٰ من تقتلهم لتنصر عليهم الحوثيين والانفصاليين. وهٰذه هي الحقيقة التي اعترف بها المعلمي ببراءة الأطفال.

ولتتأكد براءة الأطفال باليقين تابع المعلمي قوله بأن السُّعُوديَّة استعادت الشرعية إلىٰ اليمن قائلاً: «تماماً كما فعلت في العراق، تماماً كما فعلت في لبنان، تماماً كما تفعل في كل مكان».

أما لبنان فلم من قبل تحت أي شرعية لبنانية، ولٰكِنَّهُ كان علىٰ الأقل تحت سيطرة جملة توازنات لا رجحان لكفة فيها رجحاناً مطلقاً… حَتَّىٰ صار رفيق الحرير قويًّا فتم اعتياله ورويداً رويداً ثمَّ بتسارع تم وضع لبنان تحت سلطة حزب بالله الحاكم بأمر الولي الفقيه. وعندما صار تحت لبنان تحت السلطة المطلقة لحزب الله أعلن المعلمي بأن السُّعُوديَّة هي التي استعادت الشرعية إلىٰ لبنان.

هل يمكن فهم الأمر بغير هٰذا السياق؟

إن كان لديك شك فاذهب إلىٰ العراق.

قبل نحو سنة قال بول بريمر حاكم العراق عقب الاحتلال الأمريكي للعراق: «نحن قضينا علىٰ استفراد (السنة ـ المسلمين) بالسلطة في العراق منذ ألف سنة». هكذا بالحرف، من ضمن أشياء كثيرة ليس أوانها.

من الذي استدعى أمريكا لهٰذا الأمر؟ ومن مول هٰذا الأمر؟

حرب تحرير الكويت مضت وانتهت قبل ذٰلك بثلاث عشر سنة. دعك منها ومما حدث فيها، بعد ذٰلك من الذي استدعى وحرض ومول؟

أمير الكويت الحالي صباح الأحمد الصباح أعلن ندمه وتحسره علىٰ صدام حسن وتأسف علىٰ قبوله بإسقاطه. إذن دعك منه، يكفيه الشعور بالذنب. وعلىٰ أي حال لم يكن له أي دور في العراق بعد صدام حسين. الذي كان له الدور هو السُّعُوديَّة التي انفضحت عدة مرات بدعم الأحزاب الشيعية في العراق وتقديم الأموال والمساعدات لهم ناهيك عن الدعم الإعلامي الذي لا يغفل عنه لبيب. ويأتيك المعلمي اليوم ليفصح عن هٰذه الحقيقة ببراءة الأطفال.

إذن فعلاً السُّعُوديَّة استعادت الشرعية إلىٰ العراق. السلطة الشيعية الإيرانية التي تحكم العراق اليوم هي الشرعية في نظر السُّعُوديَّة.

وببراءة الأطفال يتابع الملعمي قائلاً: «تماماً كما تفعل في كلِّ مكان». وهٰذا كلام خطير، لأَنَّهُ لم يحدد العالم العربي ولا الإسلامي… بما يوحي وكأن السُّعُوديَّة تقود الحكومة العالمية!!!

أليس من مبالغة في ذٰلك؟

لا أدري، ولٰكِن لننظر.

لا أحد يجهل أو يستطيع أن ينكر دور السُّعُوديَّة في إعادة شرعية العسكر في مصر وإعدام الحياة المدنية وإعدام الديمقراطية وتصفية الثورة ونتائجها.

لا أحد يجهل أو يستطيع أن ينكر دور السُّعُوديَّة في إخماد الثورة السودانية وإبقائها في حضن العسكر والنظام ذاته مع التضحية بالرئيس… وكل من يقول أو يظن أن الثورة السودانية انتصرت أو حقق شيئاً فهو واهم.

لا أحد يجهل أو يستطيع أن ينكر دور السُّعُوديَّة في الانقضاض علىٰ الثورة الليبية بعد استقرارها وإدخال ليبيا في دوامة حرب أهلية ما زالت مستمرة… تظهر الإمارات في الواجهة والفاعل الحقيقي هو السُّعُوديَّة، حسبك أن حفتر ظهر في بيانه الانقلابي الأول الذي انفضحت فيه المؤامرة علىٰ قناة العربية التي ما زال ثَمَّة من ينكر أَنَّهَا سعودية.

لا أحد يجهل أو يستطيع أن ينكر أن السُّعُوديَّة هي التي قامت بالدور الأكبر في إجهاض الثورة السورية بعد سيطرت علىٰ ثلاثة أرباع سوريا.

لا أحد يجهل أو يستطيع أن ينكر دور السُّعُوديَّة في دعم الثَّورة المضادَّة والنظام التونسي القديم… حَتَّىٰ قيل عندما نجح الباجي قائد السِّبسي إنَّ السُّعُوديَّة دفعت أموالاً لنجاح السِّبسي تكفي لنجاحه في رئاسة أمريكا لو كان مرشحاً لها.

أمريكا!!

هل تعلم مدى الأموال والجهود التي دفعتها السُّعُوديَّة في حملة ترشح ترامب لرئاسة الولايات المتحدة؟! ترامب الذي كان مشروعه الانتخابي محاربة الإسلام والمسلمين، ترامب الذي كان يعلن جهاراً نهاراً بلا خجل عداءه للإسلام والمسلمين بعنصرية ما زال إلىٰ الآن يمارسها بوساخة؟ ترامب هٰذا كانت السُّعُوديَّة والإمارات من أكبر الممولين لحملته الانتخابية… وفعل فيهما من التحقير ما فعل ولم يزل.

لنذهب إلىٰ الصين. ما إن اشتدت حملة الصين علىٰ المسلمين في الصين حَتَّىٰ سارعت السُّعُوديَّة إلىٰ تعزيز علاقاتها التجارية معها.

هل نعد أيضاً. ارجع إلىٰ ما فعلته السُّعُوديَّة مع حكومة مينمار بعد مارست حملة إبادة وتطهير عرقي ضد المسلمين.

وعندما شاهدت الهند مدى التكريم والتقدير والأموال التي تقدمها السُّعُوديَّة لمن يمارسون الإبادة ضد المسلمين سارعت أيضاً إلىٰ حرب تطير عرقية ضد المسلمين… وعلىٰ الفور وصلها الشكر والتقدير والهدايا…

هٰذه ليست افتراءات ولا مبالغات كلها حقائق نعيشها اليوم ويمكن الرجوع إليها بسهولة في واقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي واليوتيوب. ولذٰلك أعلنت دهشتي من أنَّ السُّعُوديَّة تفعل ذٰلك في كل مكان…

حسناً، قد يتساءل متسائل:

ولماذا تفعل السُّعُوديَّة ذٰلك؟

المعلمي ذاته ببراءته ذاتها أجاب في اللقاء موضوع الكلام ذاته إذ قال: «المملكة العربية السُّعُوديَّة هي الظَّهر الذي يستند عليه العالم العربي والأمَّة العربيَّة والوطن العربي في سبيل الحفاظ علىٰ أمنه وصونه».

ثَمَّة ما كان يثب من عقله الباطن إلىٰ لسانه ويمنعه من الخروج حَتَّىٰ كرر المضمون بألفاظ مرادفة: «العالم العربي والأمة العربية والوطن العربي».

دعك من ذٰلك. إذا نظرنا إلىٰ علاقات السُّعُوديَّة الراهنة مع إسرائيل وهي ذاتها منذ قيام إسرائيل مع فرق واحد هو ظهورها إلىٰ العلن اليوم. وإذا نظرنا إلىٰ ما قانت به في العراق، سوريا، مصر، اليمن، تونس، ليبيا، السودان، لبنان (أماكن الثورات وإسقاط الأنظمة)… ولا نطيل، فإننا نفهم كلام الملعمي بشكل واضح، فالسُّعُوديَّة تحمي العالم، والوطن العربي، والأمة العربية من قيام نظام حكم غير تابع لإسرائيل، أي تحمي الأنظمة التي أوكل إليها الغرب الجثو علىٰ صدر الأمة والإسلام.

السُّعُوديَّة ذاتها اليوم لا تنكر هٰذا الكلام. هي لا تعلق ولا تصدر بياناً، ولٰكِنَّهُا فيما لو أحرجت بالتعليق فإنها لا تتنصل من هٰذه الحقائق، والإعلام السعودي اليوم يتفاخر بها وإن كان يوجد لها صيغاً تأويلية أو تجميليَّة، فالإعلام السعودي اليوم يتحدث عن الأخوة العربية الإسرائيلية، والأخوة الإسلامية اليهودية… ودعك من التسريبات وما فيها. هبها كذباً؛ ماذا يقول الإعلام السعودي عن ذٰلك كله وليس عن علاقتها مع إسرائيل؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى