مقالات

من يبحث معي عن هذه المعادن النفيسة؟

د. ممدوح المنير

كاتب وسياسي مصري.
عرض مقالات الكاتب

منذ انقلاب ٣ يوليو و عدد سكان مصر ارتفع ١٥ مليونًا تقريبا زيادة او نقصان فأنا لا أعلم على وجه الدقة الرقم الحقيقي.

و تقريبا زاد عدد المسلمين في العالم ما يقارب ١٥٠ مليونًا أو يزيد خلال الفترة ذاتها.

الشاهد من كلامي، هل سقط الانقلاب لأن عدد السكان زاد هذاالرقم الضخم؟!

الإجابة : لا

هل تحسن وضع العالم الإسلامي لأن هناك ١٥٠ مليون مسلم زادوا في العدد؟

الإجابة : لا

تخيل معي أنه خلال المدة نقسها ظهر في مصر أو العالم العربي شخص واحد كسيدنا خالد بن الوليد أو عالم واحد كالعز بن عبدالسلام أو قائد كمحمد الفاتح، هل كان سيتغير الوضع؟

الإجابة نعم بكل تأكيد بإذن الله ، فحركة التاريخ كله يصنعها أفراد معدودين خيرا أم شرًا؟

و ما نكبت الأمة إلا عندما حَقّرت من قيمة الفرد لصالح المجموع، فقتلت المواهب و دفنت القيادات لصالح الأشد ولاءً و الأقل عقلاً إلا ما رحم ربي.

الرسالة من هذه الفكرة أن صناعة القادة و بناء الرجال هي أهم واجبات المرحلة، بل هو فريضة شرعية على كل من له باع من مال أو علم أو خبرة في هذا المجال.

و أن الشخص اللئيم الطبع مريض القلب ، هو من يرى في أخيه أمارة من عقل أو ملامح لموهبة قيادة، فلا يقدمه و لا يعينه على صقلها و إبرازها و إنضاجها.

و لكم يحزنني و يضيق صدري عندما أجد أُناسًا منّ الله عليهم بنعمة المال وحب الخير ، مع قلة الفهم ، فلا يعرف من وجوه الانفاق سوى اطعام الفقراء و المساكين، و بناء المساجد، ولو عقل وفهم ضرورات عصره لعلم أن الانفاق على صناعة الرجال مقدم على ما عداه .

و نتيجة قلة الفهم هذه نجد أن اعدائنا يقتلوننا، ومهمتنا التبرع بالنعوش و متطلبات الدفن ، هم يصيبون الملايين بالأمراض و مهمتنا شراء الدواء منهم أنفسهم!!

هم يتسببون في عشرات الآلاف من الإصابات يوميًا للمسلمين في الحروب التي يشعلونها، و نحن مهمتنا بناء المستشفيات و نشتريها بكل ما تحتويه من نفس القاتل!!

قليلون هم من رزقهم الله فهما و وعيا فعلموا أن معركتنا الحقيقية هي أن نبني الجيل الذي يمنع القاتل من سفك الدماء ، الجيل الذي يمنع المجرم من تجويع شعوبنا و هتك أعراضنا.

و لو عددنا عدد رجال الأعمال في الغرب الذين يوقفون ثرواتهم و أملاكهم على صناعة القادة و طلبة العلم، لفتحنا أفواهنا دهشة و استغرابًا من حسن فهمهم، وقلة فهمنا!

كم هذا النوع من الرجال عزيز كالمعادن النفيسة، وكم هؤلاء القادة ندرة في زماننا هذا؟

اللهم إن لم يكن لنا نصيب أن نكون منهم ، فارزقنا معرفتهم و صحبتهم ،فهم القوم لا يشقى بهم جليسهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى