مقالات

الرباعي المتآمر على الشعب السوري (في عهد حافظ المقبور)

نعيم مصطفى

مدير التحرير
عرض مقالات الكاتب

ما إن وصل حافظ الأسد بانقلاب ناجح إلى سدة الحكم حتى شرع في سن القوانين وطرح الشعارات التي ظاهرها مناصرة الفقراء والعزف على وتر القومية ومحاكاة الغرب بإقامة الديمقراطية، وباطنها سحق الفقراء ونشر الاستبداد وإرساء الديكتاتورية، فقد كان شعار الدولة (وحدة – حرية – اشتراكية).

شرع حافظ الأسد بعد تبنيه حزب البعث العربي الاشتراكي كإيدلوجية للدولة بالعمل على توطيد وتثبيت حكمه ضارباً بعرض الحائط كل من يقف حجر عثرة أمام مشروعه في اختطاف الدولة إلى الأبد ولو خالف ذلك شعارات حزب البعث ذاتها التي تبناها.

الاستراتيجية والتكتيك الحقيقي الذي عمل عليه وقد نجح إلى حد كبير في تطبيقه هو صناعة فريق من العسكر والمدنيين حوله، ليكونوا سياجاً وحصناً لحكمه، وهذا الفريق يتشكل من هجوم ودفاع وترغيب وترهيب.

فالهجوم تمثل في تسليط الجيش والمخابرات على رقاب الشعب ومحاولة الإجهاز على أي كيان، أو جماعة، أو أفراد صدر عنها ولو إشارة تعارض سياسته، فقد كان عدد فروع المخابرات يناهز السبعة عشر فرعاً ومنتشرة كالجراد على جميع الأراضي السورية.

وأما الدفاع فيتمثل في السياسيين الذين يتحدثون عبر الإعلام مخاطبين الرأي في الداخل، والخارج بأن الشعب السوري يعيش في رفاهية ورخاء، وأمن، واستقرار لا مثيل له، وأن معظمه إن لم نقل كله يلتف حول القائد والزعيم المناضل والمفدى.

وأما الترغيب فيتمثل في إطلاقه ليد طبقة التجار ذات الشعبية العريضة في المدن الكبرى (مثل دمشق وحلب وحمص…) لتملأ خزائنها من قوت الشعب، فهم لا يهمهم سوى زيادة أرصدتهم في البنوك، فكانت وظيفتهم ضخ الأموال لجيوبهم وللضباط كي يحموهم من قوانين الضرائب وتسهيل التهريب والمتاجرة بالممنوعات (على عيون وعلم القيادة بذلك طبعاً) ورمي الفتات لشريحة لا بأس بها من الشعب كي يرضوا عنهم.

 وأما الترهيب فيتمثل في رجال الدين الذين يسعون جاهدين لتخدير الشعب عبر لي أعناق النصوص المقدسة ونشر ثقافة عدم الخروج على الحاكم لأن ذلك يخالف الشرع، وبالمقابل يحصلون على الأموال عبر الأبواب الدينية المختلفة من مثل تزعم أفواج الحج والعمرة (التي تدرّ عليهم الملايين) إلى جمع الأموال بحجة بناء المساجد ودعم الجمعيات الخيرية والإنفاق على طلاب العلم وما إلى ذلك…..

بناءً على ما تقدم يتبين أن مقدرات البلاد وثرواتها كانت تقع في أيدي عصابة صغيرة، وأن معظم الشعب السوري كان يعيش قبل ثورته المجيدة (2011) تحت خط الفقر وفي حالة من القمع، وكم الأفواه يندى لها جبين الحرية والديمقراطية ومنظمات حقوق الإنسان، ولكن المتآمرين على الشعب السوري اتسعت رقعتهم بعد الثورة ووقع الشعب السوري المظلوم بين فكي ذئبين، ذئب من الخارج متمثل بروسيا وإيران، وما هو على شاكلة النظام في عدائه للديمقراطية والحريات وذئب من الداخل متمثل بالفريق  الذي ذكرناه عبر السطور السابقة، ولكن الظلم لن يدوم وإرادة الشعب ستنتصر مهما تكالب عليها الأعداء، ومن يقرأ التاريخ يدرك هذه الحقيقة وهذه السنة الكونية، وسيتحول الأمل والطموح إلى واقع قريباً إن شاء الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى