بحوث ودراسات

دفاع عن العروبة: ملاحظات على مراجعة عبد الإله بلقزيز لمفهوم الوحدة العربية 6 من 6

د. قصي غريب

كاتب وأكاديمي سوري
عرض مقالات الكاتب

وعليه لم تكن أبداً الفكرة العربية فكرة عامة حولها القوميون إلى خاصة، ولم تكن أبداً قضية الأمة التي عليها الإجماع، فالانتماء إلى العرب عام، والانتماء إلى العروبة التي هي أيديولوجية سياسية خاص، ولكن الدعوة إليها عامة مفتوحة لجميع أبناء الأمة العربية، وهنا يجب الفرز بين العروبة كفكر، وبين الممارسات المبتذلة الرثة للأنظمة العربية الاستبدادية المتخلفة التي وظفت العروبة كأيديولوجية سياسية للتعبئة والتجييش لأخذ الشرعية، ومن ثم فإن السلبيات لم تأت من العروبة إنما جاءت من ممارسات الذين رفعوها شعاراً وأساءوا إليها.

وفي ص 124 قال بلقزيز : ” إن أعظم خراب للفكرة العربية وأشنع مقتل للوحدة أن تظل حكراً للقوميين، وأن يقر في أذهان الناس جميعاً أنها حصتهم من الدنيا، إن في ذلك إفقاراً شديداً لها، وتجفيفاً لينابيع ينبغي أن تغتذي منها وتستقي، من يرتضي لنفسه ذلك عليه أيضاً أن يسلم بأن الديمقراطية لليبراليين وحدهم، والعدالة الاجتماعية للماركسيين وحدهم، وميراث الأمة الديني والحضاري للإسلاميين وحدهم … آن لنزعة احتكار الفكرة العربية أن تغادر العقل القومي العربي إلى الأبد – غير مأسوف عليها – آن للقوميين أن يسلموا بصدق أن فكرة الوحدة العربية ملكية جماعية لا خاصة، مثلما آن لغيرهم أن يسلم بأن الإسلام والديمقراطية وقيم الحرية والعدالة الاجتماعية ملكية جماعية وليست صكاً مكتوباً لزيد أو عمرو “.

إن القول بأن أعظم خراب للفكرة العربية وأشنع مقتل للوحدة أن تظل حكراً للقوميين لا يأتي أبداً من باب المراجعة والنقد والتصحيح والتصويب، وإنما يدخل في باب الشتيمة والتحامل والتجريح والتصغير والتقليل من شأن القوميين العرب، والتشكيك بدورهم، ودفعهم عن كل فضيلة، وإلحاق كل رذيلة بهم، وبهذا يضع بلقزيز من نفسه في مكان سلبي لا نريد أن يكون فيه، فهو يجرح بأشياء دقيقة جداً، تمس جوهر وجودهم وكفاءتهم، إنه يطعن بالقوميين العرب ويحقرهم، ولهذا فإن موقفه الفكري ليس مجرد موقف سلبي بقدر ما يبدو موقفاً أيديولوجياً معادياً، لأنه يشن حملة عنيفة، وهجوماً لاذعاً على القوميين العرب، فالموضة السائدة اليوم هي هجاء العرب والقوميين العرب حصراً – قومجية – ولكنه يشن حملة وهجوماً على القوميين العرب من خندقهم، لأنه منهم، فيشوه تاريخهم، ويحط من شأنهم، وينكر عليهم أي دور، هذا من جانب، ومن جانب أخر؛ على الرغم من أن القوميين العرب وحدهم حصراً من يرفع لواء الفكرة العربية إلا أن منهم الكثيرون الذين يرفعون ألوية الديمقراطية وتداول السلطة واحترام حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، ويفتخرون ويعتزون بميراث الأمة الديني والحضاري، ويعدونه عقيدتهم وتراثهم القومي، ومادة ثقافتهم وهويتهم، من منطلق العلاقة المترابطة بين العرب والإسلام، لأن من بين القوميين العرب من هو إسلامي، وليبرالي، وماركسي، ولكن لا يوجد إلا ما ندر إسلامي أو ماركسي عروبي الاتجاه، ولذلك يستطيع القوميون العرب الزعم والادعاء حقيقة بأنهم وحدهم ” الممثل الشرعي الوحيد ” للفكرة العربية، وفي الوقت نفسه الزعم والادعاء حقيقة أنهم ديمقراطيون، واشتراكيون، وإسلاميون، من منطلق أن تراث الأمة الديني والحضاري دينهم وثقافتهم وهويتهم، ولكن لا يستطيع الليبراليون الزعم والادعاء أنهم وحدهم ” الممثل الشرعي والوحيد ” للديمقراطية، ولا يستطيع الماركسيون الزعم والادعاء أنهم وحدهم ” الممثل الشرعي والوحيد ” للعدالة الاجتماعية، ولا يستطيع الإسلاميون الزعم والادعاء أنهم وحدهم ” الممثل الشرعي والوحيد ” لميراث الأمة الديني والحضاري، لأن القوميين العرب يشاركون الليبراليين بالإيمان بالديمقراطية، والماركسيين بالعدالة الاجتماعية، والإسلاميين بميراث الأمة الديني والحضاري، ويرفعون ألوياتها معهم، في حين ربما لا يؤمن الماركسيون بالديمقراطية الليبرالية، ولا بميراث الأمة الديني والحضاري، ولا بالعروبة والوحدة العربية، ولا يرفعون ألويتها، وكذلك أيضاً ربما لا يؤمن الإسلاميون بالديمقراطية الليبرالية، ولا بالاشتراكية، ولا بالعروبة، والوحدة العربية أديولوجياً، ولا يرفعون ألويتها، وربما لا يؤمن الليبراليون بالاشتراكية، ولا بالعروبة والوحدة العربية، ولا يرفعون ألويتها .

وفي ص 124 قال بلقزيز : ” آن للقوميين العرب أن يتخلوا عن مذهبيتهم المغلقة التي يدل عليها اسمهم قبل فعلهم، وأن يختاروا من الأسماء والنعوت أرحبها وأدلها على قضيتهم، أعني اسم : الوحدويين العرب، فحين تتحول القومية إلى مذهب تنحط، وتؤول إلى تعصب وانغلاق، ولا أحسب أحداً ممن يتأبون حمل صفة القومي يخجل من أن يقال في حقه أنه وحدوي عربي، بل إني أحسب غير العرب ممن يتقاسمون معنا الانتماء إلى هذا الوطن الكبير يسعدون بحمل نعت الوحدويين، والنضال من أجل وحدة تجمعهم والعرب في كيان عربي واحد “.

في هذا الاتهام المستبد كان على بلقزيز أن يقدم الدليل والبرهان على أن الفكرة العربية مغلقة، من خلال تسمية معتنقيها، ورافعي لوائها بالقوميين، فالفكرة العربية لا تقوم على العرقية أو العنصرية التي لا تعترف بالآخر وتلغيه، مثل النازية، والفاشية، فالمفكرون العروبيون وعلى اختلاف توجهاتهم لم يظهر أبداً في أدبياتهم القومية التأكيد على العامل العرقي والعنصري، أو الروح الاستعلائية، ولم يكن في كتاباتهم روح التعصب الواضحة الفجة، ولم تتحول أطاريحهم الفكرية إلى نوع من الأصولية الفكرية، والأيديولوجية التي تتعصب للأنا، وتنفي الآخر المختلف، وتصادر خصوصيته الثقافية والحضارية وتلغيه، لأن مفهوم العروبة يتعارض بالمطلق مع المفاهيم العرقية والعنصرية، والروح الاستعلائية، ويرجع سبب ذلك أن العروبة لها مكون ثقافي وحضاري هو الإسلام، فالدين الإسلامي جزء أساس ورئيس في تكوين الأمة العربية، وقد صبغ كل حياتها، فالحركة القومية العربية منذ أن ظهرت وإلى اليوم تقف بالضد من العرقية والعنصرية، والروح الاستعلائية، وفي هذا الشأن قال رجاء النقاش : ” فمن ناحية الموقف العنصري لم يطلب أحد من المؤمنين بالقومية العربية إبعاد العناصر غير العربية عن المجتمع العربي، فالوطن العربي يضم الكردي، والبربري، والأرمني، والزنجي، وذوي الأصول التركية، والشركسية، والفارسية، ومع ذلك لم تظهر عند مفكري القومية العربية دعوة نظرية أو عملية للقضاء على هذه العناصر، أو حرمانها من حقوقها الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية … إننا نجد العكس تماماً هو الصحيح، فحركة الفومية العربية قد استوعبت على ما يمكن أن نسميه بالهام تاريخي وحضاري شديد النقاء، فالحضارة العربية قد استوعبت في عصور ازدهارها أبناء الشعوب غير العربية استيعاباً كاملاً، وذلك دون أن تضيق بهم أو ترفضهم، أو تبني أي نظرية من النظريات التي يمكن أن تعوق اندماج غير العرب في الحضارة العربية، أو المجتمع العربي “(79). ولكن فرضت الأوضاع الداخلية والخارجية على العرب وخاصة بعد تفكك الدولة العثمانية أن تتحول الفكرة العربية إلى عقيدة سياسية أو أيديولوجية للتعبئة والتجييش من أجل قيام الكيان السياسي العربي الواحد، وخاصة أن الدول في العالم قامت وتقوم على أساس الفلسفة القومية، وفي هذا الشأن قال برهان غليون : ” قد جاء إلغاء الخلافة الصورية عام 1924 … ليضع العرب لأول مرة بعد الحقبة الإسلامية الأولى التي تزعموا فيها مصير العالم الإسلامي أمام التحدي الكبير : إعادة بناء شخصيتهم الوطنية، وما كان من الممكن تحقيق مثل هذا الهدف الكبير من دون عقيدة مرشدة ورؤية جديدة، ولم تكن تلك الرؤية شيئا آخر غير الرؤية المستمدة من الفلسفة القومية، التي كانت سائدة في عصرهم، وهكذا أصبح التأكيد على الانتماء العربي نواة الفكرة التي تتصدى لمسألة قيادة العرب نحو تأسيس أمة حديثة، أو نحو توحيد الشخصية المبعثرة والممزقة “(80).

وعليه فإن القول بشكل مباشر وفج أن القوميين العرب ( مذهبيون منغلقون ) والقومية العربية ( منحطة ومتعصبة ومغلقة ) هو اتهام باطل وسفيه، وهي محاولة منحطة ومتعصبة ومغلقة، للتشويه بامتياز للنيل من العروبيين والعروبة، وتصويرهم على أنهم غير قادرين على التعايش مع الآخر المختلف، الذي يعيش في المجتمع العربي، ولا يستطيعون التعامل معه، لأنها تتهمهم بوضوح على أنهم منحطون ومتعصبون ومنغلقون، ومن ثم يعني أنهم يتصفون بالعنصرية وضيق الأفق، كما أن تأكيد بلقزيز على أن القومية عندما تتحول إلى مذهب، تنحط وتؤول إلى تعصب وانغلاق، هذا الرأي المستبد والمتعصب والمنغلق لا ينطبق أبداً على القومية العربية الإنسانية بقدر ما ينطبق على رؤيته الواضحة المستمدة من تطور مفهوم القومية التي عرفتها أوربة في تاريخها الحديث والمعاصر، والتي تميزت بمواقف استعلائية عنصرية تستند في فلسفتها العامة إلى نظريات عرقية عدوانية، وما نتج عنها من نزوع عدواني إلى الهيمنة والسيطرة، ودعوة إلى التفوق والاستعلاء، إذ لا ترى وجودها إلا في إفناء غيرها، وهنا نسأل بلقزيز ما هو الدليل والبرهان على أن تسمية القوميين العرب بهذه التسمية تعني التعصب والانغلاق ؟، في الوقت الذي ينتشر في أرجاء العالم مثل هذه التسمية، فعلى سبيل المثال هناك قوميون وأحزاب قومية في فرنسا، واليابان، وروسيا، وتركيا، وإذا كان القوميون والأحزاب القومية الأجنبية متعصبة ومغلقة، فليس من المقبول إسقاطها على القوميين العرب، أو العروبيين، كما أن التسمية بحد ذاتها ليست مشكلة، سواء أقومية كانت أو وحدوية، لأنها واحدة، وقد تناولت أدبيات الفكر القومي العربي مفردة القومي والوحدوي على أنها تسمية واحدة، وهناك أحزاب عربية في بعض الدول العربية ذات اتجاه قومي، تطلق على نفسها أحزاباً وحدوية بدل مفردة القومية، أما ظن بلقزيز ومراهنته الإيجابية على العناصر غير العربية التي تعيش في المجتمع العربي بأنهم ” يسعدون بحمل نعت الوحدويين، والنضال من أجل وحدة تجمعهم والعرب في كيان عربي واحد “، فإننا ندعو ونتمنى من أجل أن يكون ظنه في محله، ولكن كنا نأمل منه أن يشخص هذه الحال الإيجابية، ويدل عليها، ليكون كلامه أكثر واقعية، خاصة وأننا لا نعرف منهم إلا المتعصبين والمنغلقين، وما أكثرهم.

وأخيراً وأمام مزاعم هذه المقالة التي تثير الشبهات لا يسعنا إلا أن نقول : إن المفكر القومي العربي عبد الإله بلقزيز يطل علينا من إطلالة لا تبدو عروبية، فلقد ظهرت عليه حالة الإنسلاخ والإرتهان الحضاري للغرب، فهو متأثر بالفكر والتجربة القومية الأوربية التقليدية، فقام خطابه الفكري على استحضارها، فهو يريد أن نتبع الآليات نفسها، التي عرفتها سيرورة تكون الأمم الغربية، إذ اعتاد أن يقيس كل ظاهرة وتطور بموجب المفاهيم والمؤسسات الغربية، وهذا الأسلوب الذيلي غير صحيح، وغير مقبول، لأن هذه المفاهيم والمؤسسات لا ترسخ أو تدوم في أية بيئة بالاقتباس وحده، بل لا بد من أن تكون هناك أصول ومقومات في تلك البيئة، وهذه قد تنشط وتطور بالاتصال بالفكر الخارجي، فالحركة القومية في الغرب كانت وراء تكون الدول القومية، والتوسع الاستعماري، ولكن هذا لا يسقط بالضرورة على كل حركة قومية وبخاصة حركة القومية العربية، لاختلاف منطلقاتها وظروف نشأتها وأهدافها(81). وكان انبهاره وافتتانه بالتجربة القومية الأوربية قد جعل نقده لا يرى في المقومات العربية وخاصة الهوية العربية إلا هباء لا قيمة لها، فحاول إلغاءها مستغلاً مكانته الفكرية الاعتبارية، مع أن السائد في عالم اليوم صحوة الهويات والثقافات القومية من جديد، وفي النقد هناك فرق شاسع بين إظهار سلبيات، والهجوم على مقومات، والمطالبة الفجة بإلغائها، مع أن هناك محاولات بائسة من هنا ومن هناك لاستئصال مكونات الأمة العربية ونسيجها الثقافي والحضاري.

ولقد تجاهل بلقزيز أن وجود الأمة يرتبط بوجود الثقافة الخاصة بها، والهوية المميزة لها، فإذا زالت ثقافتها، أو انمسخت في ثقافة أخرى، زالت تلك الأمة من الوجود، وفي هذا الشأن قال فرانز فانون : ” لا أمة بدون ثقافة خاصة، ولا ثقافة بدون أمة “، والأمم الحية لا تتأقلم أبداً بإطار ينفي قيمها الثقافية والحضارية، ويفرض عليها الخنوع والذوبان في ثقافة وحضارة الآخرين(82). ونعتقد أنه لا يمكن أبداً بأية حال ومهما كانت النوايا تجديد الفكر القومي العربي، ومحاولة إرساء آليات جديدة خلاقة للوحدة العربية بانتهاج سبيل الانسلاخ والارتهان الحضاري للآخر المختلف، من خلال الدعوة إلى إلغاء الهوية العربية، واستبدالها بالمصلحة، مع أن الهوية الثقافية والحضارية هي الأساس في كل دول العالم، ولذلك قال جواهر لال نهرو: ” إننا لا نستطيع أن نخدم غايات صحيحة بوسائل فاسدة “.

وعليه ليسمح لنا المفكر بلقزيز أن نستخدم بعض مفرداته التي وردت بالنص إذ يمكن القول إن أحكامه النقدية في المراجعة الفكرية والسياسية لمفهوم الوحدة العربية لم تأت عن طريق استنطاق موضوعي وعلمي للنص القومي العربي، بل أطلق أحكاماً عدمية الهوى والمنزع، فقد كان يبحث عما يقيم به دليلاً عليه، متسقطاً فكرة هنا وفكرة هناك، ومبالغاً في تظهيرها على نحو يختزل فيه النص الفكري القومي العربي بما يسهل نسف وإلغاء الهوية العربية، وهذه طريقة مبتذلة ورثة بامتياز، وهل ثمة من ابتذال أكثر من أن يتحول النقد إلى مماحكة لفظية مع النص تطرح جانباً البحث والتمحيص في المشكلات والسلبيات الحقيقية للفكر والتطبيق القومي العربي، ومن ثم يصنع فكراً جديداً نيراً خلاقاً منطلقاً من قاعدة أصالة الأمة العربية الثقافية والحضارية، فكراً جديداً أساسه ثقافة وحضارة الشعب العربي، مع انفتاحه وتفاعله مع ثقافات وحضارات الأمم الآخرى، فكراً جديداً ينطلق من المنابع الروحية والأصول الحضارية للشعب العربي، مع انفتاح راشد ومسئول على العصر ومدنياته وحضاراته الإنسانية الأخرى، والاستفادة من كل إيجابياتها، فكراً جديداً يوفق بين الأصالة والمعاصرة، يكون في مصلحة الشعب العربي، ويحافظ على التكامل في أوطانه، ومتلائماً مع قيمنا وثقافتنا العربية الإسلامية، مع انفتاح وتفاعل وانطلاق على أفكار وتجارب ومتطلبات العصر والحضارة الإنسانية(83)، ومن ثم يضع آليات جديدة خلاقة للعمل الوحدوي، ولكن كما يبدو أنه تسلى بلعبة البحث عن طريدة كي يأخذها بالجرم المشهود، في إثارة شبهات على طريقة المستشرقين، تدور حول مجموعة من المسائل الجزئية والفرعية والهامشية، التي لا تقدم ولا تأخر، مثل هل الدولة القطرية شرعية أم غير شرعية ؟، وهل نحن قوميون أم وحدويون ؟ وبهذا لم يستهدف أي موضوع حقيقي.

وبناء عليه فلقد كانت المقالة شططاً فكرياً بصيغة مراجعة، أو تراجعات فكرية بصيغة مراجعات، ومن ثم يستحق أن يقال لبلقزيز : ” لقد جئت شيئاً إمرا ” (84). و” لقد جئت شيئاً نكرا “( 85). لأن ما ورد في المقالة من شبهات غير مسئولة تدل على إرتجال الآراء من دون درس أو بحث، فهو يتنكر بوضوح للفكر القومي العربي الذي دعا إليه وكسب منه التأييد والمكانة القومية الرفيعة، مما يجعل منه يتنكر قبل كل شيء لوظيفته، ورسالته كمفكر قومي عربي واعد، مما سيخيب آمال الكثير من القوميين العرب وخاصة الشباب، ونحن منهم، ولهذا عليه أن يعيد النظر بهذه الطروحات.

1 – نبيه أمين فارس، دراسات عربية، الطبعة 1،( بيروت، دار العلم للملايين، 1957)، ص 104 – 111.

2 – د. عبد العزيز الدوري، التكوين التاريخي للأمة العربية : دراسة في الهوية والوعي، ط 3،( بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، 1986)، ص 103- 104.

3 – عن مكانة اللغة العربية وتميزها انظر د. أحمد فؤاد الأهواني ، القومية العربية،( القاهرة، دار القلم، 1960)، ص18- 44.

4 – الرازي، مختار الصحاح، ( بيروت، المركز العربي للثقافة والعلوم )، ص492.

5 – ابن منظور، لسان العرب،( القاهرة، دار المعارف )، ص 4517-4518.

6 – سورة آل عمران، الآية 104.

7 – سورة آل عمران، الآية 110.

8 – سورة هود الآية، 116.

9 – سورة الحج، الآية 41.

10 – سورة الأعراف، الآية 157.

11 – سورة لقمان، الآية 17.

12 – أبو داود 11/419.

13 – مستدرك الحاكم 11/214

14 – مسلم 1/167

15 – سيرة ابن هشام 2/661

16 – ساطع الحصري، ما هي القومية : أبحاث ودراسات على ضوء الأحداث والنظريات، ط1،( بيروت، دار العلم للملايين، 1959)، ص 202.

17 – سنن الدرامي 2/230.

18 – الإمام علي، نهج البلاغة، تحقيق الإمام محمد عبدة،( القاهرة، دار الحديث، 2004)، ص90.

19 – المصدر نفسه، ص160.

20 – المصدر نفسه، ص62.

21 – الإمام علي، نهج البلاغة، مصدر سبق ذكره، ص393 – 394.

22 – المصدر نفسه، ص 436.

23 – المصدر نفسه، ص467.

24 – ساطع الحصري، الإقليمية، ط 2،( بيروت، دار العلم للملايين، 1964)، ص119.

25 – المصدر نفسه، ص123.

26 – ساطع الحصري، ما هي القومية، مصدر سبق ذكره، ص249 .

27 – زكي الأرسوزي، الأمة العربية، (دمشق، دار اليقظة العربية للتأليف والترجمة والنشر، 1958)، ص 98. 28 – قسطنطين زريق، الوعي القومي، الطبعة 2،( بيروت، دار المكشوف، 1946)، ص 128 – 132.

29 – ساطع الحصري، ما هي القومية، مصدر سبق ذكره، ص37.

30 – المصدر نفسه، ص40.

31 – ساطع الحصري، ما هي القومية، مصدر سبق ذكره، ص251-252.

32 – المصدر نفسه.

33 – ساطع الحصري، آراء وأحاديث في الوطنية والقومية، ط3،( بيروت، دار العلم للملايين، 1957)، ص 141 – 142.

34 – ياسين الحافظ، كيف نخرج النضال الوحدوي من أزمته وعجزه ؟ ، مواقف، عدد 6، 1969 نقلاً عن كتاب جورج طرابيشي، الدولة القطرية والنظرية القومية، ط1،( بيروت، دار الطليعة، 1982)، ص 22- 23.

35 – د. نديم البيطار، من التجزئة إلى الوحدة : القونين الأساسية لتجارب التاريخ الوحدوية، ط3،( بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، 1982)، ص 388.

36 – ساطع الحصري، دفاع عن العروبة، ط2،( بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، 1985)، ص 95.

37 – المصدر نفسه ، ص 22 – 28.

38 – نقولا زيادة، العروبة في ميزان القومية،( بيروت، دار العلم للملايين، 1950)، ص 34 – 49.

39 – انظر خالد بن صالح الحميدي، نشوء الفكر السياسي الإسلامي من خلال صحيفة المدينة، ط1،( بيروت، دار الفكر اللبناني، 1994) والفضل شلق، الأمة والدولة : جدليات الجماعة والسلطة في المجال الوعي الإسلامي، ط1،( بيروت، دار المنتخب العربي، 1993) ورضوان السيد، الأمة والجماعة والسلطة، ط1،( بيروت، دار إقرأ، 1986).

40 – اندريه هوريو، القانون الدستوري والمؤسسات السياسية، ج1، ط2،( بيروت، الأهلية للنشر والتوزيع، 1977)، ص 100.

41 – د. عبد الغني بسيوني عبدالله، النظم السياسية،( بيروت، الدار الجامعية، 1984)، ص 36 – 37.

42 – د. برهان غليون، المحنة العربية : الدولة ضد الأمة، ط2،( بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية،1994)، ص 94 .

43 – المصدر نفسه، ص 99 – 100.

44 – نقولا زيادة، العروبة في ميزان القومية، مصدر سبق ذكره.

45 – جورج طرابيشي، الدولة القطرية والنظرية القومية، مصدر سبق ذكره.

46 – د. برهان غليون، المحنة العربية : الدولة ضد الأمة، مصدرسبق ذكره.

47 – د. عبد العزيز الدوري، التكوين التاريخي للأمة العربية : دراسة في الهوية والوعي، مصدر سبق ذكره، ص 15.

48 – سورة الحجر، آية 9.

49 – د. عصمت سيف الدولة، الطريق إلى الوحدة العربية، ط 1،( بيروت، دار الطليعة للطباعة والنشر، 1968)، ص 17.

50 – صموئيل هنتنغنتون ، صدام الحضارات وإعادة بناء النظام العالمي، تعريب د. مالك عبيد أبو شهيوة ود. محمود محمد خلف، ط1،( مصراتة، الدار الجماهيرية، 1999).

51 – انظر إيليا حريق، نشوء نظام الدولة في الوطن العربي، الدولة والإندماج في الوطن العربي، ج 1،( بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، 1989)، ص 27- 47.

52 – د. برهان غليون، المحنة العربية : الدولة ضد الأمة، مصدر سبق ذكره، ص 94.

53 – ساطع الحصري، ما هي القومية، مصدر سبق ذكره، ص 151- 159 .

54 – انظر طه حسين، مستقبل الثقافة في مصر،( القاهرة، مطبعة المعارف، 1936).

55 – ساطع الحصري، ما هي القومية، مصدر سبق ذكره، ص 44 – 45 .

56 – ساطع الحصري، محاضرات في نشوء الفكرة القومية، ط 2،( بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، 1985)، ص 20.

57 – قسطنطين زريق، الوعي القومي، مصدر سبق ذكره، ص 107.

58 – الشاعر القروي، الأعمال الكاملة النثر، جمعه وبوبه وضبطه وشرحه وقدم له د. محمد احمد قاسم، ط1،( طرابلس لبنان، منشورات جروس برس، 1996)، ص 133.

59 – محمد جابر الأنصاري، هذا المصطلح الهجين هل المراد به محو العروبة ؟، الموقع على الأنترنت :

http://www.alkhaleej.ae/portal/6c31dcea-b221-4dd4-84fa-ee0a3891ff6f.aspx

60 – الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الموقع على الإنترنت :

http://www.un.org/ar/documents/udhr

61 – العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الموقع على الإنترنت :

http://www.unicef.org/arabic/why/files/ccpr_arabic.pdf

62 – الحجرات، آية 13.

63 – ساطع الحصري، الإقليمية، مصدر سبق ذكره، ص 27.

64 – نبيه أمين فارس، دراسات عربية، مصدر سبق ذكره، ص 104.

65 – د. عبد الإله بلقزيز، المقاومة وتحرير جنوب لبنان : حزب الله من الحوزة إلى الجبهة، ط1،( بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، 2000).

66 – د. قصي غريب، المتلبرلون الجدد في سورية، الموقع على الانترنت :

http://www.alfikralarabi.org/modules.php?name=News&file=article&sid=6420

67 – المشروع النهضوي العربي، ط 1،( بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، 2010).

68 – د. يوسف خوري، المشاريع الوحدوية العربية 1913 – 1989 دراسة توثيقية، ط 2،( بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، 1990).

69 – على سبيل المثال كتاب محمد المبارك، الأمة العربية في معركة تحقيق الذات، ط 2،( بيروت، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، 1988).

70 – انظر كتاب وثائق انشقاق الحزب الشيوعي السوري.

71 – لويس عوض، الأساطير السياسية، الأهرام، عدد 7 نيسان، 1978.

72 – ساطع الحصري، دفاع عن العروبة، مصدر سبق ذكره، ص 11.

73 – ساطع الحصري، الأمة العربية 1953 : أبحاث مختارة في القومية العربية،( القاهرة، دار المعارف، 1964)، ص23.

74 – جورج طرابيشي، الدولة القطرية والنظرية القومية، مصدر سبق ذكره، ص 22 – 23.

75 – عبد الحسين شعبان، تحطيم المرايا : في الماركسية والاختلاف، حوار وتقديم خضير ميري، ط1،( بيروت، منشورات الاختلاف والدار العربية للعلوم ناشرون، 2009)، ص 201.

76 – المصدر نفسه، ص 171 .

77 – المصدر نفسه، ص200.

78 – د. برهان غليون، المحنة العربية : الدولة ضد الأمة، مصدر سبق ذكره، ص59.

79 – رجاء النقاش، الانعزاليون في مصر، ط 1،( بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1981)، ص 12 – 13.

80 – د.برهان غليون، المحنة العربية : الدولة ضد الأمة، مصدر سبق ذكره، ص61.

81 – عبد العزيز الدوري، التكوين التاريخي للأمة العربية : دراسة في الهوية والوعي، مصدر سبق ذكره، ص9.

82 – د. قصي غريب، المتلبرلون الجدد في سورية، مصدر سبق ذكره.

83 – المصدر نفسه.

84 – سورة الكهف، آية 71 .

85 – سورة الكهف، آية 74.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى