بحوث ودراسات

اعترافات تائبين من غُلاة الشِّيعة على تجاوزات بني جلدتهم 3 من 4

د. محمد عبد المحسن مصطفى عبد الرحمن

أكاديمي مصري.
عرض مقالات الكاتب

مفهوم تصدير الثَّورة

استخدم خطاب الخميني وزُمرته في أعقاب نجاح ثورة عام 1979، في الإشارة إلى تشجيع النظام الإسلامي الإيراني اندلاع ثورات مشابهة في مختلف البلدان التي تعاني من تسلُّط حكَّامها. واستفزَّ تصريح الخميني بهذا الشأن الموسوي، فردَّ عليه متعجِّبًا، ليعدِّد الآثار الكارثيَّة التي أحدثها استحواذ الملالي على السُّلطة في إيران، وعلى رأسها (ص44-45):

1.الفوضى والدَّمار الشَّامل في كلِّ شؤون البلاد.

2.إعدام الفتيات المراهقات والشَّباب الَّذين لم يبلغوا الحُلُم.

3. إعدام الشُّيوخ الَّذين تجاوزا الثَّمانين أو بلغوا التِّسعين.

4. إعدام النِّساء الحوامل.

5.الحرب الأهليَّة.

6.الحرب مع الجيران وقتْل الإخوة المسلمين.

7.قتْل الشَّعب من أبناء القوميَّات المختلفة بالآلاف.

8.الانهيار الاقتصادي في كلِّ مرافق الحياة.

9.المحاكم الثَّوريَّة الَّتي تحكم بالإعدام 100 شخص في 100 دقيقة.

10.خسمة أنواع سجون وخمسة أنواع محاكم وخمسة أنواع قوى تنفيذيَّة.

11.ثلاثون ألف سجين سياسي.

12.أربعة ملايين عاطل عن العمل.

13.ثلاثة ملايين من منكوبي الحرب.

14.التَّضخُّم بمعدَّل 400 في المائة خلال سنتين.

15.إغلاق الجامعات لمدَّة غير معلومة.

16.انهيار عملة البلاد إلى 500 في المائة من سعرها الرَّسمي.

استغال الخطاب الدِّيني في اكتساب الشَّرعيَّة السياسيَّة

يعاود الموسوي التطرُّق إلى ما سبق أن تطرَّق إليه في كتابه الشِّيعة والتصحيح (1988)، من انتقاده لنظريَّة ‘‘ولاية الفقيه’’، التي أوصل مرتبة الوليِّ وفقها إلى مرتبة النبيِّ الكريم، كما جاء رسالة الخميني إلى رئيس الجمهوريَّة، التي نشرتها صحيفة كيهان، في عددها 13223، في 16جمادى الأولى 1408هجريًّا. واستنادًا إلى هذه النظريَّة، نصَّ الدستور على منصب المرشد الأعلى للثورة، وخلع عليه عدَّة مهام، يورد الموسوي منها “تعيين الفقهاء المراقبين على صيانة الدُّستور والقوانين الَّتي يسنُّها مجلس الشَّعب”، و “تعيين أعلى سلطة قضائيَّة في البلاد”، و “نصْب وعزْل رئيس أركان الحرب…وقائد الحرس الثَّوري”، و “تعيين قادة القوَّات المسلَّحة”، و “إعلان الحرب والصُّلح”، و “عزْل رئيس الجمهوريَّة إذا اقتضت الحاجة” (ص52).

تشويه نظام الخميني صورة الإسلام

يضع الموسوي يده على أمر هام، وهو تعمُّد المبالغة في نقل صورة المرشد الأعلى للثورة وللثورة نفسها إلى البسطاء، في محاولة لتسليط الضوء على الانتهاكات غير المسبوقة في عهد الخميني وزُمرته، وإلصاقها بالإسلام “تشويهًا له وازدراءً به، في حين أنَّ الإسلام ورسوله براء منها”، وكأنَّما تستهدف هذه الأعمال التخريبيَّة إظهار الإسلام بصفة “الدِّين المتخلِّف، والنظام البربري”، الذي يصلح للتطبيق في المجتمعات المدنيَّة في العصر الحديث (ص61-62). ويثير الموسوي مسألة سبق طرحها في أكثر من دراسة سابقة، وهي أنَّ حيلة أعداء الإسلام لضربه من الخارج لمَّا فشلت، لم يجد هؤلاء سوى محاربته من الدَّاخل، وعلى يد أشخاص محسوبين عليه زورًا. يجد الموسوي فيما فعله الخميني وجماعته تناقُضًا صارخًا مع الإسلام، ومن مظاهر هذا التناقُض (ص63-72):

ردُّ الموسوي من القرآن الكريم

العلاقات الإيرانيَّة الإسرائيليَّة

يتطرَّق الموسوي إلى ما هو شائع عبر وسائل الإعلام، عن عداوة إيران للولايات المتَّحدة الأمريكيَّة وحليفتها الأبرز، إسرائيل، ملفتًا إلى أنَّ إسرائيل لا عدوَّ لها أكبر من العرب، ولا هدفَ لها أهم من إضعافهم والطعن في عقيدتهم، ولا شكَّ أنَّ إيران تشاركها في الهدف. يوضح الموسوي أنَّ علاقة إسرائيل بإيران تعود إلى بداية تأسيس الكيان الصهيوني على الأرض المقدَّسة عام 1948 ميلاديًّا، وتطوَّرت العلاقة في زمن الشَّاه، واستمرَّت بعد سقوطه وإعلان الجمهوريَّة الإسلاميَّة في 1979. أمَّا عن تصريحات الخميني القاسية ضدَّ إسرائيل، فيراها الموسوي “للاستهلاك المحليِّ، ومزايدات سياسيَّة داخليَّة وخارجيَّة” (ص122). ومن أبرز البراهين على ذلك تزويد إسرائيل نظام الخميني بالمعدَّات العسكريَّة خلال حرب إيران والعراق، التي دارت على امتداد عقد الثمانينات، وقد حاول نظام الملالي إخفاء هذه الحقيقة الفاضحة، واضطر الوليُّ الفقيه نفسه إلى الكذب، لكنَّ الأمر كان قد تعدَّى محاولات التلفيق، كما يذكر الموسوي، الذي ينقل الرأي العام العالمي حيال ما يُنشر عن عداء إيران لإسرائيل، وهو اعتباره “نوعًا من الهذيان السياسي” (ص123).

دور إيران في استمرار ‘‘مأساة العرب الكبرى’’

بعد إثبات علاقة المنفعة المتبادلة بين إيران وإسرائيل، يناقش الموسوي مسألة التعاون الإسرائيلي مع نظام الخميني، سلبي التأثير على القضيَّة الفلسطينيَّة. يذكر الموسوي أنَّ إسرائيل تهتم بتدريب الحرس الثوري الإيراني على استخدام الأسلحة التي تشتريها إيران من الكيان الصهيوني. هنا، يتساءل الموسوي عن كيفيَّة استمرار التعاطف الفلسطيني تجاه ملالي إيران، وإن أشار إلى انتهاء ما أطلق عليه “شهر العسل بين إيران والفلسطينيين”؛ كما يتساءل عن كيفيَّة سكوت حركة تحرير فلسطين (فَتَح) عن التعاون العسكري الإسرائيلي لإيران، الذي أضعف من القوَّة العسكريَّة العراقيَّة، وأضرَّ باقتصادها، وأشعل فتيل حرب الخليج الأولى؛ من هنا، يرى الموسوي أنَّ “إيران الخميني تلعب اليوم أعظم الأدوار الهدَّامة في مأساة العرب الكبرى فلسطين” (ص124). ومن المثير للانتباه أنَّ الموسوي حذَّر الدول العربيَّة من موالاة إيران؛ لأنَّ في ذلك تهديدًا لأمنها، وإيذانًا بتدميرها، مختصًّا بالذِّكر سوريا، زمن حافظ الأسد، واصفًا تأييده للملالي بأنَّها “تأييد لبيغن وإسرائيل، وفي الحقيقة الواقع هدم لسوريا وأمَّة العرب جميعًا، والإسلام” (ص124). وبعد إشارة الموسوي إلى أنَّ دعم الرئيس الليبي الأسبق معمَّر القذَّافي لنظام الخميني المالي يُصَّب في خزائن إسرائيل، وكذلك إلى تضاعُف التعاون التجاري بين إيران وإسرائيل في ظلِّ حُكم الملالي عنه أيَّام الشَّاه-وبخاصَّة في تبادُل النفط الإيراني بالمعدَّات القتاليَّة الإسرائيليَّة-وإلى رفض إيران إيقاف حربها مع العراق كي يتسنَّى للأخيرة مساعدة لبنان بعد اجتياح إسرائيل لها، يقول المؤلِّف الشِّيعي كلمة للتاريخ، عسى الله أن يجعلها حجَّة له يوم العرض عليه، وفي ذلك يقول “إذا كانت الدُّول الاستعماريَّة الكبرى تساعد إسرائيل ضدَّ العرب بالمال والسِّلاح، فإنَّ الجمهوريَّة الإسلاميَّة الخمينيَّة تساعد إسرائيل بالمال والسِّلاح والدَّم؛ إنَّ قتْل كلِّ جندي في جبهة الحرب الإيرانيَّة العراقيَّة حياة لجندي إسرائيلي واقف في الجبهة العربيَّة بالمرصاد” (ص125).

الخميني تحت المجهر

يستعرض الموسوي في قسم خاص من دراسته حقيقة روح الله الخميني، وتبيان دوره في الحالة المتردِّية التي وصلت إليها إيران في عهده، ويبدأ ذلك بالإشارة إلى تصرُّفات تكشف الكثير عن شخصه (ص147):

1.الخميني الَّذي يمجِّد نفسه ويقدِّسها بحيث يجازي فخر الحجازي الَّذي قال إنَّ الخميني أعظم من النَّبي موسى وإبراهيم نائبًا عن طهران ورئيسًا لمؤسَّسة المستضعفين، أعظم مؤسَّسة ماليَّة في البلاد.

2.الخميني الَّذي جعَل نفسه أعظم من النَّبي الكريم وأدخل اسمع في أذان الصلوات.

3.الخميني الَّذي يرى نفسه حارسًا إلهيًّا أرسله الله لإنقاذ البشريَّة ونصْب نفسه وخلفائه في الدُّستور الإيراني الجديد، متِّصفًا بهذه الصِّفة، كما احتكر لشخصه كلِّ الصَّلاحيَّات الَّتي احتكرها المستبدُّون الطُّغاة.

4.الخميني هذا الَّذي ترمز وتطبِّل له كلُّ أجهزة إعلامه والصُّحف الَّتي استولى عليها من الصَّباح إلى المساء وتصفه بالصِّفات البطوليَّة.

يعتبر الموسوي أنَّ أبرز صفة ذميمة يتَّصف بها الخميني، وتؤثِّر على أفعاله هي الأنانيَّة وتعظيم الذَّات، فهو شخص لا يهتم إلَّا بنفسه، ولا ينظر إلَّا إلى مصلحته، ولعلَّ ادعاءه التمتُّع بالسُّلطة الإلهيَّة في حُكمه العباد أهم مؤشِّر على إصابته بجنون العظمة. ويسرد الموسوي واقعة عن الخميني، يشهد بها أمام الله، وهي أنَّه سمعه يقول لأحد المعمَّمين في النجف أنَّه لا يبالي بقتل جميع المعارضين من علماء الدِّين، أسوةً بكمال أتاتورك، الذي قتل تسعين عالمًا في واقعة واحدة. أمَّا عن اعتياده على الكذب، يقول الموسوي أنَّ الخميني يبدو وكأنَّما يعيش في عالم آخر، ولا يدرك أنَّ كذبه سيُفتَضَح أمام النَّاس، مهما داراه، ومن أمثلة ذلك نفيه شراء لوازم عسكريَّة من إسرائيل، وإصراره على النفي، حتَّى بعد اعتراف إسرائيل. أضف إلى ذلك البخل الشديد، على حدِّ وصف الموسوي، المتمثِّل في رفضه تحسين أحوال طلَّاب الحوزات العلميَّة، وكأنَّما أراد لهم المرور بنفس تجربته مع الفقر الشديد أثناء الدراسة. ولم يمنع الخميني هرمه وتجاوزه الثمانين، أيَّام شغله منصب المرشد الأعلى للثورة الإسلاميَّة، من السعي إلى جمع المال وتكديسه، ومعارضة أيِّ مسعً لتحسين الأوضاع الماليَّة لطلاب الحوزات، وينقل عنه الموسوي قوله إنَّ الله تعالى قد جعل العلم في الجوع” (ص153). ويختتم الموسوي مقدِّمة حديثه عن الخميني بسرد قصَّة تلخِّص حبَّه للتظاهر بعلم الغيب، حيث حرص على هدم مقبرة شاه إيران الأسبق، رضا بهلوي، والتي كانت معلمًا أثريَّا تكلَّف تجهيزه مائتي مليون دولار في حينه. أمَّا عن سبب الهدم، فهو أنَّ الخميني قد تنبَّأ قبل الثورة عام 1979 أنَّ يومًا سيأتي يُهدم فيه قبر الشَّاه الأسبق، فأراد أن يثبت للعامَّة صدق تنبُّؤاته.

رحلة صعود الخميني إلى بؤرة الضوء

يستخدم الموسوي عبارات قويَّة التأثير في وصفه الخميني الذي عرفه النَّاس، متَّخذًا من ذلك تمهيدًا لسرد قصَّته بالتفصيل (ص155):

من هو هذا الزَّاهد الطَّاغوت وهذا الفقيه الجبَّار وهذا الثَّائر المستبدّ وهذا العجوز الَّذي اثكل من الأمهَّات وأيتم من الأولاد وقتَل من أبناء الشَّعب الإيراني بقوميَّاته المختلفة في أربع سنوات عشرة أضعاف ما قَتَل سلفه في ثلاثين سنة؛ من هو هذا الَّذي يكون أعظم خداع في التَّاريخ بحقٍّ، وأكبر ممثل على مسرح الزَّمان منذ بدايته إلى نهايته؟

أكثر ما يثير الدهشة في وصف الخميني أنَّه طالما ندد بالاستبداد في عهد الأسرة البهلويَّة، وقتما كان يعمل مدرِّسًا للفلسفة الإسلاميَّة في حوزة قُم العلميَّة، في خمسينات القرن الماضي، والأهم من ذلك أنَّ زعيم إيران الدِّيني في زمنه، ويُدعى الإمام البروجردي، كان غاضبًا على الخميني “بسبب تطرُّفه الدِّيني”، وقال عنه “هذا الرَّجل سيهدم الحوزة الدِّينيَّة ويكون على الإسلام وبالًا”، ولم يذكر البروجردي الخميني باعتباره خليفةً له قط، ولم يكن له من الأصل علاقة بالفقه، كونه مدرِّسًا للفلسفة، بلا علاقة بالفقاهة في الدِّين والاجتهاد في التشريع (ص155). أمَّا عن سبب صعود نجم الخميني، فقد كان تزعُّمه حركة السخط على الاستبداد الملكي، برغم مداهنته الشَّاه وقصر انتقاداته على رغبته في الإصلاح في السابق. ازدادت شعبيَّة الخميني بعد تطاوُله على الشَّاه بالكلام، فسجنه الأخير بضعة أشهر، ثم نفاه إلى العراق، وكان ذلك عام 1963 ميلاديًّا، فظلَّ هناك “يأكل من قمح العراق وملحه”، ثمَّ ترك العراق إلى فرنسا بضعة أشهر، ليعود منها إلى أعلى مراتب الحُكم، فينقلب على العراق في حرب كبَّدته المال والدماءـ ويسقي الشعب الإيراني من الويلات ما يفوق ما عانوا منه في زمن الشَّاه بمراحل. اتَّخذ الخميني في العراق مدينة النَّجف مقرًّا له، ومارس نشاطًا سياسيًّا معاديًا لنظام الشَّاه محمَّد رضا بهلوي، بدعم من العراق، كما حصل على مميزات مرضية له ولجماعته وأبنائه، ويتساءل الموسوي عن سبب انقلابه على العراق بعد ذلك وتبنِّيه نفس موقف نظام الشَّاه منها، بعد وصوله إلى السُّلطة.

مُحدثات أدخلها الخميني على الإسلام

يحذِّر الموسوي من السكوت عن البدع التي استحدثها الخميني على الإسلام، وهو منها براء، لأنَّها قد تتطوَّر لتأخذ شكل ديانة منفصلة، مثل القاديانيَّة، والبابيَّة وورثيها البهائيَّة، والدرزيَّة. وأهم بدعة يشير إليها الموسوي هي إضافة اسم الخميني إلى الأذان، وتقديمه على اسم النبيِّ الكريم (ﷺ)، فالأذان في عهده يقول: الله أكبر، الله أكبر، خميني رهبر، أي الخميني هو القائد. والبدعة الثانية هي الصلاة على الخميني ثلاث مرَّات، كما جرت العادة بالصلاة على النبيِّ (ﷺ) عند ذِكر اسمه مرَّة واحدة. وكان مهدي بازركان أن يدفع حياته ثمن انتقاده هذا الأمر، لمَّا قال، نقلًا عن الموسوي “ماذا تقولون لرسول الله (ﷺ) إذا قال لكم تصلُّون عليَّ مرَّة إذا ذُكرت، وثلاث مرَّات إذا ذُكر ابني”، وكان يقصد الخميني بـ ‘‘ابني’’، على أساس أنَّ الخميني يدَّعي انتسابه إلى النبيِّ الكريم، برغم انتشار الأقاويل عن أصله الهندي، واعتناقه مذهب الشِّيعة تقيَّةً، بينما كان في الأصل يهوديًّا (ص163).

الخميني ولينين: وجهان لعُملة واحدة

أتى كلٌّ من الخميني ولينين من فرنسا، تحديدًا، إلى بلده ليتسلَّم مقاليد الحُكم بعد ثورة أطاحت بالملكيَّة، وهو يحمل الحقد تجاه الأسرة الحاكمة ويريد الثأر منها، الخميني لقتلها ابنه، ولينين لقتلها أخاه. اتَّخذ الخميني كلمة “المستضعفين” شعارًا لثورته، واستخدم لينين “الطبقة الكادحة” لنفش الغرض. صادر الخميني باسم الحُكم الإسلامي أموال الطبقة الثريَّة، كما فعل لينين من قبل باسم الشيوعيَّة، وحكم الخميني حُكمًا مُطلقًا بتأسيسه الحزب الجمهوري الإسلامي، كم فعل لينين بواسطة الحزب الشيوعي، وضيَّق الاثنان على شعبيهما في السَّفر. أصبح الخميني في مكانة الرسول، كما ادَّعى لنفسه، ووصل لينين إلى مرتبة الإله في روسيا. أخضع الخميني الدوائر الحاكمة في إيران إلى رقابة خمينيَّة مباشرة، كما عيَّن لينين دائرة شيوعيَّة لمراقبة الدوائر الحاكمة. وكما ساعد النظام الشيوعي الشيوعيين في العالم، حرص الخميني على تصدير ثورته إلى البلاد التي تعاني استبدادًا. اعتمد الخميني على الاغتيالات السياسيَّة في تصفية خصومه، تمامًا مثلما فعل لينين، واشترك الاثنان في التشجيع على التجسُّس. ويختتم الموسوي حديثه عن علاقة الخميني بالشيوعيَّة بقوله الموجز (ص174):

وسواءً كان الخميني شيوعيًّا أم غير شيوعي، فالشُّيوعيون الإيرانيون يعيشون في ظلِّ نظامه في عهد ذهبي لم يحلموا به من قبل أبدًا، وأنَّ إيران في ظلِّ هذا النِّظام الفوضوي الجائر أصبحت أكثر استعدادًا من أيّ وقت مضى لقبول السَّيطرة الشُّيوعيَّة، وأنَّ الشُّيوعيين الآن في إيران ينتظرون اللحظة المناسبة للوثبة الأخيرة يساعدهم الدُّب القطبي من خارج البلاد والطَّابور الخامس من داخلها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى