أخبار

تهديدات السيسي باحتلال الجارة ليبيا تلقى دعما من السعودية والإمارات

عبّرت الرياض وأبو ظبي عن تأييدهما للتصريحات التي أطلقها عبد الفتاح السيسي بشأن ليبيا أمس، فيما عبر المجلس الأعلى للدولة والجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا ومجلس النواب في طرابلس عن رفضهم لتلك التصريحات واعتبروها “تدخلا سافرا” في الشأن الليبي.

ووصف مجلس النواب الليبي بطرابلس التهديدات التي أطلقها السيسي بالـ”العدوان”، داعيا الحكومة الليبية لأخذ التهديدات على محمل الجد ودراسة كل الخيارات المتاحة “للرد في الزمان والمكان المناسبين”.

وقالت الرياض في بيان نشرته الوكالة السعودية الرسمية، إن السعودية تقف إلى جانب مصر وما سمته حقها في الدفاع عن حدودها وشعبها، وتعبر عن تأييدها لما جاء في تصريحات السيسي بشأن مزاعم “حق مصر في حماية حدودها الغربية” مع ليبيا. ودعت السعودية المجتمع الدولي إلى الاستجابة لدعوات السيسي.

من جانبها، أعربت الإمارات عن تأييدها لما ورد في خطاب السيسي، وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، في بيان، أن “دولة الإمارات تقف إلى جانب مصر في كل ما تتخذه من إجراءات”. وأشادت بما اعتبرته “حرص القاهرة على حقن دماء الأشقاء من أبناء الشعب الليبي، وتهيئة الظروف العاجلة لوقف إطلاق النار، وبدء مفاوضات العملية السياسية الشاملة تحت رعاية الأمم المتحدة”.

وكان السيسي قد قال أثناء تفقده وحدات الجيش المصري بالمنطقة العسكرية الغربية: “إن أي تدخل مباشر من الدولة المصرية في ليبيا باتت تتوافر له الشرعية الدولية”.

تصريحات السيسي تلك لاقت رفضا عارما من الحكومة الليبية التي أدانت وبـ”بشدة” تلميح السيسي إلى “تدخل عسكري مباشر” في ليبيا.

إذ استنكر رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري، تصريحات السيسي، وقال لإعلام محلي، إنها “غير مقبولة”، وتعد “مساساً بالسيادة وتدخلاً سافراً في شؤون ليبيا”.

فيما قال عضو المجلس الرئاسي للحكومة محمد عماري زايد “نرفض بشدة ما جاء في كلمة السيسي ونعتبره استمراراً في الحرب على الشعب الليبي والتدخّل في شؤونه، وتهديداً خطيرا للأمن القومي الليبي وانتهاكاً صارخاً للأعراف والمواثيق الدولية”.

وأضاف زايد “نرفض بشكل قاطع ما تم إعلانه عن عزم مصر إنشاء وتجهيز مليشيات وعصابات مسلحة لمحاربة الحكومة الشرعية في ليبيا، ونعتبره تهديدا للسلم الأهلي والدولي، وتكرارا لأساليب التمرد الذي تم دحره عسكريا”. وأكد أن “ليبيا دولة ذات سيادة لها حكومة شرعية هي حكومة الوفاق الوطني، ولن يكون لأي طرف أجنبي سلطة على شعبها ومواردها ومقدراتها ، أو ينال من وحدتها”.

فيما استنكر الجيش الليبي تصريحات السيسي، التي تضمنت تهديداً بالتدخل المباشر في الشأن الليبي بعد سلسلة الهزائم التي تلقاها حليفه في شرق ليبيا خليفة حفتر، معتبراً أنها “إعلان حرب”.

وقال الجيش الليبي في بيان السبت، ردا على تصريحات السيسي: “عازمون على تكملة المشوار وتحرير كامل المنطقة من مليشيا حفتر الإرهابية ومرتزقتهم وداعميهم”.

وشدد البيان على أن تصريحات الرئيس المصري بأن سرت والجفرة خط أحمر “تدخل سافر في شؤون بلادنا وإعلان واضح للحرب علينا”.

ولطالما نددت حكومة الوفاق الليبية المعترف بها، بالدعم العسكري الذي تقدمه كل من مصر والإمارات وفرنسا وروسيا لعدوان مليشيا حفتر على العاصمة طرابلس، الذي بدأ في 4 أبريل/نيسان 2019.

وكانت قوات الحكومة الليبية الشرعية برئاسة السراج، قد تمكنت مؤخرا بمساعدة تركية من بسطت سيطرتها على معظم مناطق الغرب الليبي، كان من أبرزها تحرير كامل الحدود الإدارية لطرابلس، ومدينة ترهونة، وكامل مدن الساحل الغربي، وقاعدة الوطية الجوية، وبلدات بالجبل الغربي إثر هزيمة مليشيات الانقلابي خليفة حفتر والتي اضطرت إلى التراجع تحت وقع الانتصارات المتلاحقة لقوات الحكومة الشرعية.

ديلي صباح التركية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى