مقالات

متى نواجه بعضنا بالحوار؟

حسين محمود

ناشط سياسي
عرض مقالات الكاتب

واجهنا النظام بالصدور العارية، ولم نزل، لكي نحصل على الحرية والكرامة، فلا ضير إذا ما واجهنا بعضنا بعضاً بالحوار الديمقراطي من أجل حرية واستقلال سورية وشعبنا المظلوم. الديمقراطية هي الحجر الأساس في أي حوار بين السوريين كافة ومن لايستطيع ممارستها عليه التنحي جانبا ليقوم بالدور غيره ممن يؤمن بالحوار الديمقراطي، ومن هنا يمكن القول :إن الديمقراطية ليست نظرية نتعلمها بالكتب عبر مفكرين، بل إنها ممارسة وعقلية وأسلوب حياة تبدأ بالأسرة وتنتهي بالعلاقات الاجتماعية والحزبية الداخلية ومع الآخرين.
وتجربة معظم من تقدم الصفوف لقيادة الثورة، لم تصقلهم ديمقراطياً، فكلنا -وبدون استثناء – وافدون من قوى وأحزاب مركزية في أحسن حالاتها وقمعية متأثرة بالأنظمة التي عشنا فيها ومعها على امتداد أكثر من خمسين عاماً فإن لم نتخلَ عن الماضي بكل موبقاته السياسية، لايمكن أن نكون أو نشكل نخبة تقود مجتمع الثورة الذي نعيشه في سورية وبخاصة في ظل مجريات الثورة، والنخبوية لا تأتي من الماضي أو الفكر الذي قرأناه أو اقتنعنا به إنما تأتي من خلال فهمنا لمشاكل الواقع وإيجاد حلول لتلك المشاكل التي تهم المحيط أو المجتمع والأصح تهم حاضن الثورة للوصول إلى رؤية مشتركة تهم هذا الحاضن وتساعد في حل مشاكلهم،
والاستفادة من تجارب الآخرين الذين سبقونا أو عاصرونا قوى وجماعات ومفكرين وساسة أمر جيد لكن أن نكون نسخاً كربونية طبق الأصل عنهم فهذا ضرب من المستحيل ويخالف سنن التكوين؛ والتأثر الإيجابي ضروري دون أن نكون نسخاً مشوهة تكرر تجارب الآخرين فيكون المنتج جنيناً مشوهاً….
فاللحظة التي نعيشها هي التي تفرض علينا قوانين الاستمرار والتطور بابتكار حلول ونظم تناسب واقعنا المعاش وبخاصة في ظل الظروف التي تعيشها الثورة السورية بشكل خاص، وسورية بشكل عام.
ومن هنا؛ يجب أن تتركز حوارتنا على وحدة قوى الثورة وتنظيم علاقاتنا الثورية والابتعاد عن أي تحزب أو تخندق سياسي حزبي أوفكري يمكن أن يعرقل عملية التوحد المنشودة، وأن نوقف الأحاديث الجدلية عن شكل الحكم بعد الخلاص من الطاغية والمحتل وأن يترك للشعب حرية الاختيار، وبشكل ديمقراطي وفق صندوق الانتخاب.
وللأسف وبعد مضي نحو عشر سنوات من عمر الثورة نرى الممارسة اللاديمقراطية واللاأخلاقية في تبادل “الطرابيش” المناصب في أهم هيئة معارضة ألا وهي “هيئة المفاوضات” بطريقة بعثية فجة وموروثة من أيام الأسد الأب والأنكى من ذلك؛ أن المستقلين القدامى”الثمانية” رفضوا الاستقالة أوترك مناصبهم لانتهاء فترتهم وانتخاب ثمانية آخرين غيرهم ؛فانظر – يارعاك الله – أيها السوري المضحي بكل ماتملك من أجل الحرية والكرامة لسورية وشعبها أي قدر من الديمقراطية يمارسها من تفاءلنا – مخطئين – بنزاهتهم ووطنيتهم ..
إن مستقبل سورية مرهون بالصادقين والمخلصين من شعبنا بعيداً عن أي شكل من أشكال التبعية والأجندات الخارجية، وتنفيذ ماتطلبه مصالح الغير من الدول الإقليمية أو الدولية، والعلاقات يجب أن تكون تفاهمات ورؤىً مشتركة، تؤخذ بالحسبان فيها مصلحة الإنسان والوطن أولاُ وأخيراً..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى