تحقيقات

قصة اﻷمس… بلسان اﻹعلام الموالي عن نظام أسد

فراس العبيد – رسالة بوست

دغدغني القلم واستنفرني للكتابة، رغم أني قررت منح نفسي استراحةً، فالتصريحات التي وردت أمامي، تشرح وتبرهن نمطية عقل النظام وأزﻻمه، وتؤكد أنها حالة “تاريخية” نادرة في سوريا، استقدمها المؤسس “حافظ أسد” حتى ورثها “بشار”. وما يستغربه البعض اليوم، من تصريحاتٍ على ﻹعلام الموالي؛ لمسؤولين في نظام أسد، على غرار ما يقوله؛ “محمد قبنض”، عضو مجلس التصفيق، ما هو إﻻ امتداد لصفحة التخريب السياسي في سوريا التي قادها “اﻷب الروحي والبيولوجي للنظام”، حافظ أسد. من فمك أدينك: واستلهمت من موقع “سناك سوري” الموالي، أن أجمل تلك اﻷفكار وأختمها بسؤالٍ في الخاتمة، كمرافعة قانونية أدبية، في محكمة التاريخ، تدين المجرم اللص، من فمه، وتصفع مرقعيه في وسائل اﻹعلام. ويقول كاتب المقال؛ الذي عنوانه؛ “تصريحات كوميدية وتاريخية في مجلس الشعب السوري..مداخلات تفوق أقوى “اللطشات” السياسية التي وردت في مسرحيات الماغوط أو سلسلة مرايا التلفزيونية الشهيرة”، والذي بدا مهنيًا أطول ما قرأت في العنوان خلال عملي في الصحافة. يقول كاتب النص محمد ك ابراهيم؛ “في كل مرة كان المسؤولون الحكوميون والنواب يطلقون تصريحات تثير ردة فعل الشارع السوري، كتلك التي شهدناها مؤخرًا من وزراء ومستشارين ونواب، لكن هل هذا النوع من التصريحات وليد المرحلة الراهنة فقط أم أنه متأصل وقديم؟” تصريحات لا تنسى! واستعرض التقرير الرصد التالي: يقول نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية سابقًا؛ عبد القادر قدورة، في مداخلته تحت قبة مجلس الشعب عام 1982، “أرجو أن لا يكون المرسوم قد فهم خطأ، باعتبار أن أحد الزملاء قال إن الحكومة تفرض الضرائب على الكادحين والفقراء وتعفي الشركات، وكأننا نحن لسنا من الفقراء والكادحين”. أما عضو مجلس الشعب السابق، سعيد فرزات، وفي مداخلة تاريخية تحت قبة البرلمان، في عام 1981، تساءلَ باستهجان؛ “السيد رئيس مجلس الشعب. من المعروف أن الإذاعة والتلفزيون أداة تثقيف للجماهير. لذلك لا بد أن تكون البرامج هادفة. ومن يحضر برنامج السالب والموجب الذي يبث كل أربعاء يرى أمورًًا بعيدة عن الواقع. ومثال ذلك الحلقة الماضية “حلقة الزيت”، حيث وجدنا المشرف على البرنامج يبتعد كثيرًا عن أهداف البرنامج ومضمونه، كأنه تحريض للابتعاد عن مسيرة الثورة، وأهداف الحزب. وذلك عندما نسمع من الطبيب المضاف للحلقة يقول أن تناول “المقالي” مضر بالصحة وأنه لا بد من تناول السمك واللحم والبيض واللبن. فهل يستمر هذا البرنامج على هذا النحو؟ وإذا كان لا بد من استمراره، أرى أن يصحح اسمه إلى السالب دون الموجب. وشكرًا”. وتجدر اﻹشارة إلى أن التغييرات التي حصلت بين اﻷعوام١٩٨١ و ٢٠٢٠ لا تذكر إﻻ من ناحية وفاة المؤسس واستلام الوريث، حتى أن طبخة المقالي ارتقت درجتها من طعام الفقير إلى “وجبة اﻵغاوات”، فقد وصل لتر زيت القلي إلى ٣٠٠٠ ل.س، بينما دخل المواطن في مناطق اﻷسد، بمتوسطه ٤٠ ألف ل.س!! ولنا أن نضع أمام أعيننا حلقتين جسدتا تلك الحالة في ثمانينات القرن الفائت، ضمن سلسلة “مرايا” للفنان ياسر العظمة، بعنوان؛ “يوميات مواطن” و”نوري طبشورة في مشفى المجانين”. زيادات اﻷسعار وشرعنة الرشوة: واستطرد التقرير برصد بعض المداخلات الواردة في ثمانيات القرن الماضي والتي يؤكد بلسانه أنها تطرح مشكلات ماتزال موجودة في سوريا حتى يومنا هذا، كالمشكلة التي يطر حها “محسن بلال” من تحت قبة البرلمان نفسه، حيث قال حرفيًا عام 1982؛ “في هذه الزيادات (الأسعار) وبهذا التضخم نساعد وبشكل مباشر ظاهرة الفساد التي تسري وتتفشى في موظفينا كالنار في الهشيم. في كل مؤسسة من مؤسسات الدولة يضطر صغار الموظفين والمستخدمين لأن يأخذوا-بشكل من الأشكال-من المواطن هدية أو قيمة معينة من أجل إنجاز معاملة… كيف يستطيع الموظف في بلدنا أن يعيش براتب ١٥٠٠١٠٠٠٨٠٠_٦٠٠ ل.س… وفي رأيي أن هذه الزيادات، ما دامت ترد بهذا الشكل-فإن هذا القبض (يعتبر مشروعًا)، إذ يستحيل على مواطن في سورية أن يعيش براتب شهري مقطوع قدره /١٥٠٠/ل.س ويعيل أسرة وأولادًا وينفق على التعليم واللباس وما إلى ذلك”. ويبدو أن الملف لم ينته عند ذلك الحد، بل هناك الكثير في جعبة الكاتب وفريق الرصد الموالي! والتعليق؛ أن البوصلة محروفة فالفاعل هو حافظ وبشار أسد، واﻷدوات هم تلك الزبانية المستأجرين، منذ اغتصب اﻷسد السلطة حتى يومنا. أﻻ يدفع هذا للسؤال للموالين والمطبلين المرقعين “أليس فيكم رجلٌ رشيد؟”. وتصبحون على وطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى