مختارات

ردّ على الشيخ الجفري

الشيخ د. عبد الرزاق السعدي

عرض مقالات الكاتب

ليس لي تواصل مع الشيخ علي الجفري ولم ألتقِ به إلا مرة واحدة قبل أكثر من عشرسنوات في ماليزيا، حين كنا ضيوفا على سلطان إحدى الولايات الماليزية لحضور افتتاح جامعة إسلامية فيها – ولا أعلم هل يذكر فضيلته هذا اللقاء أم لا- وقد دار بيننا نقاش خفيف وسريع – لأننا كنا ننتظر اللقاء بالسلطان – في قضية زيارة القدس في ظل احتلال اليهود له وكان قد زارها الشيخ الجفري مع أحد الأمراء وكان يدافع عن جواز ذلك بقوة وينكر على من يمنع الزيارة بقوة، وكان كلامي معه في أنَّ لكل من المجوزين والمانعين دليلهم ولا ينبغي الإنكار على المانعين بهذه الطريقة.

بعد هذه المقدمة أقول: وصلني مقطعان لفيديو على الواتساب من بعض الأخوة يسألون عن مدى صحة ما جاء فيهما من تصريحات للشيخ الجفري؟ فاطلعت عليهما فوجدت في أحدهما كلاما للشيخ الجفري هذا نصه : ( هذا – ويشير بيده إلى حضور أمامه – قال نحب اليهود، أي نعم، – تصفيق – مرة أخرى، مرة أخرى، أنا أحب اليهودَ ، وأكره احتلال المحتل منهم – تصفيق الحضور – ولا يُزايدنَّ أحدٌ على أهل الطريق في هذا الباب) انتهى ما جاء في الفيديو،
ووجدت في الفيديو الثاني كلاما هذا نصه:( نحن نرفض استخدام واستغلال الاختيار الشيعي في اجتهاداتهم وتوضيفه بصفته جزأ من أجندة سياسية لولاية الفقيه العامة وامتداد نفوذها في المنطقة، هذا مرفوض سنقف ضده، بالعلم والعقل مرفوض، لكني أرفض أن أكفر الشيعة لن أكفر الشيعة – تصفيق – أرفض، أي واحد شيعي وقف هو بنفسه وتكلم على أم المؤمنين عائشة وطعن في عرضها كافر، واحد وقال – احسنت – واحد قال إن القرآن ناقص كافر، لكن هذا صدقوني الفقير إلى الله قرأت امهات كتب الشيعة، بيننا وبين اخوتنا من الشيعة خلافات جذرية حتى في الاعتقاد لا بد ان نكون صادقين مع بعضنا ونتعلم اننا نستطيع أن نتعايش مع الاختلاف، أما أن نتحدث عن أننا واحد في الرؤيا لا نكذب على أنفسنا ، معنى هذا أنا سنربي أجيالا لا تستطيع أن تتعامل إلا مع اتحاد الرؤيا، والرؤيا ليست متحدة من حيث أمور جوهرية، نحن لا نعتقد بالإمامة، معتمد اخوتنا من الشيعة الاثني عشرية أن الإمامة من أصول الدين، هي عندنا ليست على هذا النحو، لكني لا أكفره، ولا أقبل تكفيره، قرأت أمهات كتب الشيعة جمهورعلماء الشيعة لايرتضون الطعن في عرض أم المؤمنين ظهرمتطرفين– الصواب( متطرفون)- فيهم مثل بعض المخبولين الذين يظهرون في بعض القنوات ويسبون السيدة عائشة وينالون منها ، المرجعية ضدهم، فردوا على المرجعية بالسب والشتم، خلافاتنا مع اخوتنا من الشيعة في رواقات العلم نتناقش فيها، لكن لا أقبل أن أكفرهم، لا أكفر عمومهم ولا حتى علماءهم إلا من تكلم بهذا النص، يقول واحد: تقية، بينه وبين الله براحتو، كله تقية أنا أحاسب الناس على ما في بواطنهم ؟ هذه مهمة الح .. كيف لي أن أتعدى على خصوصيات الربوبية؟ خلاص هو يقول لي مراجعهم الكبيرة المعاصرة اليوم تقول : لا، نحن لا نقبل الطعن في عرض السيدة عائشة ، شكرا، انتهت المسألة، وتكفيرنا لمن يطعن في عرض السيدة عائشة لأنه مخالف للقرآن الذي برأها ، أما مسألة سب الصحابة وهو مصيبة كبيرة كارثة، عندنا أهل السنة والجماعة لا يكفر ساب الصحابة ، يفسق ساب الصحابة، راجعوا العلماء والعلم، يكون فسقا وليس كفرا)انتهى الفيديو الثاني وهو طويل لكني ذكرته بأمانة حتى لايقال بترت كلام الشيخ فهذا جميع ما وصلني.

وكان الشيخ المتحدث في المقعطين على منصة في قاعة كبيرة فيها أناسٌ كثيرون، فلما سمعت المقطعين قلت في نفسي: هل بقي تصفيق الحضور مستمرا، أم هناك من له أدنى علم قام واعترض على بعض ما جاء في كلام الشيخ، لأن المحاضرتين لم تصلني كاملة، مع أن التصفيق لا ينبغي أن يكون وبخاصة إذا كانت المحاضرة دينية فكان ينبغي تنبههم على هذا، لكن يبدو أن من صفق يجهل هذا الأمر لذلك صفق من دون أن تكون له خلفية علمية تحمله على مناقشة ما قيل.
ومن طبيعتي أني أحترم العلماء حتى لو اخلفنا في الرأي، وهو ما تربينا عليه من يوم أن كنا ندرس في المدارس الدينية في العراق على أيدي مشايخنا من أهل العلم والصلاح والتقوى، واحتراما للشيخ علي الجفري سآخذ في حديثي بمدئه الذي قاله في الفيديو الثاني:(سنقف ضده، بالعلم والعقل) وهو مبدأ جميل سألتزم به، كما أنني لا أقف عند كل المسائل التي جاءت في المقطعين بل سأقصر على ما أراه هاما جدا.

1 – الشيخ الجفري يحب اليهود ويكره احتلال المحتل ويرفض المزايدة على أهل الطريق.
أقول: ياشيخ علي الجفري! أأنتَ أصدقُ أم اللهُ ورسولهُ ؟ أليس الحبُّ نوعٌ من أنواع المودة ؟ أليس اليهود المحتلون يحادون الله ورسوله؟ ( ومن دون تعليق) أسوق إليك قول الله تعالى: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) [المجادلة:22]، وقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ) [الممتحنة:1]،
أليس في الحب نوعُ موالاةٍ للمحبوب فإليك قول الله تعالى:( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) [المائدة: 51]، وهل حبك لليهود يُقابَلُ منهم بالرضا عنك؟ والله تعالى يقول : ( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ ) [البقرة:120]. وقال الله تعالى: (هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور) [آل عمران:219].
وفي الحديث الصحيح عن سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( ثَلَاثٌ هُنَّ حَقٌّ : لَا يَجْعَلُ اللَّهُ مَنْ لَهُ سَهْمٌ فِي الْإِسْلَامِ كَمَنْ لَا سَهْمَ لَهُ ، وَلَا يَتَوَلَّى اللَّهَ عَبْدٌ فَيُوَلِّيهِ غَيْرَهُ ، وَلَا يُحِبُّ رَجُلٌ قَوْمًا إِلَّا حُشِرَ مَعَهُمْ)
وهل أهل الطريق تركوا حب الله ورسوله وذهبوا إلى حب اليهود هم يعلمون أن المرء مع من أحب ففي الحديث الصحيح المتفق عليه عن أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ السَّاعَةِ ، فَقَالَ : مَتَى السَّاعَةُ ؟ قَالَ : وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا ؟ قَالَ : لاَ شَيْءَ ، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ . قَالَ أَنَسٌ : فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ ، قَالَ أَنَسٌ : فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ)
ويبدو من الشيخ الجفري أنه يصِرُّ على حب اليهود وكرر ذلك في حديثه مرتين وصرح بأنه يكره احتلال المحتل، ومفهو هذا انه باق على حب المحتل ولكن يكره احتلاله.
نعم إن الإسلام أجاز للمسلمين أن يتعايشوا مع غيرهم من الذين يجنحون للسلم لا على أساس المولاة والحب بل على أساس التعامل بالمثل من التعايش معهم بسلم واحترام وبر وإحسان ومساواة في الأفراح والأتراح ونهى الإسلام المسلمين عن بر ومحبة المحاربين المقاتلين المحتلين فما ترى في اليهود اليوم في بقاع الأرض من أي صنف هم؟
وهنا لا أريد أن أعلق أكثر ولا أطيل بذكر أقوال العلماء في هذا الشأن ولا تخريج النصوص فالحق واضح لكل ذي بصر وبصيرة ، ولكنَّ الذي يجرح القلب أن مثل هذه الأقوال والمعتقدات يتستر بها أصحابها بأهل الطريق وهم أهل التصوف الربانيون الحقيقيون المتبعون كتاب الله تعالى وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام.

2 – في موضوع سب الصحابة ظهرتَ أيها الشيخُ مرتبكا بحيث إن السامع والقارئ لا يفهم ماذا تريد أن تقول وكأنك محرجٌ بين من سب الصحابة وبين من أراد منك شيئا آخر وهذا منعك من أن تكون صريحا حتى يرضى جميع الأطراف وهذا واضح في النقاط الآتية:

أ – إنك لا تكفر الشيعة ( ونحن معك على ذلك لأنهم ينطقون الشهادتين ويستقبلون القبلة) ولكنك لم تذكر حكم من قال بنقص القرآن، ولا حكم من قال بتحريف القرآن، ولم تذكر حكم من فسر القرآن بهواه والأمثلة على ذلك كثيرة.
ب – أما قراءتك أمهات كتب مراجع الشيعة فاسمح لي أن أقول هذه دعوى غير صحيحة ولو قرأتها حقا ما قلتَ ما قلتَ، لأنها تضمنت فصولا وبحوثا لايمكن لأي طالب علم بسيط إلا أن يكفر كاتبها لما فيها من نقض صريح لما جاء به كتاب الله وسنة رسوله.
ج – وعجبا لك يا شيخ أن تقول بيننا وبين الشيعة خلافات جذرية وجوهرية في العقيدة وتعبر عنهم بإخواننا وترفض أن تكفرهم فالمطلوب أن ترسو سفينتك على بر التوافق في العقيدة أو بر التكفير أما أن تجمع بين النقيضين فهذا ما لا يرضاه أهل الطريق.
د – أما أن تنسب إلى أهل السنة والجماعة القول بأن سباب الصحابة ليس كفرا بل هو فسق فهذا أمر خطير في العقيدة – عافانا الله منه – ولا يرضاه أهل الطريق وإليك الحقائق:
أولا – فرقت بين متماثلين وباعدتَ بين متقاربين واجتهدت خطأ في تفسير نصين، فقد كفرت من يطعن في عرض أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لأنه خالف النص القرآني الذي برَّأها مما رُميت به، وفسقت من يسب أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من المهاجرين والأنصار الذين رضي الله عنهم وأحبهم وبشرهم بالجنة في آيات قرآنية كثيرة يزيد عددها على عدد الآيات التي برَّأت أم المؤمنين رضي الله عنها فما الفرق بين الحالتين ؟ فإما أن تفسق الجميع وإما أن تكفر الجميع, أليس من سب الصحابة يُعدُّ مكذبا لله ولرسوله في مدحهم والثناء عليهم في الكتاب والسنة، فهل بعد هذا من تردد في تكفير ساب الصحابة.
ثانيا – من أين أتيت بهذا الإطلاق أن أهل السنة والجماعة لا يكفرون ساب الصحابة بل يفسقونه وتنسب ذلك لأهل العلم وإليك ما قاله أهل العلم: قال الإمام السبكي رحمه الله في فتاويه عن سب الصحابة: ( إن سب الجميع بلا شك أنه كفر، وهكذا إذا سب واحدًا من الصحابة حيث هو صحابي؛ لأن ذلك استخفاف بحق الصحبة، ففيه تعرض إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلا شك في كفر الساب… إلى أن قال: ولا شك أنه لو أبغض واحدًا منهما – أي الشيخين أبي بكر وعمر – لأجل صحبته فهو كفر، بل من دونهما في الصحبة إذا أبغضه لصحبته كان كافرًا قطعًا). ولا أريد أن أثقل على القارئ الكريم بذكر كثير من النصوص التي تكفر ساب الصحابة وتضع عليه عقوبة شرعية تصل إلى القتل .فأين تضع من يسب الصحابة أمام قول الله تعالى: ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة:100] ، وقد نقل الخلال عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى : أنه سئل عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة رضي الله عنهم أجمعين فقال: (ما أراه على الإسلام).
وهل كان الإمام مالك رحمه الله تعالى مخطئا حين استدل على كفر من اغتاظ من الصحابة أو سبهم بقوله تعالى: ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) [الفتح: 29]،
وإليك حديث ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: (لعن اللهُ من سب أصحابي) وفي رواية الإمام أحمد: (لا تسبوا أصحابي؛ فوالذي نفسي بيده، لو أن أحدكم أنفق مثل أُحدٍ ذهبًا، ما بلغ مُدَّ أحدهم) وعن عبدالله بن مغفل رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اللهَ الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرَضًا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله أوشك أن يأخذه)

نحن ندعوا إلى التعايش السلمي في الوطن الواحد بين المواطنين من دون نظر إلى دين أو مذهب أو لون أو عرق، ونحب من أقر السلم والأمن والأمان ونكره من اشاع البغضاء والفرقة ، ولا نرضى أن تسعى فئة معينة لتجعل الناس جميعا على منهجها بالقسر أو بالإغراء ، فلكل معتقده وعمله والحساب عند الله .

فأدعوك يا شيخ علي الجفري أن تراجع ما قلت والرجوع عن الخطأ فضيلة عند أهل الطريق الذين نحبهم ونجلهم ونقتدي بسيرهم العاطرة، وكما دعوتَ الناس إلى أن يراجعوا إلى أهل العلم فأنا أدعوك إلى أن ترجع إلى أقوال أهل العلم في موضوع سب الصحابة و(إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)، وإن استعصى عليك مضان ما ذكره العلماء فأخوك العبد الفقير كاتب هذه السطور مستعد لأن يدلك على ذلك بفضل الله ونعمته. ومعذرة فأرجو أن تتحمل ما ذكرته فلست بأعلم منك ولكني ولدت قبلك.
وعلينا جميعا أن نعلم أن وقوفنا بين يدي الله للحساب بشهادة سيد الخلق ورسول الحق سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام لن ينجينا منه حاكم ولا وزير ولا أمير ولا غفير ولا غني ولا فقير.
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

المصدر: صفحة الشيخ د. عبد الرزاق السعدي على فيس بوك

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. لم يزيد هذا الرد اللطيف الهادئ الجفري الا عنادا لأنن منافق كذاب يذكر اخاديث وينسبها للبخاري ومسلم وهي ليست ختى في اي كتاب من كتب السنة اما امهات متب الشية فلا أظنه الا استمع لبعض معممي الشيعة في مجلس الجميع ينافق للجميع
    هل قرأ كتاب فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الارباب الذي يعد المرجع الاقوى وليس الاوحد في عقيدتهم في القرآن
    لا اظن ولو ادعى ذلك ويقول امهات كتبهم تقول بتحريف القرآن فقد كذب كعادته
    هل اطلع على الكافي ؟ هل اطلع على الخميني ونعمة الله الجزائري وغيرهم
    صدق السعدي وكذب الجفري

  2. جزاك الله خيراً أيها الشيخ الفاضل في دفاعك عن صحابة رسول الله رضي الله عنهم أجمعين .
    علي الجفري لايستحق لقب شيخ . الشيخ الحق لاينافق على حساب دينه وعقيدته . هذا يتستر بالتصوف وهو متشيع لكنه يخفي ذلك .
    عندما تجده يحضر احتفالات الشيعة وينشد مثلهم مدد ياحسين مدد .اليس أكد الدلائل على تشيعه وليس كل الدلائل ؟
    لماذا لم ينشد مدد ياعلي أو مدد ياالحسن ؟
    اليس علي هو الافضل ؟
    وإن كان لايجوز هذا التلفظ بهذه الكلام شرعياًً .
    ماذا بيد الحسين أن يعمل لك ؟
    أرجو أن يستمر كشف حقيقية هؤلاء أمام الأجيال قبل أن يصبح ظاهرهم صوفية وبالخفاء شيعة يخدمون أجندات إيران في المنطقة .مسنقبلاً .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى