مقالات

فِيَلَة الصَّحَارِي القَاحِلَة

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي في سيدني-استراليا

عرض مقالات الكاتب

المجتمعون في الشرق العربي على ضلالة، إن قَرأَنَ إحصاءاتهم بأوثق الأدلة، لا يتعدون فئة جِدّ قلِيلَة ، الفِتن مهما نَأَى أو قَرُبَ المكان هم فيها محور أسوأ عِلَّة ، التخطيطات الموجَّهة لضرب الاستقرار في أشرس حملة، لهم فيها العناصر المخرِّبة مسؤولة ، عمَّا يصيب الآمنين بما فيهم الأطفال و والكَهول ، الإفلاس المبين طوع أمرهم مُصَدَّرٌ لمن يرَوْنها بَلَداً بكيدِهم الخفيِّ مُحْتَلَّة ، لتقسيم جغرافيتها بينهم قابِلَة ، مهما أبدَته من مقاومة يعتقدون بقِصَرِ نظرهم أنها آخر المطاف على أمرها مغلوبة وعن أي حركة مشلولَة، شراء الذمم سلاح رغبتهم في السيطرة على عقول ضعافِ الضمائر المستبدلين الإخلاص والوفاء لأوطانهم بمال الخيانة والعزة بالمذلَّة ، ثَمَن حَفْرِ ممرَّات تؤدي لتسريب مخدرٍ كل ذائقٍ منه يستحِق ضرب عنقه بالمِقْصَلَة ، قبل نشره سرطان هيْمَنَةِ أتباع الشياطين على شرفاء الأرض بنعيم الاستقرار مُكَلَّلة ، الزَّحف على النقط المائية الاستراتيجية بما تيسَّر للقائمين عليها من خِداع  بطريقة  التحايل على القانون، المتضلِّعين في الإجرام النَظَرِي والتَّطبيقي؛ للاستيلاء عليها، المبَطَّن خارجه بالاستثمار، المُثْقَلِ بمبالغ تُفتن المُغَرَّرِ بهم، المدهون بسمٍّ وضع الأقدام على أُولَى خطواتِ الإقامةِ المبدئية المتبوعة بلفِّ الحِبال البرونزية على عنق دَوْلَة، صاحبة الأرض المفروض فيها عدم التفريط  ولو فيما يكفي جُحر نَمْلَة ، بالأحرَى مَنْ وَصَلَ جشعهم هياكل الفِيَلَة. يوهمون في مؤتمراتهم أنهم موحَّدون على قرارات تضفي على المنقول الإعلامي أضخم هَالَة ، وكلها إنشاءات على ورق هش تتطاير كلماته بتدافع حاضناتها نحو العدم جملة وراء جُملَة، حتى النِّسْيان يرفض الانصياع للمسرحية المُمِلَّة ، كالمرغوب في حصوله بانفضاض الجَمْعِ المملوءة بطون حضوره، بما يحتاج هضمه لما لا يُطاق من إطالة قروض العمالة ، لكتلة مُصغّرَةٍ تُضخِّم تصرفات الثراء الفاحش مكانتها بما لا يقبل به دين أو مِلَّة .

… حاولوا في أرض الكِنانة شراء تاريخها أثراً فرعونياً منهوباً أو مُهرَّباً كان أو أَطْوَلَ مسَلَّة ، بل تسللوا كدود القطن  بنثر مساعدات ملفوفة بسوائل المن المبالغ فيه مبلَّلة، ابتدعوا تمويل مشاريع فنية لضرب الذوق الرفيع بآخر لا علاقة له بنغمات آلحان مصر الأصيلة ، ولا بمواضيع الشاشتين الكبيرة والصغيرة المصوِّرة، زَرْع التُّربَةِ المصرية المعطاء الكريمة كسنبُلَة ، حباتها بغيرها مستبدَلة ، مَحْشُوٌّة فراغها بمواد منعدمة السُّلالَة ، عكس مفهوم الفن السابع ذي المواقف المبدئية المعروضة صوراً ،ولو مستوحاة من خيال تظل جميلَة ،  فجاءت شكلاً ومضموناً غير مقبولَة . استوطنوا منتجعات لنبش قِيَمِ سبعة آلاف سنة من حضارة سُمعَة الأهالي المتوارثين مكارم الأخلاق، مذ شُرّعَت جيلاً بعد جيل إلى هذه الليلة ، وصبا ريح  برشلونة ينقلني لِشَذَا ضفتي النيل في أرض مدينة القناطر الخيرية النبيلَة ، التي لي فيها أخوة فضلاء من أسر فاضلة .

حاولوا فحاولوا ثم حاولوا إلى أن كَلُّوا، وما استطاعوا الاستيلاء على قيد أنْمُلَة؛ لأنها مصر قلب الإنسانية النابض بمعالم عَلَّمَت كيف يحافظ سيران دم الوفاء في مَجرى عهود الأجداد والآباء وأحفاد الأحفاد إلى أن يشاء البَارِي جَلَّ وعَلاَ، كم كان هناك متربصين بمصر عبر الزمان الماضي والحاضر، تحت ثراها وما فوق سطحها حتى عنان العلياء، لكنهم جميعا ارتدوا على أعقابهم خاسئين؛ ليتيقنوا أن تحقيق أحلامهم المغرضة على أرض مصر كانت وستبقى مستحيلَة (للمقال صلة).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى