تحقيقات

“الكبش خميس” في مسلخ اﻷسد… ما الرسالة المستهدفة؟

فراس العبيد – رسالة بوست

رغم أن منصب رئيس الوزراء “شكلي” أو “فخري” منذ عهد افظ اﻷسد، إﻻ أنه بقي إحدى أدوات اللعب، والبيادق التي تحرك على رقعة الشطرنج، كلما أراد النظام بث رسائله الداخلية المتعلقة باﻹصلاح الداخلي. ونذكر على سبيل المثال؛ اﻹطاحة برئيس الوزراء، محمود الزعبي، بعد فضيحة مالية، لم يعرف لها حبكة واضحة، لاسيما بعد نحره في مكان إقامته الجبرية! ويسعى الوريث إلى تكرار السيناريو الذي خطه مورثه حافظ، مجددًا، ضمن ظروفٍ غير متشابهة لكنها تمهد لمرحلة جديدة. وأصدر رأس النظام بشار الأسد، يوم أمس الخميس، مرسومًا أطاح بموجبه برئيس حكومته، عماد خميس، من منصبه، وعين حسين عرنوس، خلفًا له. ويبدو أنّ تقديم “الكبش خميس” في مسلخ اﻷسد… يحمل مجموعة من الرسائل، أراد رأس النظام إيصالها للداخل هذه المرة، حرفًا للبوصلة التي تؤكد أنّ مطالب “الجماهير” في البلاد تسعى ﻹسقاطه، بدلالة التظاهرات في محافظة “السويداء” جنوب سوريا. ويذكر أن اﻹطاحة بـ”خميس”، كانت سيناريو معدّ مسبقا ومنذ نحو عامٍ تقريبًا، إﻻ أنه لم يرى النور حتى بلغ اﻻحتقان الشعبي ذروته، وكان آخر المقدمات مطالبة مجلس “التصفيق”، الشعب، بـ”حجب الثقة” عن حكومة اﻷسد. إﻻ أنّ تغيير وجه رأس الحكومة ﻻ يعني بالضرورة ضبط إيقاع الشارع المحتقن، فالمنصب كما يعرف السوريون “حقيبة بلا فاعلية”، تتماشى وتنفذ أوامر أجهزة المخابرات والحقلة الضيقة من رأس النظام حصرًا. وﻻ يمكن التعويل على تغيير “رأس اللافاعلية”، خميس، على تحسين الواقع، ونعيد مجددًا التذكير باﻹطاحة بالزعبي إلى أين انتهت؟ فالمشكلة في البلاد، تحمل شقين؛ فهي من جهة تحت وصاية فساد آل اﻷسد وأزلامهم، ومن جهةٍ أخرى نتاج سياسات اقتصادية قاتلة كما وصفتها باﻷمس، د.لمياء عاصي، وزيرة اﻻقتصاد في حكومة النظام سابقًا. وما قام به اﻷسد مؤخرًا يصب في باب امتصاص اﻻحتقان، ووضع “كبش فداءٍ جديد” في الطابور، من الراجح أنّ وسائل اﻹعلام ستهلل له إلى حين، ما تلبث أن تبدأ بنتف ريشه بعد عام!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى