مقالات

قانون قيصر والتفاؤل المفرط!

د. محمود سليمان

أكاديمي سوري، دكتوراة في القانون الدستوري.
عرض مقالات الكاتب

يذكرني قانون قيصر بتفاؤل السوريين عندما وصل التفاؤل بعهد أوباما بضرب مواقع العصابة الأسدية بعد استخدامها الأسلحة الكيميائية بشكل ثابت، وإذا به يعقد صفقة مع العصابة الأسدية (سحب السلاح الكيماوي) بالرغم من كل التقارير التي أشارت بشكل واضح إلى إستخدام النظام السوري قبل وبعد توقيع الاتفاقية الخاصة، بعدم إنتاج واستخدام السلاح الكيماوي، وآخرها التقرير الصادر عن لجنة التحقيق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بتاريخ 8/4/2020 الذي أكد مسؤولية النظام السوري بشكل مباشر عن الهجمات التي وقعت على ثلاثة مواقع بمنطقة اللطامنة بريف حماه في أذار2017، وإحداها كان على إحدى المستشفيات المدنية،كل ذلك حدث بوجود قرار مجلس الأمن الدولي 2118 لعام 2013 علمًا أن الفقرة 21 منه نصّت على أن يقوم مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع من الميثاق (باستخدام القوة) باتخاذ تدابير مباشرة لردع النظام السوري،ومع ذلك لم تتخذ أية إجراءات !
صدر قانون قيصر الذي تمّ انتظاره سنوات نهاية العام الماضي، والذي يجب تطبيقه بعد أيام ليعلق السوريون الآمال من جديد على تطبيقه لاسقاط نظام بشار أسد ،بالرغم من تصريح جيمس جيفري بأن قانون قيصر يهدف لتغيير سلوك النظام وليس إسقاطه، لاسيما وأن قانون قيصر أعطى الحق للرئيس ترامب تعليق تطبيقه إذا (إلتزم ) النظام بتنفيذ بعض الشروط التي ذكرها بيان جنيف منذ عام 2012، وتم التأكيد عليها وإقرارها بقرارات مجلس الأمن الدولي 2118-2254 التي جاء فيها إضافة لتلك الشروط التي اعتبرت متطلبات مسبقة أن يتم تشكيل هيئة انتقالية بكامل الصلاحيات التنفيذية، ومن بعدها يتم الذهاب إلى اللجنة الدستورية والانتخابات ،تم الالتفاف على تلك القرارات الدولية وتنصل العصابةالأسدية منها بمساعدة ديمستورا مندوب الأمم المتحدة والمعارضة السورية التي خطفت تمثيل الشعب السوري الثائر.
كل ذلك يقودنا إلى نتيجة أن المطلوب ليس إسقاط العصابة الأسدية وإنما تكريس وجودها بخاصة وأن قانون قيصر فيه من الثغرات التي تؤدي إلى إمكانية التهرب من تطبيقه، باستثنائه لمنظمات سورية غير (حكومية)ومناطق سيطرة قسد الملاصقة لمناطق سيطرة النظام الذي بدأ اليوم برفع الحواجز بدير الزور مع مناطق قسد، كي يتم الالتفاف على العقوبات من أجل إدخال مايحتاجه من مواد، كما فعل على مدار سنوات الثورة.
تبقى النتيجة التي أصبحت واضحة للسوريين؛ أنه لاوجود لإرادة أمريكية للمساعدة باسقاط نظام بشار الأسد،بل كل السنوات الماضية تشير إلى أن أمريكا من كلّفت روسيا بحمايته من السقوط ،وإنما المطلوب تدمير ماتبقى من سورية وتهجير شعبها خدمة للكيان الصهيوني .

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. هذا الكلام صحيح مليون بالمئة.. ولكن الغريق كما يقول المثل يتعلق بقشة وما عاناه السوريون ومازالوا على مدى تسع سنوات او بالاحرى منذ خمسين عاما جعلهم الان يتأملون ولو 20% ان يكون تطبيق قانون قيصر منفذا لخروجهم ولو مبدئيا مماهم فيه..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى