ثقافة وأدب

الكتاب الورقي ومنافسة التكنولوجيا الحديثة..حوار مع الأستاذ المهندس عاطف نموس صاحب دار نشر “زقاق الكتب”

نعيم مصطفى | رسالة ربوست

في هذا العصر الذي يتميز بالمنافسة التكنولوجية، تواجه القراءة في مجتمعاتنا تحديات كثيرة منها انتشار الأمية وتراجع انتشار الكتاب والإقبال على وسائل الترفيه التكنولوجية وشبكات المعلومات الرقمية والأجهزة الحديثة المرئية والمسموعة، وغيرها من التحديات التي جعلت الاتجاه نحو القراءة يضعف.

في حوار أجراه نعيم مصطفى مدير أخبار موقع رسالة بوست مع الأستاذ المهندس عاطف محمود نموس كان هذا اللقاء.

نبذه عن حياة الكاتب:
عاطف محمود نموس ، مهندس مدني خريج العراق سنة 1986 ، سوري الجنسية ريف دمشق مضايا، عمل بمجال النشر  سنة كانت خلال الدراسة الجامعية كعمل حر ليس رسميا، وطبع عدة كتب ونشرها ووزعها ثم بدأ كشريك مع دار عمار للنشر والتوزيع سنة 1987 ومقرها الأردن عمان واستمر مع دار عمار حتى سنة 1996 بالسنة نفسها أسس مكتبة الدار الشامية ، وماتزال حتى الآن ، وكان مجال النشر منصب على محققات التراث بشكل أساسي وبعض المقررات الجامعية إلى جانب الاهتمام بكتب الأطفال , وفي سنة 2019 أسس في اسطنبول” زقاق الكتب” وتركز عمله فيها  على طباعة كتب تعليم اللغة العربية للناطقين بها والناطقين بغيرها وصدر عن المكتبة عدة مستويات تهم الطلبة من مرحلة الروضة حتى مرحلة السادس ابتدائي وعمل على إعداد برنامج لتعليم التربية الإسلامية موجه للطلبة العرب عموما لكافة المستويات من صف أول ابتدائي حتى الثاني عشر , ومشاريع أخرى أهمها برنامج شهادة الكفاءة الدولية للغة العربية وأسماه التنال العربي .

وفي سؤال حول، هل أفل نجم الكتاب الورقي ويوشك أن يرحل عن عالمنا؟ أم مازال هناك شريحة من أنصاره؟

أجاب بأن الكتاب الورقي يبقى هو الأساس في عالم القراءة والثقافة ، القارئ المتمرس لا يستغني عن الكتاب الورقي فهو المرجعية، ومن اعتمده أحد مصادر التأليف لابد أن يزينه بالعبارات والتعليقات والإشارات الفوسفورية ، أما القارئ الهاوي وغير المتعمق بالقراءة فيميل الى كتب السندويش الشبيهة ببوستات وسائل التواصل الاجتماعي التي خلفت جيلا سريع ردود الأفعال ولا يتعامل مع المعلومة بمسؤولية ، أما أنصار الكتاب الورقي ما يزالوا ن موجودين، الأولى: الباحثون والكتاب، يليهم المثقفون لزيادة الثقافة ثم الباحثون عن الجديد يليهم طلاب الدراسات وطلاب حلقات العلم وآخرهم قراء الروايات.

وحول سؤال أن الكتاب الورقي ارتفع ثمنه بدل أن ينخفض على الرغم من المنافسة الكبيرة للكتاب الالكتروني المجاني فكيف يتأتى ذلك وكيف نفسر هذه المفارقة؟

ذكر السيد نموس بالنسبة لسعر الكتاب حقيقة لم يختلف سعره رغم رفع مستوى الجودة في الطباعة إن كان البعض يلاحظ فروق معينة فلربما لعدم الدقة في المقارنة ، بعض الكتب التي يشعر المستهلك أنها مرتفعة الثمن قد تكون المراجع الجامعية، وذلك يعود لارتفاع نسبة حقوق التأليف التي يتقاضاها مشاهير الكتاب , أما المقارنة مع الكتاب الإلكتروني فهي ليست دقيقة لأن الكتاب الإلكتروني الجديد غالبا رسومه مرتفعة للحصول على نسخة مقروءة، والكتب التي نراها على شكل PDF فهي غالباً إما كتب تراث قديمة ليست لها حقوق والنسخة الإلكترونية لا تغني الباحث عن الورقية، أو أنها كتب صورت دون إذن من الناشر أو المؤلف، وبالتالي هي اختراق لحقوق الملكية الفكرية التي ما يزال الكثير يجهلها ويعتبر التعدي عليها مباح .

وتابع أيضا مما لاشك فيه أن كلفة النسخة الإلكترونية أقل من الورقية بفارق الطباعة وثمن الورق وهو مبلغ كبير والنسخة الإلكترونية لها روادها لذلك مع الثورة الإلكترونية صرت ترى الكتاب نفسه معروض على شكل ورقي وطبعتين تجارية وفاخرة وكذلك نسخة الكترونية بحيث تعطي المرونة للقارئ فيما يرغب.

وحول سؤال أي العلوم والمعارف والفنون التي يقبل الناس على قراءاتها؟ وماهي العناوين الأكثر جاذبية للمتلقي؟

ذكر نموس أن القارئ يختلف من بلد لآخر ، وأيضا المرحلة العمرية لها دور بنمط القراءة ، لكن عموماً بالنسبة للكتب العربية الإقبال الأكبر على كتب التاريخ والتراث الإسلامي و كتب الحديث ومحققاتها، يلي ذلك كتب اللغة العربية، وأصبح عليها بالآونة الأخيرة طلب كبير وإقبال من قبل الجاليات غير العربية لتعلم العربية، ويلي ذلك كتب الأطفال في مرحلة سن الروضة والابتدائي، والصراع كبير الذي يستهدف هذه المرحلة السنية , وأما الكتب التي تدرس ضمن برامج معينة تعليمية هادفة، فالإقبال عليها له مستوى يزيد وينقص ويمثل 10% من طلب الكتب ، مرحلة الشباب التركيز الأكبر فيها على كتب الروايات . وعموماً الرواية العربية آخذة بالارتقاء لتتلاقى وطموحات القراء ، ويتبقى في المرحلة الأخيرة كتاب الثقافة العامة من مؤسسة وإدارة وتطوير مهارات . عموما النسب تختلف من بلد لآخر.

وفي رد السيد نموس  حول سؤال  أي الدول العربية أكثر إقبالا على شراء واقتناء الكتب؟

أجاب الأستاذ: إذا عدنا لتاريخ المعارض العربية للكتاب فقد كان المعرض الأقوى من حيث القوة الشرائية وبيع الكتب هو معرض بغداد، طبعا أتكلم عن بغداد قبل السقوط، يلي معرض بغداد من حيث القوة معرض الرياض، ثم معرض القاهرة ومعرض صنعاء، طبعا كل هذه المقاييس قبل مرحلة الثورات العربية، ثم بعد ذلك الجزائر والأردن، أما الإمارات فكان الإقبال العادي ضعيفاً رغم قوة المستهلك الشرائية وكثيراً ما تضطر الجهة المنظمة لشراء كميات حتى لا يعود الناشر دون تغطية مصاريفه.

وحول الفوارق بيننا (نحن العرب)وبين الغرب في التعامل مع الكتاب ومعاقرته.

كانت إجابة مختصرة : وذكر أن القارئ العربي غالباً هو القارئ المضطر للقراءة ويقرأ لهدف معين، إما استكمال دراسته، أو الباحثين، وبعض الشباب لذلك كنا نرى غالب من يشتري يحمل قائمة بكتب قرأها غيره سابقاً والقلة القليلة التي تبحث عن الجديد ، بينما القارئ الغربي يقرأ حباً بالقراءة لدرجة أنها أصبحت عنده سلوك وكتابهم يطرحون تجاربهم الحياتية في كتبهم لذلك نمط الكتاب يختلف عندهم عما هو عندنا .

وحول اهتماماته بالتراث العربي أم أنكم تصرفون جهودكم على النتاجات المعاصرة؟

أجاب أن التراث هو الأكثر ثراء، وحقيقة معظم الكتابات المعاصرة هي عالة على كتب التراث ومقتبسة منها هذا بشكل عام .
والكتب الإبداعية الجديدة حقيقة نادرة لكن لا يخلو الأمر من نتاج جيد معاصر جيد ونتيجة لواقع أمتنا المتردي منذ أكثر من قرن فلا تجد ما هو معاصر بنّاءز

ولدى سؤال “رسالة بوست” هل لدى داركم معايير للنشر؟ وماهي إن وجدت؟

بالطبع كما لكل دار غاية معينة، من المعايير التي نبحث عنها أن يكون الكتاب الذي ننشره يحمل فكرة جديدة و ليس مجرد تكرار للماضي ، أن يتوافق الكتاب الذي ننشره مع أخلاقنا و أدبياتنا بمعنى التوافق مع قيم الإسلام ، تركيزنا على النمو بمعايير اللغة العربية والارتقاء بمستويات تقييمها.

وعند سؤالنا ماهي مشاريعكم المستقبلية؟ وهل أنتم متفائلون أم متشائمون بمستقبل الكتاب؟

ذكر أن الكتاب رسالة وهو يمثل هوية الأمة ربما يضعف سوق الكتاب أحيانا لكن لا يموت لذلك يبقى التفاؤل والأمل ، ومن مشاريعنا بشكل عام تصحيح وتدقيق التراث وتخريجه علمياً ، تصحيح أخطاء التاريخ بأسلوب علمي ، الارتقاء بمعايير تقييم اللغة العربية .وبناء المناهج المدرسية للمراحل الأساسية والمتوسطة والثانوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى